المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعد صالح جبر - منتدى قبيلة البوسلطان



سالم الهزاع
06-11-2010, 10:29 AM
حوار مع الاستاذ
سعد صالح جبر

ولد في بغداد عام 1932 هو ابن رئيس الوزراء ورئيس مجلس الاعيان الراحل خلال الحقبة الملكية المرحوم صالح جبر .. حاصل على شهادة الماجستير في ادارة الاعمال من الولايات المتحدة علم 1954 وعمل في شركة نفط العراق بمدينة كركوك في العام نفسه.. بعدها انصرف الى العمل التجاري الخاص حتى نهاية عام 1968 حين غادر العراق مطاردا بعد اشهر قليلة من استلام حزب البعث للسلطة في العراق صيف عام 1968 بعد ان سرب له احد الحزبيين الكبار معلومات عن صدور امر باعتقاله واحتمال تنفيذ حكم الاعدام به.
ومنذ ذلك الوقت قاد حركة سياسية ناشطة في الخارج ضد نظام البعث واصدر صحفا ضده في وقت كان يندر فيه سماع صوت معارض في سنوات سطوة ذلك النظام خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي على الخصوص.
تامر مع شاه ايران السابق محمد رضا بهلوي عامي 1969 و 1970 لاسقاط النظام العراقي السابق ثم اتصاله في عام 1992 بالامريكان ل(التآمر) ايضا ضد النظام طالبا مساعدتهم لمجموعة من الضباط العراقيين في الداخل كانوا يهيئون للتخلص من نظام البعث العراقي .. فكان هذا الحوار ..
.. وماهو مصير افراد المجموعة العراقية التي كانت تعد مع الشاه للتخلص من نظام البعث ؟
... البعثيون اغتالوا النايف في لندن في تموزعام 1978 كما اغتالوا مهدي الحكيم في الخرطوم عام 1988 بعد ان عاش عشر سنوات في دبي ولندن اما مصطفى البارزاني فقد عاش في ايران منذ عام 1975 ثم ذهب الى الولايات المتحدة للعلاج من مرض السرطان لكنه توفي في احد مستشفياتها عام 1979 .. اما الراوي فقد عاش في ايران فترة قصيرة ثم انتقل منها الى السعودية التي يقيم فيها حاليا .. اما انا فقد ذهبت الى مصر ومنها الى الولايات المتحدة ثم الى بريطانيا التي وصلتها عام 1976 ومازلت مقيما فيها .
.. وهل كان لكم اتصال مع الحكام الجدد في ايران بعد سقوط الشاه ؟
... خلال فترة الحرب العراقية الايرانية التي اشعلها صدام كنا ضده فيها .. وفي عام 1986 دعتني السلطات الايرانية الجديدة لحضور مؤتمر لنصرة الشعب العراقي انعقد في طهران فشاركت فيه ولكني لم انسق مع الايرانيين سياسيا ضد صدام حسين .
.. كيف واصلت نشاطك السياسي ضد نظام بغداد بعد فشل خططكم تلك للاطاحة به ؟
... قرأت في احد ايام عام 1976 وانا في لندن صحفية تصدر فيها اسمها (الناصرية) فوجدت مقالا جريئا يهاجم نظام البعث كتبه الكاتب والصحفي العراقي سامي فرج ونشرت الصحيفة صورته الى جانب المقال وكان هذا عملا جريئا جدا في ذلك الوقت الذي اشتدت فيه سطوة البعثيين واجهزة مخابراتهم خارج العراق .. فبادرت بالاتصال به واتفقنا على اصدار جريدة معارضة اسميناها (التيار) ثم تحول اسمها الى التيار الجديد.. كما قمت مطلع عام 1980 بتجميع عدد من السياسيين العراقيين المعروفين من المقيمين في بريطانيا واسسنا حزبا معارضا اطلقنا عليه اسم (حزب الامة الجديد) وبدأنا حملة سياسية واعلامية ضد النظام .. ولخطورة الامر كان هناك 24 رجل امن بريطاني خاص مدرب ومسلح يقومون بحراسة قيادة الحزب ونشاطاتها .. وظلت الامور هكذا الى ان حصل تحول جديد في العمل المعارض وذلك مع غزو صدام حسين للكويت واحتلالها في الثاني من آب عام 1990 حين انضوت تحت لواء المعارضة حركات وشخصيات عراقية كثيرة .
