المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلاديمير لينين



ادارة الموقع
10-15-2010, 07:01 AM
http://www.albusultan.com/vb/

سيرة حيـــــــــــاة لينين

ولد فلاديمير اليتش اليانوف لينين بمدينة سيميرسك في روسيا لأب كان يعمل مفتشا على المدارس الابتدائية , وأمضى طفولة عادية بالنسبة لطفل من الطبقة المتوسطة وكان مسلكه في المدرسة فيما يبدو مسلك تلميذ دؤوب مجتهد طيع ومن عام 1887 التحق بجامعة قازان لدراسة القانون ولقد قيل أنه تحول إلى ثوري بعد إعدام شقيقه الأكبر البالغ من العمر تسعة عشر عاما بتهمة الإشتراك في مؤامرة لإغتيال القيصر ولكن لا نشك في أنه كان قد إعتنق بعض أفكار أخيه قبل ذلك .
وقد طرد من جامعة قازان بسبب نشاطه الثوري بين الطلاب ولكنه تمكن من إكمال دراسته في جامعة اخرى انتسب إليها في عام 1891 هي جامعة بطرسبورغ (لينينغراد خلال الحكم الشيوعي ) انظم إلى نادي ماركسي ودرس كتاب "رأس المال" لماركس .

وعندما نقل الى جامعة سامارا ووضع تحت المراقبة وفي النهاية حصل على درجته الجامعية بالمراسلة من جامعة سانت بطرسبرغ ليعمل ضمن حركة برولتارية ثورية وليكتب أول كتبه " من هم أصدقاء الشعب ؟ " في عام 1894 والذي فند فيه الأفكار الإقتصادية والفلسفية للجماعات الثورية السائدة آنذاك .
لم يكن للينين ثمة حياة خاصة على الإطلاق فلم تكن لها أي اهمية تذكر : لقد تزوج , وعرف عنه دفء العاطفة حيال أصدقائه المقربين , واستنادا لما رواه تروتسكي فانه كان يتمتع بحس فكاهي لاذع , ولكن عماه من أجل الثورة وإقامة الاشتراكية كان هو كل حياته , كان الوحيد بين الاشتراكيين الثوريين في عصره الذي يعلم علم اليقين انه على حق , بينما كان الآخرون عرضة للتخاذل عن غايتهم بوضعها موضع الجدل ,وقد منحه هذا اليقين قوة ارادة فائقه , وكتاباته التي كرسها للفلسفة ولشرح أساليب , واستراتيجية وتكتيكات واهداف الثورة الاشتراكية الماركسية ولحكومة ديكتاتورية البروليتارية تملأ أكثر من أربعين مجلدا , أما اثره الباقي , رغم ماأحدثه فيه ستالين من تشويه مريع , فهو الاتحاد السوفييتي حيث يرقد جثمانه محنطا في الضريح القائم في الساحة الحمراء في موسكو وهو مكان لاتنقطع عنه صفوف الحجاج , إذ أصبح بالنسبة لاتباعه معبودا حقيقيا .


