المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير عن الرقص الشعبي في العراق ودبكة الجوبي



المحامي سيف ال سدخان
06-15-2011, 07:05 AM
تقرير عن الرقص الشعبي في العراق ودبكة الجوبي

السلام عليكم
ننقل لكم بعض الكتابات عن الدبكات الشعبية (الجوبي) في العراق .عسى ان تروق لكم .
يعتبرسكان وادي الرافدين من الاوائل الذين استخدموا الادوات الموسيقية الايقاعية المختلفة لضبط نبض حركة الاشياء فيما حولهم ،واعتبرواالأنغام والموسيقي ، ما هي الا صدى وانعكاس ارضي لهارموني وانسجام حركة الكون المعقدة ، بما يحويه من كواكب ونجوم واقمار .

ففي العشرات من الرسوم والمنحوتات ونقوش الاختام الاسطوانية وأواني النذور التي تعود الى الفترة السومرية ، والفترات التي تلتها ، يظهر فيها رجال الى جانب العساكرالمدججين بالسلاح ،وهم يحملون الآلات الموسيقية ويعزفون عليها لشحذ الهمم ورفع معنويات المحاربين وبث روح الشجاعة ،

وبعض هذه الرسوم تظهر رعاة وهم يعزفون على ناي او مزمار بينما الماشية ترعى منتشية باللحن في المرج.

و كثيرمن هذه الرسوم والنقوش تظهر فيها نساء في حركات راقصة ، وايضا نساء ورجال يعزفون على آلات موسيقية ، كالطبل ، والطبلات الصغيرة ، والصنوج ، والمزامير ، وآلات القيثارة والربابة والعود ( وكلها تستخدم على حالها الذي ظهرت في الرسوم لحد اليوم )

فالآلة الموسيقية عند قدماء العراقيين لعلاقتها بنبض وايقاع الكون والفلك ، كانت مقدسة ومعظمة لاتدخل المعبد الا بعد ان تطهر بتلاوة التعاويذ الطويلة الخاصة بهذه الآلة ، وكانت ترافق عملية صنع الالة الموسيقية التي يعتقد ان الآلهة صنعتها لأول مرة ، سلسلة من الطقوس الدينية تؤدى بصرامة حتى تكون الآلة جديرة بأن تصبح من مقتنيات المعبد ، وكان يخصص للعزف على هذه الآلات في الاحتفالات الدينية كهنة من الطبقة العليا .

وعندما نتوقف عند الرقص التعبدي المقدس ،من ضروري ان ننتبه الى ان من كان يقوم به هن الكاهنات، يسمًين ايضا (بالبغايا المقدسات ) و لم يكُنََ من المنبوذات اجتماعيا ، بمعنى أن مفهومهم عن هذه المهنة مختلف عن مفهومنا عنها اليوم ، بل ان الكاهنة البغي كانت تشغل مكانة اجتماعية سامية و محترمة ، وكثير منهن ينحدرن من عوائل وأسرمرموقة وبنات حكام وملوك نذرن للخدمة في المعبد وهن صغيرات في السن ، ويعتبر البغاء في العراق القديم في الحالة هذه فقط ، مهنة مقدسة ومشرفة لمن تقوم بها ،لارتباطها بفكرة الخصب و الآلهة عشتار التي تختار في كل عام من بين جمهرة كاهنات المعبد من هي الجديرة بأن تتقمص جسدها في الربيع لأداء الطقس الجنسي الرمزي الذي يتم مع الملك الذي بدوره قد حل بجسده الأله ( تموز ) .

كن يؤدين ايضا الى جانب طقوس الخصب هذه ، ترتيل ألأناشيد والرقص التعبدي المتنوع الاشكال. الذي لانعرف بدقة الى هذا اليوم طريقة أداء هذا الرقص ، الا أن هناك تقديرات مستخلصة من دراسة حركة الأجساد في الرسوم والمنحوتات ، وتأمل عادات الرقص الشعبي الاصيلة والمتداولة لحد اليوم في المناطق التي عاش فيها السومريون

ولو تأملنا المنحوتات السومرية القديمة التي تمثل الآلهةعشتار، لاسيما الدمى الفخارية الصغيرة منها ، لوجدناها تصورعلى شكل امرأة باوراك عريضة واثداء ممتلئة كبيرة ، تشبه الى حد كبيرالمنحوتات التي تمثل آلآلهة(الأم الارض) عند الحيثيين الذين سكنو اعالي الفرات .

ان تركيز المثََال الرافديني القديم عند نحته لآلهة الخصب في ابراز منطقتين من جسم الآلهة فقط ، الورك والاثداء بشكل مبالغ فيه للدلالة الرمزية الواضحة ، لابد ان تكون حركات الرقصات التي تخص هذه الآلهة تركز ايضا على استخدام وتحريك هاتين المنطقتين ( الصدر والاوراك ) ، ولربما ان الرقص الشرقي الذي تؤديه المرأة اليوم هو امتداد لصورة الرقصات المغرية التي كانت تؤديها الكاهنة في احتفالات الخصب القديمة (عند السومريين والحيثيين ) على حد سواء .

