المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة بدر شاكر السياب



سالم الهزاع
07-24-2011, 12:24 PM
في ليلة العاشر من محرم سنة 1948 القى شاعر العراق الخالد بدر شاكر السياب قصيدته التالية في ثانوية العشار فيالبصرة في حشد ضم اكثر من الف و خمسمائة مستمع . القصيدة تشكـّل نـموذجا ً مـتميزاً لشعر الرثاء عامة و للمراثي الحسينية خاصة. فالشاعر يعقد مقارنة بين شخصيتيالامام الشهيد الحسين والطاغية يزيد، بادئا ً برسم صورة الطاغية ومنتهيا بصورةالشهيد. و خلال القصيدة تتداخل حشود من صور العذاب تبدو كأنها مستوحاة من "رسالةالغفران للمعري" او من " جحيم دانتي " يجعل منها الشاعر نذيرا ً لمصير الطاغية. ويستوحي الشاعر من رؤى عقيلة بني هاشم زينب اخت الحسين عليهما السلام ما يصور مشاهدالمأساة حتى النهاية .. انها قصيدة متميزة لشاعر متميز.



هذه القصيدة سبق أن نـُـشـرتْ معقصائد وكلمات لآخرين في رثاء سيد الشهداء الحسين عليه السلام مما قيل في ذلكالمهرجان في كتاب مستقل صدر في نفس السنة 1948 و منه نقلها رضا الصخني الى قراءالعربية في العالم . رحم الله الشاعر بدر شاكر السياب

رسالة الى يزيد

قصيدة للشاعربدر شاكر السياب
إرم ِالــســماء بـنـظرة ِ اســتـهــزاءِ
و اجعل شــرابك َ مــن دم الاشـــلاءِ
و اسحق بظلـّكَ كل عـِرض ٍ ناصع ٍ
و أبــِحْ لنـَعـلـكَ اعــظـُمَالـضـُـعـَـفاءِ
و امـْلأ ْ سراجك إنْ تـَـقـَـضـّى زيتهُ
مـمـّـا تــدرّ ُ نــواضـِـبُ الاثـــــــداء ِ
و اخـلـعْ عـلـيـهِ كـما تشــاءُ ذبـالـــة ً
هـُـدُبَ الرضيـع ِ و حـِلـْـمـَة َالعذراءِ
و اسدرْ بغـيـِّـكَ يا يـزيـدُ فـقـد ثــوى
عـنـك َ الـحُـســَـينُ مـُـمَـزّق َالاحشاء ِ
و الليل ُ أظـلـَم َ و القطيع ُ كـما ترى
يـَرنو إلـيـكَ بـأعـــْـيُـــن ٍبــلـْـــهـــاءِ
و إذا اشتكى فمـَن المغيث ُ وإنْغـفا
أيــن الــمـُهيبُ به ِ الــى الــعـَـــليــاءِ
مَـثــّـلـْتُ غـدْرَكَ فاقـشـَـعـرّ لـِـهـَـوْلهِ
قـلـبــي و ثــارَ و زلــزلــتْأعضائي
و استقطرت عيني الدموع و رنـّـقتْ
فـيـهـا بـقـايـا دمــعـة ٍ خـــرســـــــاءِ
أبصرتُ ظـِـلـّـكَ يـايـزيـــدُ يـرجـــّـهُ
موجُ الـلـهيـب ِ و عاصـفُالانــــواءِ
رأسٌ تـكـللَ بالخـنى، واعـتـاض عن
ذاك النــُـضـار بـحـيّـة ٍ رقـــطـــــــاءِ
و يـدان ِ مـُوثـَـقـَـتـان ِ بالسوط الـذي
قد كان يــعبـثُ امــس ِبالأحـــيـــــاءِ
عـصـَـفــَتْ بيَ الــذكرىفألقتْظلـّها
فـي ناظــريّ كــواكبُ الصــحــــــراءِ
مـبهـورة َ الاضـواء يغـشى وَمْــضها
اشــباحُ ركـْـب ٍ لــجّ فــيالاســــراءِ
أضـفى عـلـيه ِالليل سـِتـْرا ًحـِيكَ
من عـُرف الجـِنان ومن ظـِلال " حـِـراء ِ"
أســرى، و نــام َ فـلـَيس َ إلا ّ هـمـسةٌ
باسـْـم ِ الـحـُـسـَين ِ و جهشة ُاستبكاءِ
تلك ابنة الزهــراء ولـهـــى راعـَـــها
حـُـلـُـمٌ الـَـمّ بـها مـــع الــظــلـمــــــاءِ
تـُـنـْـبي أخــاها و هـي تـُـخفيوجهها
ذعـْـرا ً، و تـلوي الجــِـيد َ فيإعــياءِ
عن ذلك الســهل الـملـبــّد .. يــرتـمي
في الافق مثل الــغيــمة ِ الـــســـوداءِ
يـكـْـتَـظ ّ بالاشـباح ِ ظـمأى حشرجتْ
ثـُمّ اشـــرأبــّـتْ في انتــظـــارالــماءِ
مـفـغـــورة الافـــواه ِ الا ّ جــــــثــّـــة ٌ
من غــير رأس ٍ لــُـطـّــخـتْ بـدمــاء ِ
زحــَـفـَتْ إلى مـــاء ٍ تــراءى ثـم لــم
تـبـْـلـُـغـْـهُ فانكــَـفأتْ علـىالـحصباءِ
غـَيرُ الـحـُـسـَـين ِ تـصـدّه عـمّـاانتوى
رؤيا .. فـكـُـفـّـي يا ابنة َ الــزهـــراء ِ
مـن للـضـِـعاف إذا استغاثوا والتظـَتْ
عـيـنا " يـزيـدَ " ســوى فـتىالهيجاءِ
بـأبـي عـطــاشـا ً لاغبينَ و رضــّـعـــا ً
صـُـفـْـرَ الوجـوه ِ خـمـائص َ الاحشاء ِ
أيدٍ تـُـمـَـدّ ُ إلى السـمــاء ِوأعــــيــــــنٌ
تـرنـو الى الـماء الــقريبالــنـائـــــي


عـزّ الــحـُـسـيـنُ و جلّ عن أن يشـتري

ريّالـقــلــيل بـخـطـة ٍ نــكــــــــــراء

المحامي سيف ال سدخان
07-27-2011, 07:27 PM
قصيدة رائعة للغاية ......اول مرة اقراها

عـــلاء الرحال
08-14-2011, 07:06 PM
شكراً لك وجزاك الله خيراً