.. وكيف توسع نشاطكم ضد صدام حسين بعد احتلال الكويت ؟
... بعد الاحتلال بايام جمعنا حوالي مائة سياسي عراقي واسسنا (المجلس العراقي الحر) الذي ضم عراقيين من كل الطوائف والقوميات وانتخبنا هيئة مركزية تضم 25 شخصا واصبحت انا رئيسا له كما صدرت عن المجلس عام 1992 صحيفة اسبوعية اسمها ( العراق الحر) .. وبعد تأسيس المجلس نقلتنا طائرة سعودية خاصة الى الرياض وفيها استقبلنا من قبل ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز الذي اكد دعمه لنشاطنا ماديا ومعنويا وسياسيا .. فتوسعنا في العمل ضد صدام حسين وافتتحنا مكتبا في لندن .. وكان لنا اتصال مع ابناء الانتفاضة في الداخل كما نشطنا من اتصالاتنا مع كثير من الدول .

.. وهل عملت على اسقاط نظام صدام بعد اخراجه من الكويت وقضائه على الانتفاضة الشعبية عام 1991 ؟
... في عام 1992 اتصل بي من الاردن الشيخ طالب السهيل التميمي من مشايخ العراق ( اغتالته عناصر من مخابرات صدام في بيروت عام 1994) وابلغني بأن المحامي والدبلوماسي العراقي جاسم مخلص يرغب المجيء الى لندن ويريد الاتصال بالامريكان .. فاتصلت بالسفارة الامريكية فحددوا لي موعدا للاجتماع به في فندق هيلتون حيث حضر مسؤولان امريكيان (اعتقد ان الاول كان عسكريا والثاني من المخابرات الامريكية) فأجتمعنا معهما انا ومخلص والسهيل .
.. وماذا دار في ذلك الاجتماع ؟
... تكلم جاسم مخلص شارحا ان عددا من الضباط والسياسيين العراقيين يعدون لانقلاب ضد صدام حسين ولا يريدون من الامريكان سوى ضرب القاعدتين الجويتين في الحبانية (35 كيلومترا عن بغداد) ومعسكر الرشيد بضواحي بغداد ثم يتحرك بعدها الانقلابيون بعد ان يكونوا قد امنوا عدم قصفهم من الجو . والامر المستغرب الذي لفت انتباهي في هذ اللقاء ان احد الامريكيين سأل مخلص عن الضابط الذي سيقود التحرك العسكري فابلغه مخلص باسمه وقال انه احد ضباط معسكر التاجي بضواحي بغداد ففوجئت بالامريكي يقول : لكن هذا الضابط موجود في معسكر مدينة الديوانية بمنطقة الفرات الاوسط .. فاجابه مخلص صحيح انه كان هناك ولكنه نقل الى التاجي قبل خمسة ايام فقط الامر الذي يدلل ان الامريكان لديهم معلومات كاملة عما يجري في العراق ومعرفة عناصر في الجيش .
ثم طلب الامريكي اسماء عدد من الذين سينفذون الانقلاب فاعطاه مخلص اسماء عشرة منهم ولكني لمته على ذلك بعد انتهاء الاجتماع فرد بانه كان يريد فقط طمأنتهم بجدية العمل . ثم قال لنا الامريكيان انهما سيوصلان المعلومات وطلب المساعدة الى واشنطن وما علينا الا انتظار الجواب .. لكنه مرت اسابيع من دون اتصالهم بنا وحين سألت السفارة الامريكية في لندن عنهما انكروا علمهم بالموضوع او معرفتهم بالشخصين اللذين اجتمعنا معهما ويبدو انهما اعطيانا اسمين مستعارين .. ثم مرت ستة اشهر لم يبلغنا خلالها الامريكان بشيء فأدركنا انهم لايريدون اسقاط صدام حسين في ذلك الوقت او انهم كانوا يخططون لامر آخر .. ولا يستبعد انهم كانوا يريدون بقاءه في السلطة ليهددوا به ايران مرة اخرى .
