المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيون الوحاشية منابع المياه في صحراء السمارة



سالم الهزاع
11-16-2011, 03:45 PM
السماوة :جاسم فيصل الزبيدي
ثروات مائية متدفقة ومهدورة* تغطي مساحات واسعة من الأراضي الخصبة يمكن استغلالها في زراعة آلالاف من الدونمات بشتى أنواع الخضر والمحاصيل دون إدخال أي ٍمن وسائل المكننة الحديثة...


*ينابيع وعيون تعد من مصادر المياه الطبيعية المتدفقة بين هذه الرمال وسط الصحراء، وبرغم كل التفسيرات الجيولوجية المحيطة بها، فأنها تفصح عن حجم المياه الباطنية الموجودة، كخزين مائي كبير في باطن هذه التربة برزت بشكل جلي في أزمة المياه التي تعاني منها البلاد،* كما إنها تفصح عن ثروة إذا ما استغلت فإن بلدنا لن يكون قطبا في حرب المياه القادمة..
وقال المهندس جاسم محمد مهنا مدير الموارد المائية في قضاء الخضر"يوجد في المنطقة مايقارب ال 30 بئر فوار وعين طبيعية، بينها (عين صيد، عين دغيم، عيون السيد، عين حمود، بئر كدر البركي بئر جالي، بئر فاهم جبار، آبار آل عودة، بئر صياح، بئر مسعد إضافة إلى آبار البوعلي) " مبينا، إن من بين أهم ميزات هذه العيون" وفرة المياة المخصبة للتربة، إضافة إلى كون هذه الأراضي عالية الإنتاجية دون إضافة أي مادة عضوية لها، وتعتبر تربتها مزيجية ذات نفاذية جيدة، فضلا عن كون المياه الباطنية منخفضة دون وجود تغدق للتربة(التملح) "وأضاف" تم حفر آبار الوحاشية من قبل المواطن نعمة عودة العبيدي وشركائه عام 1994، ثم صدرت أوامر من السلطة المحلية آنذاك بردم الابار عام 1998، لدواع أمنية، كونها تمثل وكرا للفارين من خلال الاهوار التي تشكلت نتيجة غزارة المياه الفائضة وعدم السيطرة عليها وتقنينها، كون إن المشروع يتقاطع مع دوريات ومفارز السلطات آنذاك لمطاردة الفارين” وأفاد” تصل نسب التصريف في بداية حفر الآبار إلى (2م3/ ثانية) بينما وصلت نسب التصريف بعد عملية الدفن إلى (1 م3/ ثانية) “ لافتا إلى إن” مياه المشروع تعتبر مناسبة للإرواء وتحمل عناصر مغذية للنبات”.
ويشير مدير الموارد، إلى إن” الخط الينبوعي يمتد على طول 60 كم ضمن قاطع (سماوة- الخضر) ابتداء من منطقة تل(إنويويص بحدود السماوة- الخضر إلى آبار الصليبيات في محافظة ذي قار،وعين حمود بحدود ناصرية – خضر)" وتابع" يمكن الاستفادة من هذه العيون والآبار، كمرفق سياحي وكذلك تربية الأسماك، فضلا عن استخدامها كمستودع لخزن المياه وحفظها من التسرب إلى هور الصليبات، بغية الاستفادة منها لإرواء المحاصيل والخضر والبساتين"مشيرا إلى انه"تم زراعة 5000 دونم على آبار العوجة من قبل الأهالي دون أي جهد حكومي، وبالإمكان مضاعفتها لو ساهمت الحكومة بدعم هذا المشروع"وأضاف" بالإمكان إقامة شبكة ري بالتنقيط لإنشاء بساتين الفاكهة والغابات والخضراوات تعمل تلقائيا دون ضخ ميكانيكي" وناشد " كلية الزراعة بجامعة المثنى من خلال قسم التربة والمياه فيها، لإجراء بحث ودراسة الموضوع والاستغلال الأمثل للتربة والمياه، فضلا عن مناشدة دائرة البيئة لاستغلال الموقع كمحمية طبيعية" داعيا إلى"إشراك المهندس علي عبد الحسين من الموارد المائية، كونه المؤسس الأول لهذه الآبار وذو خبرة واسعة في هذا المجال"
الجيولوجي علي فاضل الأستاذ في كلية التربية- قسم الجغرافية بجامعة المثنى، فسرهذه الظاهرة قائلا" لم تقتصر هذه المنطقة على تلك العيون والآبار الطبيعية فقط، حيث اذ توجد أكثر من مجموعة ممتدة على طول الهضبة الغربية تتفاوت نوعيات مياهها " مبينا ذلك، إلى إن" هذه الآبار تتواجد على حافة الهضبة الغربية وتستمر إلى بحر النجف، جثاثة، الرحالية، وتصعد باتجاه عانه".
