المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تصل رحمك في رمضان ؟؟



المحامي سيف ال سدخان
08-27-2011, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أمر الله بالإحسان إلى ذوي القربى وهم الأرحام الذين يجب وصلهم فقال تعالى : (( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) (البقرة:83) .


وقال تعالى : (( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)) (البقرة:177) .


وقال تعالى : (( يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)) (البقرة:215) .


وقال تعالى : (( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ . وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) (لأنفال:74ـ 75) .


وقال تعالى : (( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )) (النساء:36) .


وقال تعالى : (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)) (النحل:90).


وقال تعالى : (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً * وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً )) (الإسراء:27) .


وقال تعالى : (( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه وأولئك هم المفلحون)) .


كما أنه سبحانه عظم قدر الأرحام فقال تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً )) (النساء:1).


وقال سبحانه وتعالى : (( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ))
(محمد:23).


وقال سبحانه وتعالى : (( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) (الرعد:25).


أخى المسلم: ان مما ميز الله تعالى به هذا الانسان وكرمه تلك الحياة التى يحياها فى عش الاهل والعشيره، فتجده محفوفا بأب وأم وأخ وأخت وجد وجده وخال وخاله وعم وعمة، فاذا نزلت النوازل رأيته يفزع الى تلك القرابه يطلب نصرها وعونها، واذا جاءت الافراح رأيت تلك القرابة تشاركه فرحته فيسرون لسروره ويسر هو بقربهم ، وقدر لو ان احداً من الناس ليس له قرابة تشاركه افراحه واحزانه... كيف سيكون حاله؟
ستجده اذا فرح لا يجد من يشاركه فرحته واذا نزل به ضر لا يجد من ياخذ بيده

اخى المسلم: تلك هى القرابة والرحم التى حث الاسلام على وصلها وحذر من قطيعتها وفى مجتمعنا الاسلامى ترى تلك الشجره المتعدده الفروع من خال وخاله وعم وعمه وابن خال وابن خاله وابن عم وابن عمه، تربط الجميع بذلك الرباط الطاهر واين هذا من حال الكافر فى زماننا؟
قال الله تعالى:"ياايها الناس اتقو ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا" النساء 1

فضائل صلة الرحم

اخى المسلم: اذا اردت ان تقف على تلك الفضائل العجيبه لصلة الرحم فسأطلعك من ذلك ما ستراه دافعا للاستزاده ان كنت من الواصلين...وان كنت من القاطعين فلا تحرم نفسك من الاطلاع على هذه الفضائل...عساك أن تكون من الفائزين بها

1 - صلة الرحم تزيد فى الرزق والعمر



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من سره ان يبسط له فى رزقه وان ينسا له فى اثره فليصل رحمه" رواه البخارى ومسلم

2 - صلة الرحم سبب فى عون الله وتاييده


جاء رجل الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال:"إن لى قرابة أصلهم ويقطعونى واُحسن اليهم ويسيئون الى واحلم عنهم ويجهلون على، فقال: لئن كنت كما قلت فكانما تُسفهم الملل ـ الرماد الحارـ ولا يزال معك من الله ظهير عليهم، ما دمت على ذلك" رواه مسلم

3 - من وصل رحمه وصله الله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلنى وصله الله ومن قطعنى قطعه الله" رواه البخارى ومسلم

4 - صلة الرحم تجلب حب الاهل


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم فان صلة الرحم محبة فى الاهل مثراة فى المال منسأة فى الاثر"

5- صلة الرحم من اسباب غفران الذنوب

اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال:" إنى اذنبت ذنباً عظيماً فهل لى من توبة؟، فقال: هل لك من ام؟، قال: لا ،قال: فهل لك من خاله؟، قال: نعم، قال: فبرها" رواه الترمذى وابن حبان والحاكم


6 - صلة الرحم سبب فى مضاعفة الثواب


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الصدقة على المسكين صدقه، وهى على ذى الرحم ثنتان، صدقة وصله" رواه النسائى والترمذى وابن ماجه

فاحرص اخى على تحصيل هذه الفضائل ، واياك ان تكون من العاجزين

كيف تكون صلة الرحم؟
ان صلة الرحم كما فسرها الامام النووى رحمه الله: هى الاحسان الى الاقارب على حسب حال الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمه وتارة بالزياره والسلام الى غير ذلك
ولتعلم اخى المسلم: ان اعلى درجات صلة الرحم ان تصل ارحامك وان قطعوك ، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم:"ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذى اذا قطعت رحمه وصلها

وقال على ابن ابى طالب رضى الله عنه: لان اصل اخاً من اخوانى بدرهم، احب الى من ان اتصدق بعشرين درهماً ولان اصله بعشرين درهما احب الى من ان اتصدق بمائة درهم ولان اصله بمائه درهم احب الى من ان اعتق رقبة

قال عمرو بن دينار رحمه الله: تعلمن انه ما من خطوة بعد الفريضة اعظم اجراً من خطوة الى ذى الرحم

وقد ارشدنا النبى صلى الله عليه وسلم الى اقل احوال صلة الرحم وهو امر لا يعجز عنه احد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" بروا ارحامكم ولو بسلام" رواه البزار/السلسله الصحيحه

الى كل قاطع رحم
اخى المسلم:عرفت فضل صلة الرحم وما فيها من الثواب العظيم فيا لسعادة الواصلين لارحامهم
ولكن فى الجانب الاخر فريق من الناس هم عكس ذلك الفريق وهم القاطعون لارحامهم. فويل لهم من سخط الله تعالى وعقوبته

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من ذنب اجدر ان يعجل الله لصاحبه العقوبه فى الدنيا مع ما يدخر له فى الاخره من البغى وقطيعة الرحم"

كما ان قطيعة الرحم سبب فى قطيعة الله تعالى للعبد وقد جاء ذلك صريحاً فى قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" الرحم معلقة فى العرش..." سبق ذكره

كما ان قطيعة الرحم سبب فى عدم قبول الاعمال ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان اعمال بنى آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعه فلا يقبل عمل قاطع رحم"رواه احمد/صحيح الترغيب للالبانى"2538

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة قاطع رحم"

فكن اخى المسلم ذاك الشفيق الواصل لرحمه وكن حريصاً على صلة ارحامك وان قاطعوك كن قريبا منهم بيدك، وصوتك، ومالك، وكن عوناً لرشيدهم وواعظاً لسفيههم

سالم الهزاع
08-27-2011, 06:43 PM
جزاك الله خير الجزاء على ماذكرته من طيب