المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والمواطنة - بقلم المحامي ابراهيم الحاج علي



ابراهيم الحاج علي
05-06-2013, 12:36 PM
http://im38.gulfup.com/xLfMe.jpg (http://www.gulfup.com/?ud9OyI)

الإسلام دين ودنيا جسد وروح يربي في النفس طهارة القلب ورقة الشعور ويقظة الضمير والعفو عند المقدرة وعلى الرغم من مضي أربعة عشر قرناً من عمره إلا أن معينه لا ينضب وأحكامه لا تنحسر وهو مع كل جديد في عالم الحياة, ويراعي تغير مصالح الناس والمجتمع ولا يلزم المسلمين إلا ما يلاءم مصالحهم في مختلف العصور بشرط التقيد بأساسيات الدين الحنيف والقواعد العامة للعدالة والمساواة لذلك جاءت أغلب الآيات القرآنية التي تخص إدارة شؤون الدولة والحكم بقواعد وأحكام عامة مجردة ولم تأتي بتفصيلات جزئية بقوالب جامدة يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: ( وأمرهم شورى بينهم ) . سورة الشورى: الآية 38 , وذلك لرفع الحرج عن الناس ومسايرة مصالحهم, والأمثلة بهذا الخصوص كثيرة جداً سنكتفي بإيراد مثالين فقط يتعلقان بموضوعنا:


1- فيما يتعلق بانتخاب الخليفة, فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يعين خليفة له قبل وفاته وترك الأمر لشورى المسلمين بما يلاءم مصالحهم في العصور المختلفة وإن دل هذا التصرف النبوي على شيء إنما يدل على الاعتراف بإرادة الأمة سواء أكانت هذه الإرادة تستطلع عن طريق تفويض أهل الحل والعقد ( الذي هو البرلمان في الصورة الحديثة أو مجلس الشعب ) الذين يمثلون الأمة أو كان عن طريق الاقتراع المباشر وذلك بمعرفة رأي كل فرد من أفراد الأمة على حدة .

( ومن هنا يتبين لنا أن مناداة البعض بفرض نظام محدد على المسلمين وحصرهم بها فقط كالخلافة الإسلامية أو الدولة الدينية وما شابه لا يتفق مع روح الإسلام الذي يصلح لجميع العصور ويراعي المتغيرات في واقع الأمة وواقع المجتمع وبالتالي فلا غضاضة من اتفاق الأمة على اختيار نظام الدولة الذي يناسبهم سواء أكانت دولة جمهورية أو ملكية ... الخ وكذلك شكل الدولة, بسيطة موحدة أو مركبة فدرالية...الخ ......

2- مبدأ المواطنة: من المعروف أن المجتمعات الجاهلية قبل مجيء الإسلام كانت قائمة على أساس رابطة النسب والولاء للعشيرة والقبيلة ( رابطة الدم ), أما بعد بزوغ فجر الدين الحنيف توحد الناس وجمع شملهم بعد إن كانوا قبائل متناحرة والتفوا حول بعض وتآخوا فيما بينهم وفق رباط الإسلام ( رابطة الدين ), وتساوى الناس فلا فرق بين قبيلة وقبيلة ولا عشيرة وعشيرة ولا بين أسود وأبيض ولا عربي وأعجمي إلا بالتقوى والصلاح ومناصرة الدين الجديد, وما يدل على عظمة هذا الدين الحنيف وقدرته على التكيف في كل الأماكن والعصور أنه لم يكتفي برابطة الدين وإنما ما إن بدأت طلائع الهجرة المباركة إلى المدينة المنورة ( يثرب ) تستقر وتستوطن فيها حتى قام الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم في إبرام وثيقة بينه وبين أهل المدينة سميت (بدستور المدينة)

وهذه الوثيقة تعد بحق من أعظم الدساتير المكتوبة في التاريخ القديم ويتجلى مبدأ المواطنة في هذه الوثيقة بأبهة صورها حيث أقر الرسول صلى الله عليه وسلم بعنصر الإقليم ( الدولة ) وتبنى مبدأ المواطنة حيث نصت الوثيقة على اعتبار اليهود المقيمين في المدينة المنورة من مواطني الدولة وجعلت لهم حقوقاً وواجبات مثل ما للمسلمين بل إن بعض نصوص الوثيقة تشير إلى شمولها للمشركين من أهل المدينة أيضاً حيث تشير الوثيقة على أنهم دخلوا في حكم الدولة الإسلامية وخضعوا لأسس تنظيمها ولقوانينها . ( ومن هنا يتبين لنا أن مناداة البعض لإحياء النعرات القومية والدينية والطائفية والمطالبة ببناء الدول على أسس قومية ودينية وطائفية لا تتفق مع عدالة الإسلام وسماحته وتبنيه لمبادئ الإنصاف والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد وبالتالي نستطيع أن نقول أن مبدأ المواطنة هو مبدأ إسلامي بل أنه حين عرف الإسلام وتبنى هذا المبدأ كان الأوربيون غارقون في بحور الظلام والتخلف...

المحامي ابراهيم الحاج علي
رئيس المركز الدولي للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة

ادارة الموقع
05-06-2013, 05:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيا الله الاستاذ إبراهيم وترحب بجنابك بعد هذا الغياب نسئل الله ان يحفظكم جميعا إخوتنا وأولاد عمنا وكل شعبنا في سوريا

ابراهيم الحاج علي
05-07-2013, 12:00 AM
بارك الله بإدارتنا الكريمة و تحياتي لكل أسرة المنتدى

عـــلاء الرحال
05-30-2013, 11:44 PM
حيااك الله استاذ ابراهيم طرح اكثر من رائع شكرا لك


http://up.arab-x.com/May12/Mtz03742.gif