المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من المدحتيه محافظة بابل



سالم الهزاع
11-14-2011, 07:28 PM
حمزه الجناحي
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي


عندما التقيت به بعد سقوط النظام السابق لم ارى احدا مثه فرحا ولم اعتقد ان احد مر بمثل فرحه كل شيء في جسمه النحيل يخبرك ان هذا الرجل يمر بازمة اسمها الفرح الشديد لأنه لا يستطيع ان يخفي فرحه ابدا كانه مجنون واعضاء جسده تتحرك كما يحلو لها بدون دراية ولا قرار يده تتحرك بكل الاتجاهات وهو يتحدث لك وسيكارته التي تمسكه شفاهه التي ترك الدخان اثره عليها واسنانه التي غادرت فمه ليس لكبره بل لأن هذا ما يعيشه انه كريم عبد الرزاق محسن ذالك الشاب الحلي المدحتي الجنوبي المشاكس القصير القامة الذي عانى في حزنه وعانى في فرحه في حزنه عندما فصل من وضيفته كمعلم وهو يوميا يصارع البعثية حتى اودعوه السجن كنا نتصور ان كريم غادر المدحتيه الى نهايته بعد اخيه الذي غيبته سجون البعثية طرد من وظيفته ضل حبيس احلامه واماله واحيانا وبانفعال مفاجئ يخرج من كل تلك التحفظات ليعلن مقته من البعث اخبرناه بالسكوت حذرناه من تصرفاته كان يمر بازمات عجيبة دائما مايقول (قرب يومهم كلشي راح يكعد صحيح) رغم شغف العيش والم المعاناة شق كريم طريقه باعجوبة للأستمرار لايريد ان يثبت انه عاجز او اخذ من مقتل ...
اخر المطاف عمل ببسطية لبيع الكرزات امام باب الحمزه عندما تفارقه وتلتقي به ثانية يجبرك ان تستمع لأحلامه لتطلعاته كان يوم يقول لي اسمع ايها الجناحي قبل السقوط (سنعمر بايدينا مادمره هؤلاء ولا يقول هؤلاء الا وينتظر احد ازلام البعث يمر من امامه كان يوقت كلمة هؤلاء بمرور احدهم امامه ومن يمر امامه لابد لكريم ان يوصل له رسالته له)
هكذا هو نضال كريم على بساطته حتى وهو يقرر بعد سقوط النظام ان ينشا جريدة او منبر حر على رصيف الشارع الرئيسي عند باب الامام الحمزه(ع) تارة وتارة على جدران السوق تستيقظ صباحا ترى كل الاخبار مجانا يخبرك بها كريم ودائما ماكان يهاجم المسئولين الجدد يعتقد كريم انهم غير مؤهليين وهم والغفلة التي جاءت بهم احدهم للأخر غفلة استمر هذا الرجل يعاني اعيد الى وظيفته كسجين سياسي لم ياخذ حقوقه ولم يلهث وراء اللاهثين استمر مشاكسا اخيرا قرر كريم ان يؤسس جريدته (المدحتيه) ويحولها من الجدران والرصيف الى جريدة محترمة يكتب بها الكتاب ويعالج المشاكل هنا وهناك ينشر اشعار الزملاء ...
اتصل ذات يوما بجوال احد الزملاء يسال عني ويخبرني ليقول لي كلمة واحدة فقط (اختمرت) ولك الجناحي راح اتصير الجريدة وراح تقره ,,,رددت عليه امنين التمويل منو راح ايساعدك عليه اخبرته (انت وينك وين جروخك) ولك انت بيت ماعندك الجريدة اتريد فلوس المهم قرر كريم وقرار كريم (قرار خبال ) حتى لو عشر اعداد كل اصدار المهم سيكون لمدينة المدحتية اصدار انها المدينة الطيبة الجنوبية الولود التي انجبت عدد كبير من فطاحل النهضة الادبية والفنية والعلمية ليست غريبة هذه المدينة عن الابداع الذين ذهبوا والقادمين الذين يكملون المسير وقرر كريم ان يكون من المكملين ...