وعلى الرغم من الوضوح الذي تمتاز به كتابات لينين فقد فسرتها الفئات الشيوعية المختلفة كل منها وفقا لمصلحتها واتجاهاتها السياسي
تمكن في عام 1895 من توحيد عدة مجموعات ماركسية تحت لواء " عصبة النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة " وهي التنظيم الذي يعتبر البداية الحقيقية للحزب الشيوعي الروسي وتكرر إعتقالة والإفراج عنه إلى سيبيريا وكتب كتابه " تطور الرأسمالية في روسيا " عام 1899 . ونظرا لوجوده تحت رقابة البوليس لم يستطع أن يحضر الإجتماع التأسيسي للحزب الإشتراكي الديموقراطي الروسي في منسك عام 1899 .
وبعد أن أفرج عنه في عام 1900 ذهب إلى سويسرا حيث إلتقى بليخانوف وغيره من الثوريين المنفيين وعمل معهم , ثم إلى إنكلترا حيث كان يقضي معظم وقته في مكتبة المتحف البريطاني يقرأ ويكتب . وقام أيضا بزيارات للثوريين المنفيين في ألمانيا وفرنسا وكان أحد مؤسسي جريدة إسكرا (الشرارة) التي رأس تحريرها واتخذها هو وغيره من المهاجرين الماركسيين منبرا لنشر أفكارهم عن الثورة , وكانت الجريدة تهرب بصفة منتظمة على روسيا , وكان من اهم اعماله في هذه الفترة هو الكتيب الذي نشره في عام 1902 بعنوان (( مالعمل ؟ )) والذي وضع فيه الاسس النظرية والتطبيقية لحزب ماركسي ثوري , والتي ظل متمسكا بها إلى أن تحققت الثورة .
وفي عام 1903 انعقد المؤتمر الثاني للحزب الإشتراكي الديموقراطي الروسي وقد حدث إنقسام في المؤتمر حول موضوع تنظيم الحزب , وفاز لينين بأغلبية الاصوات واصبح زعيما للاغلبية أي ((البلشفيك)) وبعد عام نشر كتابه ((خطوة للأمام وخطوتان للوراء)) الذي وجه فيه إنتقادات قاسية إلى إنتهازية الأقلية أي ((المنشفيك)) .
وعاد لينين إلى روسيا ليشترك في ثورة 1905 ولكنه اضطر عقب فشلها للعودة إلى المنفى في سويسرا والنمسا وفرنسا وظل يعمل في نشر مجموعة من الكتب الماركسية الثوريه وكان من بينها (( تكتيكان اشتراكيان ديموقراطيان في الديموقراطية )) والذي ناقش فيه دور البروليتاريا في ثورة برجوازيه برلمانية وأوضح كيف يمكن عن طريق إجتذاب الفلاحين الفقراء وغيرهم من الطبقات (( شبه البروليتاريه )) الإستيلاء على الثورة البرجوازية وتحويلها إلى ديكتاتورية للبروليتاريا وفي هذه الفترة نفسها كان يكتب كتابه (( المادية والنقدية التجريبية )) .
وفي عام 1912 نجح في إستبعاد المنشفيك من الإشتراك في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي الذي انعقد في براغ وأنشأ حزبا منفصلا للبلشفيك . وقد ساعد في إنشاء جريدة ((برافدا)) التي كانت في طريقها إلى الصدور (شرعيا) في سانت بطرسبرغ وكان مايزال غير قادر على دخول روسيا فأقام عند حدودها في مدينة كاراكاو إلى أن اعتقله البوليس النمساوي 1914 وأمره بمغادرة البلاد , فعاد إلى سويسرا وظل بعض الوقت مركزا جهده على الكتابة مهاجما الأمميه التي كانت انتهازية وكان الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني الشرعي الذي اسسه لاسال وبيبل قد اثبت عدم ثوريته عندما صوت في البرلمان إلى جانب الحرب , وفي سنة 1915 عقد إجتماعا دعا إليه كل من استطاع حشده من الاشتراكيين الاوروبيين لإستنكار الحرب التي راى فيها صراعا بين قوى برجوازيه راسماليه متخاصمه لا يمكن للطبقه العاملة ان تجني منها أي مكسب ورغم ان نظريته هو كانت تحتوي على المخطط اللازم لتحويل مثل هذه الحرب إلى حرب طبقيه ثورية إلا أنه لم ير أن الظروف المهيأة للثورة قد توافرت , ولم يستكشف آنذاك , فيما يبدو , ان هذه الحرب سوف تخلق الفرصه التي كان في إنتظارها .
