المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة (ياصبر ايوب)للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد



المحامي سيف ال سدخان
10-30-2010, 07:26 PM
يا صبرَ أيوب

للشاعر: عبد الرزاق عبد الواحد

من مأثورنا الشعبي، أنَّ مخرزا ً نُسي تحت الحمولة على ظهر الجمل



قـالوا وظلَّ، ولم تـَشـعـُرْ بـِهِ الإبـِِلُ

يَمشي ، وحاديهِ يَحدو، وهو يَحتملُ

ومِخرَزُ الموتِ في جـَنـْبـَيهِ يـَنشـَتِلُ

حتى أنـاخَ ببـابِ الـدارِ إذ وَصـَلـُوا

وعـندَما أبصَروا فـَيْضَ الدِّما جَفـَلُوا

صـَبْرَ العـراق صَبورٌ أنتَ يا جَمَلُ !

وَصَـبْرَ كـلِّ الـعـراقيـّيـن يـا جـَمـَلُ



صـَبـْرَ العراق، وفي جَنْبـَيْهِ مِخرَزُهُ

يـَغـوصُ حتى شـِغافُ القلبِ يَـنسـَمِلُ

ما هـَدَّموا .. ما استـَباحُوا من مَحارمـِه ِ

ما خـَرَّبوا، ما أهانُوا فيه، ما قـَتـَلوا

وصـَوتُ حاديهِ يَحدُوهُ على مـَضَضٍ

وجـُرحُـهُ هـوَ أيـضاً نـازفٌ خـَضـِلُ

يا صـَبرَ أيّوب .. حتى صـَبرُهُ يـَصِلُ

إلى حـدودٍ، وهـذا الصـَّبرُ لا يـَصِلُ!


*

1



يا صـَبْرَ أيوب، لا ثـَوبٌ فـَنـَخلـَعـُه ُ

إن ضـاقَ عـَنـّا .. ولا دارٌ فـَنـَنتـَقـِلُ

لـكـنـَّهُ وَطـَنٌ، أدنـَى مـَكـارمـِهِ

يـا صـَبرَ أيـّوب، أنـّا فيـهِ نـَكـتـَمِلُ

وأنـَّهُ غـُرَّة ُ الأوطــان ِ أجـمـَعـِهـــا

فأينَ عـن غـُرَّةِ الأوطـان ِنـَرتـَحِلُ؟!

أم أنـَّهـُم أجـمـَعـُوا ألآّ يـُـظـَـلـِّـلـَنا ا

في أرضِنا نحنُ .. لا سـَفحٌ، ولا جَبَلُ

إلا بـَيـارقَ أمـريـكـا وجـَحْـفـَلـَهـا

وَهـَل لـِحـُرٍّ عـلى أمـثـالـِهـا قـِبـَلُ ؟

وا ضَيْعـَة َالأرض ِإن ظَلـَّتْ شَوامِخُها

تـَهوي، ويَعـلـُو عليها الدُّونُ والسـَّفِلُ!


*

كانـوا ثلاثـيـنَ جـيـشـاً، حَولـَهـُم مـَدَدٌ

من مُعظـَم ِالأرض .. حتى الجارُ والأهـَلُ

جـَميعُهـُم حـَولَ أرض ٍ حَجـْمَ أصْغـَرِهِم

إلاّ مـروءَتـَهـا .. تـَنْـدى لـَهـا المـُقـَلُ !

وكانَ مـا كـان يـا أيـّوب .. مـا فـَعـَلـَتْ

مـَسـعورة ٌفي ديـار ِالـنـاس ِمـا فـَعـَلـوا

ما خـَرَّبَتْ يـَدُ أقـسـى الـمـُجـرمينَ يـَدا ً

ما خـرَّبـَتْ واسـتـَبـاحـَتْ هـذهِ الـدُّوَلُ

هـذي الـتي المـُثـُلُ العـُلـيـا علـى فـَمـِها

وعندَ كلِّ اخـتـبـار ٍتـُبْـصـَقُ الـمـُثـُلُ !

يا صَـبْـرَ أيـُّوب .. ماذا أنـتَ فـاعـلـُهُ

إن كانَ خَصْـمُكَ لا خوفٌ، ولا خَجَلُ؟!

ولا حَـيـاءٌ، ولا مـاءٌ، ولا ســِمـَة ٌ

في وَجهـِهِ.. وهوَ لا يـَقضي، ولا يَكِلُ

أبـَعْـدَ هـذا الـذي قـد خـَلـَّـفـُوهُ لـَنـا

هذا الـفـَنـاء .. وهذا الشـّاخِصُ الجَلـَلُ

ادارة الموقع
10-31-2010, 02:07 PM
من أجمل القصائد حيث لا أمل سماعها
قصيدة وقصة وروايه وعطر في نفس الوقت
أشكر أبومخلد العزيز