.. وماذا حصل بعد ذلك ؟
... بعد مضي الستة اشهر من اللقاء دون الحصول على جواب من الامريكان ابلغنا من قبل جماعتنا في بغداد بأنهم سينفذون الانقلاب وحدهم من خلال خطة لضرب صدام وهو في (منصة الشرف) مستعرضا وحدات عسكرية بالطريقة نفسها التي اغتيل بها الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981 .. لكننا فوجئنا بالقاء السلطات العراقية القبض على الاشخاص العشرة الذين اعطى جاسم مخلص اسماءهم الى الامريكان في لندن.. وقد نفذ نظام صدام حكم الاعدام بهم جميعا فورا .. الامر الذي اضطرني الى اطلاق تصريحات في الاعلام البريطاني اتهمت فيها الامريكان بافشاء معلومات عن المحاولة الانقلابية والمشاركين فيها الى السلطات العراقية .. مما جعل واشنطن تنفي الاتهام رسميا .. وقد ساءت علاقتي مع الامريكان منذ ذلك الوقت .. وعندما تم تشكيل المؤتمر الوطني العراقي الموحد عام 1992 لم اشارك فيه لاني شعرت انه ينفذ سياسات امريكية ليست عراقية خالصة الاهداف .. وقد دعوني للمشاركة في الاجتماع التأسيسي لكني ابلغتهم : لن انضم اليكم .. ولكني لن اعمل ضدكم .
.. وانت تستعد للعودة الى العراق وقد كنت ابن رئيس للوزراء في العهد الملكي هل تفضل النظام الملكي ام الجمهوري في العراق ؟
... بعد هذا الغياب الطويل عن البلد لا اعرف حقيقة موقف العراقيين حيال هذا الموضوع ولكن استفتاء الشعب حوله هو الذي سيقرر مايريده من هذا النظام او ذاك .
.. كيف هي علاقتك بالقوى الكوردية وهل تؤيد مطالبتها بالفيدرالية .. واي فيدرالية برأيك هي الاصلح للعراق .. القومية ام الادارية ؟
... علاقتي ممتازة مع الاخوة الكورد وقد زارني قبل اسابيع قليلة السيد هوشيار زيباري وزير الخارجية يدعوني للعودة الى العراق كما تلقيت رسائل من اطراف وشخصيات في داخل العراق تطلب عودتي ايضا وبعضهم يرشحني رئيسا للوزراء . اما بالنسبة للفيدرالية فاعتقد اننا اول حزب عراقي اقترح الفيدرالية اما شكلها فهذا يقرره الشعب العراقي .
.. ما هو البرنامج الذي ستطرحه لدى عودتك الى العراق خلال الايام القليلة المقبلة ؟
... ان برنامجنا يسعى لتحقيق ثلاثة اهداف رئيسية :
اجراء انتخابات عامة لاختيار حكومة شرعية تمثل كل العراقيين ومكوناتهم وتوسيع مجلس الحكم واختيار اعضائه من قبل المواطنين مباشرة لان المجلس الحالي معين من قبل الامريكان الذين يمثلون سلطة الاحتلال .. ولذلك فأن اختيار اعضائه بالانتخاب سيضفي عليهم الشرعية المطلوبة .
ثم تكثيف الجهود لاعادة اعمار العراق الذي خربته حروب صدام حسين وان تسهم في هذه العملية جميع الاطراف حتى يستطيع العراقيون نسيان الام ثلاثة عقود ونصف من الظروف القاسية التي زجهم بها النظام السابق .
وكذلك تحقيق مصالحة وطنية تجمع الاطراف القومية والطائفية والدينية من اجل البناء والتحول الديمقراطي وانهاء مشكلة البعثيين بمحاكمة مرتكبي الجرائم منهم واعادة الباقين الذين يمثلون نسبة 98 بالمائة منهم وهم الذين الذين لم يرتكبوا جرائم وانضموا الى حزب البعث لظروف معيشية قاهرة للاندماج في المجتمع العراقي .. ثم حل مشكلة افراد الجيش العراقي الذي حلته سلطة التحالف خطأ من خلال اعادة بنائه واتاحة المجال امام العديد من كبار الضباط الذين كانوا ضد صدام حسين للاشراف عليه مع التأكيد بان يكون بعيدا عن التدخل في السياسة .