وقد عكف في هذه الاثناء على دراسة (هيغل) مدونا ملاحظاته تمهيدا لنشر ((كراسات فلسفيه)) في عام 1915 , وعلى القراءة أعدادا لإصدار كتابه (الأمبرياليه- أعلى مراتب الرأسماليه) عام 1916 , وكتاب ((حق الأمم في تقرير مصيرها )) عام 1916 ولم يكف في اثناء ذلك محاولات لتنظيم الإشتراكيه الاوروبيه من أجل إيقاف الحرب , وقد عقد مؤتمرا من اجل هذه الغاية في كينتال لم يسفر عن أية نتائج ايجابية .
وبعد اندلاع ثورة شباط – فبراير 1917 عاد الى بتروغراد بمعاونة القيادة العليا الألمانية التي كانت ترجو أن تسفر عودته الى روسيا عن عرقلة المجهود الحربي الروسي , والمفروض أنه نقل الى روسيا عبر المانيا في ((قطار مغلف)) .
وهناك أثناء انشغاله بالعمل على تحويل الثورة البرجوازية الى ثورة بروليتاريه وجد وقتا لوضع كتابه التالي عن الثورة ((فرضيات نيسان-آبريل)) وكان الشعار الذي طرحه هو وانصاره البلشفيك على العمال والجنود المتمردين هو ((كل السلطه للسوفييت)) أي للمجالس الثوريه للعمال والجنود , وقد صبرت الحكومة المؤقته على هذا النشاط بسبب مايشبه الخوف الى شهر تموز – يوليو عندما أصدرت الأوامر باعتقاله , ففر الى فنلندا حيث وضع كتابه ((الدولة والثورة)) ثم تسلل عائدا الى بتروغراد يوم 7 تشرين الأول – أكتوبر حيث اقنع اللجنه المركزية للحزب بالدعوة الى انتفاضة مسلحه , وقد أدار الثورة من مركز قيادته بمعهد سمولن . وبعد الانتصار على المعتدلين وغيرهم من الجماعات الاشتراكيه اصبح رئيسا لمجلس مفوضي الشعب (التسمية الجديده لمجلس الوزراء بعد نبذ لقد ((وزير)) الملطخ بالفساد البرجوازي) وكانت سياسته المبدئية هي السلام والأرض والخبز .
امنت حكومته السلام بمعاهدة برست – ليتوفسك التي تولى تروتسكي مفاوضتها ببراعة . وأعيد توزيع الأرض على الفلاحين , ولكن الخبز كان قضية أخرى , فما لبثت المجاعة ان إنتشرت في روسيا . وقد أمم لينين البنوك وكل وسائل الإنتاج الصناعي , ولكن محاولته ايجاد اقتصاد اشتركي كامل وهو يخوض حرا اهليه على اكثر من عشر جبهات , ويواجه استيلاء البريطانيين واليابانيين على اراض روسية لمساعدة الثورة المضادة , ومحاولته انشاء جهاز دوله مدني وعسكري معا من حطام الدولة البائدة , كل ذلك ادى الى انهيار كامل للاقتصاد الروسي في عام 1920 , وهنا اظهر لينين مرونته عندما قدم السياسه الإقتصادية الجديدة التي سمحت بهامش تحرك للنشاط الإقتصادي الخاص , وقد وجد أثناء كل ذلك وقتا ليصدر كتاب (( المهام العاجلة للسلطة السوفيتية )) عام 1918 وكتاب (( الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي )) في عام 1919 وأن ينقل كل جهاز حكومته الثورية إلى الكرملين بموسكو .
ولم يكن عليه ان يواجه الحرب مع اليمين فحسب , بل أن يواجه ايضا المعارضة العنيفة من جماعات اشتراكيه اخرى , وخاصة الحزب الإشتراكي الثوري الذي بدأ في عام 1918 يشن حملة إغتيالات للقادة البلشفيك , وقد أدى هذا الى تشدد البلشفيك ازاء المعارضة رغم سقوط بعض الضحايا ومن بينهم لينين , فالرصاصة التي اطلقتها عليه دورا كابلان عضوة الحزب الاشتراكي الديموقراطي وان لم تقتله , سببت تدهورا مستمرا في صحته , وفي عام 1919 أسس الأممية الشيوعية الثالثة أي الكومينترن وظل يرأس الحكومة التي لم تكن تواجه حربا فقط وتحرر انتصارا متزايدا , بل تواجه ايضا المجاعة والوباء وأعمال التخريب , واستمر يكتب , فأصدر كتاب (( اليسارية مرض الشيوعية الطفولي )) وهو كتيب يهاجم فيه الاتجاهات الانعزالية والمذهبية الجامدة التي راى فيها مرضا خطيرا يهدد الثورة , وكتاب (( أهمية المادية النضالية )) في عام 1922 , وعددا آخر من الأعمال في عام 1923 من بينها كتاب ((عن التعاون)) وكتابه التجريبي الهام (( الأفضل أقل ولكنه الأفضل )) وخلال عامه الأخير أصابه انزعاج شديد ازاء نمو البيرقراطية الحزبية , وكان ستالين من بين اولئك الذين وبخهم في وصية سياسية لأنهم تركوها تشوه الديموقراطية الاشتراكية .