خرج من هذه المدينة العشرات من الشخصيات الرائعة ولازالت ,,الشاعر كاظم الرويعي مفيد الجزائري الشاعر عدنان الجزائري الشاعر حمزه الكصيري الفنان مهدي الشمري الكاتب عبدالصاحب عوض مكي ناجي عبطان وقبلهم كانت للمدينة شخصيات سياسية في مجلس الاعيان مثل عداي الجريان والاقتصادي العجيب نايف الجريان وشخصيات يطول المقام لذكرها ...انطلاقة كريم ليبور فكرته الغريبة بدأت والالف ميل تبدأ بخطوة وخطوات كريم هذه المرة كانت مدروسة ليصدر اول عدد من المدحتية وبطباعة رائعة ومواضيع اروع اخبار وشخصيات وتحليلات اعتمد في اصداره الاول على زملاءه ليس ماديا بل باسعافة بالمواضيع والافكار (150) نسخة فقط وكريم يضع تلك النسخ في حقيبته السوداء ويبدأ بتوزيعها ليس لكل من هب ودب بل لأصدقائه والمثقفين ودائما يهمس باذني اسمع الجناحي (تره هاي الناس نصة امية اتصور مدير عام مايقرة جريدة لايغرك سترة ورباط وريحة اتعط) يركب كريم بسيارة الاجرة ياتي الى مدينتي ليعطيني نسخة ويجلس بقربي ويقول لي اقرا اعطني رايك حتى لو كان لديك عمل يجب ان تتصفح لتعطي رايك لأن العدد الجديد ياخذ برايك هذا كان ديدنه مجانا يوزع جريده بلا مقابل على الرغم ان كل التكاليف من جيبه الخاص ,,كانت زوجته تتذمر من ما يصرفه كريم على المدحتيه ويتشاجر معها لأنها تريد ان تستقر ببيت لها ملك لاتريد ان تبذر اموال الشبابيك والشيلمان على ترهات كريم كما تدعي يوميا هو في شجار ويقنعها دائما ان اموال الجريدة والمصاريف هي من الزملاء ويعطيها الموبايل ليخبرها ان فلان على الهاتف اسمعي له واساليه مع العلم ان كريم لايحفظ اي رقم جوال حتى رقمه الخاص الذي لديه منذ اربع سنوات لايحفظه,,,
اليوم صدر لجريدة المدحتية العدد الثالث وهي نصف شهرية عندما تتصفح الجريدة تشعر انك امام اصدار قديم محترف ومهني بكل شيء بالاخراج بالطباعة بالدقة بنقل المعلومة بالاشخاص الذين يكتبون بطريق الكتابة ليس كل من يكتب ينشر له كريم وليس كل من يقرا يحصل على نسخة من جريدة المدحتية الرائعة ...
دائما ما تنتابه هواجس التوقف كون المصاريف والطموح يتقاطعان لأنه يريد ان تكون جريدته التي تصدر في ناحية المدحتيه يجب ان تتطور وتطورها يحتاج الى اموال وكريم لايملك هذه الاموال فصار المقترح ان تكون هناك مشاركات من اشخاص يهتمون بالثقافة وفعلا بدأ الشرفاء بالخطوة الاولى ..ثمان صفحات من الحجم الكبير كانك امام احدى الصحف العالمية ليس لقوة اخبارها بل هي تعطيك الفخر والزهو بانها ثاني صحيفة بهذا النوع تصدر في العراق بعد احدى الصحف في احدى نواحي البصرة ..خرجت هذه الجريدة من عمق ارهاصات واحلام وطموحات كريم وهي تحتاج الى الكثير لكن ذالك الشاب اراد لها ان تكون ليترك له بصمة في مدينته
انها جريدة المدحتية التي لازالت في اول الخطوات لكن القارئ لها يعتقد انها قطعت الاميال الالف من رحلة الالفي ميل الذي يرددها كريم .

المحامي سيف ال سدخان
11-15-2011, 06:13 PM
جميل اصرار هذا المدحتي الرائع ...الف تحية لهذا الانسان

أبوعمرالسلطاني
11-16-2011, 06:58 AM
تحية لكل المفكرين :
خطأ المهندس يقع على الأرض و
خطأ الطبيب يدفن في الأرض و
خطأ العالم يمشي على الأرض

سالم الهزاع
11-16-2011, 11:46 AM
اشكر مروركم العطر اولاد عمي الكرام وأرحب بكم اجمل ترحيب الاخ ابو مخلد من العراق والأخ ابوعمر من سوريا