ان طريقة الرقص الخاصة بالنساء الريفيات المنتشرة في جنوب عراق اليوم التي منها رقصة ( الهجع ) المنسوب طوراغنيتها الشهيرة للفنانة زهور حسين ، تحتفظ بالكثير من بقايا عناصر واصول رقص الكاهنات السومريات .

نجد هنا الراقصة اضافة الى هز الوركين والأكتاف ، تحل شعرها وتطوح به في الهواء من حولها يمينا ويسارا بشكل عنيف على ايقاع الطبلة الجلدية ( الدنبك ) ، ثم تثني ركبتيها لتقترب من الأرض وتبرك لتسدل عليه شعرها وتمسح الارض به فيما حولها برفق، ثم تنهض وهي تركل الارض بقدميها بقوة ، وتعيد هذه الحركة اكثر من مرة ، كأنما تريد من هذه الركلة المتكررة بألحاح ، ايقاظ الأرض النائمة من سباتها الذي استمرطوال فصل الشتاء .

فهذه الحركات كما هو واضح لاتخرج عن بعدها الاحتفالي الطقسي في عملية حث الارض حتى تفك اسار تموزمن العالم السفلي ، ليعود الى الارض وينبت الزرع الاخضرمن جديد .
ان مثا ل رقصة الجنوبيات هذه في العراق ، تنسحب على جميع الرقصات الشعبية الاخرى المتداولة حتى هذا اليوم في العراق ، كرقصة الجوبي بأنواعها ( يؤديها الجنسين بشكل مختلط كل من الاكراد والارمن والآثوريين واليزيدين والتركمان والكلدان وغيرهم ، ويوديها العرب بالرجال فقط )، ورقصة (الساس) العربية.... وغيرها. ترتبط جميعا بشدة بأصولها الدينية والمثولوجيات الرافدينية القديمة ، و ترمز بالاساس للحركة والحياة والخلق والخصب وطرد الارواح الشريرة ، تذكرنا بأحداث قصة الخليقة ، وانتصار ألألة مردوخ على العمى والظلام الآلهة ( تيامت).

ان جميع الرقصات الشعبية الرافدينية ما هي الا محاكاة رمزية للحركة الاولى التي كانت في بداية خلق الكون ، والدبكة ذات الحركة الدائرية بأنواعها ، شديدة الارتباط بالمثولوجيات الدينية التي تقوم على اساس الدوران حول المكان المقدس لاستدرار البركة ، وهذه الحركة نلاحظها اليوم عند المسلمين وهم يؤدون مراسيم الحج السنوي في مكة المكرمة أو ، عند زيارتهم لاضرحة الاولياء والاماكن الدينية ، وهي محاكاة لحركة الكواكب والنجوم ، وقد تكون تعني التخلص من السحر ورسم منطقة دائرية مقدسة تعطي الحماية ، قد تكون رمزا لحدود ارض الله الخالية من الشيطان والشر ، او نقلا لدائرة الفلك السماوية على الارض .

فالدبكة التي يؤديها البدوي من الرحل تعتمد على هز الاكتاف قليلا والتمايل بخيلاء عند تحريك الرجلين وعدم رفعها الا قليلا عن الارض ، والسرحان في الرقص على مساحة واسعة من الخلاء ، يحرك الرجلين الى الامام والى الخلف كأنه يسرح ويطوف مع الماشية ، أنه تعبير عن عادة التنقل الرعوية .

اما الدبكة التي يؤديها الجبليون او الفلاحون فتختلف في حركاتها عن رقصة البدوي ، بالقفز المنتظم والعنيف على الارض كانه يربت عليها لاستدرار عطفها في أستنبات البذور ونمو الزرع ، وضرب الارض بالاقدام بقوة يهدف الى ابعاد الارواح الشريرة منها.

ويلازم احتفالات العراقيين بالافراح والاحزان نحر الذبائح ، واذا كان هنا الرقص مترافقا مع التضحية والذبح فانه تعبيرعن الذبيحة الاولى ( تيامت ) التي لولاها لما نشأ الكون .

ان جميع هذه التفسيرات لحركات رقصة الدبكة والاحتفالات الشعبية بانواعها، والتفسيرات الكثيرة الاخرى حولها ، لاتخرج من نطاق اعتبار أصلها المطلق الاول مقدس ، وطقس حي مستمر من زمن سحيق .

سالم الهزاع
06-15-2011, 10:21 PM
طرح رائع يبين العمق التاريخي لوادي الرافدين او كما يطلق عليه مستبينيين اي ما بين النهرين وما زالت القيثارة السومريه الاولى والأقدم والموجودة في متاحف العالم والتي يشهد لها المؤرخون بان اول من استعمل وصنع هذه الآلة الموسيقيه للعزف هم سكان مابين النهرين وادي الرافدين. و الكثير غيرها مثل اول ساعة للوقت كانت من وادي الرافدين واول الطرق الزراعيه ، اول القوانين، اول الأرقام ، وغيرها الكثير هذا هو بلاد مابين النهرين هو ارض العطاء وارض الكرم عملت وانشالله ما تزال تعمل من اجل خدمة الانسانيه.