من هم أصدقاء الشعب ؟ 1894 1.

2.تطور الرأسمالية في روسيا 1899

3.مالعمل ؟ 1902

4.خطوة للأمام وخطوتان للوراء 1903

5.تكتيكان اشتراكيان ديموقراطيان

6.المادية والنقدية التجريبية 1905

7.كراسات فلسفيه 1915

8.الأمبرياليه- أعلى مراتب الرأسماليه 1916

9.فرضيات نيسان-آبريل 1917

10.الدولة والثورة 1917

المهام العاجلة للسلطة السوفيتية 191811.

الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي 191912.

13 . اليسارية مرض الشيوعية الطفولي

14.أهمية المادية النضالية 1922

15.عن التعاون 1923

16.الأفضل أقل ولكنه الأفضل

أما وصيته السياسية فلقد كتبها لينين وعرفت باسمه أثناء فترة مرضه وأعرب فيها عن موقفه وآرائه بالنسبة لقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي وبالنسبة للتوجهات السياسية المفترض انتهاجها بعد موته .

وتشتمل هذه الوصية على ملاحظات نقدية تجاه بوخارين وستالين وتروتسكي وغيرهم من كبار قياديي الحزب والدولة . وكان ستالين أكثر الأشخاص عرضة للنقد في هذه الوصية التي طالب فيها لينين بنقله من منصبه كسكرتير عام للحزب نظرا للصلاحيات المطلقة التي يتمتع بها من يشغل هذا المنصب .
ولم تنشر هذه الوصية في الاتحاد السوفييتي قبيل وفاة لينين ولا في عهد ستالين بسبب معارضة هذا الاخير لذلك ولكنها نشرت في الغرب بعيد وفاة ستالين وبالتحديد أثناء المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي في عام 1956 .
وفي 21 كانون الثاني – يناير عام 1924 توفي لينين , والسبب الاساسي بحسب ارجح الاحتمالات , الاجهاد الشديد ,
أما ضريحه حيث وضع فيه جثمانه بعد تحنيطه فيعتبر بمثابة الحج السوفياتي ويقع في الساحة الحمراء بالقرب من جدار الكريملين في موسكو , وضع تصميم الضريح الفنان السوفيتي أ. ف . شوسيف shchusev وقد صنع أساسا من الخشب , وفي عام 1930 استبدل بآخر مصنوع من حجر الغرانيت والمرمر والابرادور والرخام السماقي , وبعد وفاة ستالين في (آذار – مارس 1953 ) وضع أيضا جثمانه في ضريح لينين ولكن القيادة السوفيتيه في ظل خروتشوف أمرت بنقله في عام 1961 , في اطار سياسة تصفية آثار المرحلة الستالينية .
ويزور سنويا هذا الضريح مئات الآلاف من الزوار وتعطى الأفضلية في الزيارة للزوار الأجانب كما تعتبر زيارة الضريح محطة لا بد منها في أي زيارة رسمية يقوم بها رؤساء الدول الأجانب للاتحاد السوفيتي , وأما حاليا في ظل العهد الحالي فتتعالى صيحات المطالبة بنقل الضريح إلى موطن رأسه وإلغاء كل هذه الطقوس حول لينين .