وأوضح فاضل"تصبح المياه مالحة عندما تلتقي بشبكات ملحية أشبه بمياه موقع المملحة في بادية السماوة، في حين تصبح المياه(كبريتية) باختلاطها بنسب عالية من الكبريت عندما تلتقي بمنطقة قريبة فيها نشاط بركاني حديث أو قديم، بينما تصبح المياه عذبة إذا لم يصادفها نشاط بركاني أو شبكات ملحية ويطلق عليها بالمياه(الساقطة)ويقصد بها المياه التي تنحدر(تسقط) من المرتفعات العالية في المنطقة باتجاه المناطقة المنخفضة"
وأشار الجيولوجي إلى إن"مناسيب هذه الآبار تتذبذب بحسب السواقط التي تسقط على الأراضي المنخفضة في العراق ودول المنطقة، ففي عامي 1999- 2000 تأثرت مناسيب هذه الآبار بشكل سلبي،* كون تلك الفترة من اقل فترات السواقط في المنطقة"موضحا ذلك"تسقط المياه على مناطق تضاريسية عالية موجودة في العراق ودول المنطقة فتتغلغل بين الصخور لتتحول إلى مياه باطنية، ثم تسير هذه المياه بين الصخور وتنحصر عبر طبقات صخرية غير نفاذه،وبالتالي فانها تخرج من أي تشققات صخرية على شكل تدفقات طبيعية يساعدها في ذلك الضغط الناتج عن تفاوت الارتفاع في مناطق السواقط ومناطق التدفق".
وأفاد فاضل"تبقى مياه العيون والآبار مستمرة بالتدفق، كخزين استراتيجي إلى إن يحدث تغيير جيولوجي في المنطقة بشكل عام ، كأن يكون تغير مناخي، وعندها تتعرض هذه الآبار إلى الغلق أو تفتح لها منافذ جديدة في مناطق أخرى".
بينما أشار قائمقام قضاء الخضر رزاق حمود بلادي إلى إن"تلك الينابيع والعيون الطبيعية التي تقع على بعد(25)كم إلى الجنوب الغربي من القضاء، في بادية السماوة،ساهمت بخلق واحة كبيرة شكلت منظرا طبيعيا جميلا ومكانا خلابا لجذب الزائرين".مضيفاً انه"تتوفر في هذا المكان كميات هائلة من المياه الغير مستغلة مع شحة المياه التي يعاني منها البلاد في حين تتوفر بنفس المكان كميات ومساحات واسعة من الأراضي الصالحة للزراعة والغير مستغلة".وداعيا الحكومة"إلى توجيه دعوة للدول الأجنبية، لاستثمار هذا المرفق الحيوي* كمنتجع سياحي إضافة إلى استغلال المساحات الشاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة".
المواطن مسعد كاظم أبو غنيمة أفاد قائلا"لدينا طموح واسع في المنطقة باستثمار القطاع الزراعي، لكن عدم تقنين تلك المياه يمثل عائقا كبيرا للحيلولة دون الاستفادة من تلك الآبار والعيون لعدم وجود دعم حكومي واضح" مشيرا إلى إن"مياه الآبار في الدول الإقليمية كالسعودية تستثمر، برغم الأبعاد الشاسعة للمياه الباطنية التي قد تصل أحيانا إلى 900م تحت سطح الارض"ولفت إلى انه"برغم قلة الخدمات المقدمة من قبل الحكومة المحلية للمنطقة، كالطريق مثلا، لكننا عازمون على التكيف مع البيئة، منتظرين التفاتة الحكومة إلينا، بغية النهوض بالواقع الزراعي في المنطقة، منطلقين من تجربة المياه البديلة لمياه الأنهار المزمع جفافها في السنوات المقبلة، حيث انقطعنا عن الزراعة منذ عام 2001" مشيرا إلى إن" المواطن الذي يصاب بمرض في المنطقة يبقى يصارع الموت، كون المنطقة معزولة عن قضاء الخضر الأقرب إلينا".

عـــلاء الرحال
01-09-2013, 05:51 PM
ابن العمالعزيز..........
حقاً تستحق التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير
موضوع جميل جداً استمتعت به
ننتظر منك المزيد من الابداع
اتمنى لك السعاده والتوفيق..