المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النخله



الشيخ ابوسند حيدر الفاضل
11-30-2010, 09:14 AM
تاريخ النخلة قديم جداً واختلف المؤرخون حول تحديد مكان نشأة النخيل واتفقوا على قَِدم النخل، وأكدوا أنه قرين بقدم المجتمع ألإنساني منذ بديات عصور حياة الإنسان..وقد ذكرت النخلة في الألواح والرقم السومرية أنها شجرة مقدسة ،فإذا أخذنا شعار القرص المجنح والشجرة المقدسة حيث يظهر القرص المجنح في أكثر الحالات مقروناً بالشجرة المقدسة وهي رمز ديني مهم آخر في حياة الآشوريين اعتبره الباحثون ممثلا لشجرة الحياة التي ورد ذكرها في المدونات التاريخية وقد ظهر شعارا لشجرة هذا في كثير من النقوش الفنية والزخارف على الأحجار وعلى الألبسة الملكية ،ويبين لنا أحد النقوش قطعة من الزخارف من رداء الملك الآشوري أشور ناصر بال نشاهد فيها الشجرة المقدسة وشعار القرص المجنح في أعلاها وفي القسم الأسفل من النقش يشاهد اله مجنح راكعا ومادا يده نحو ثمر الشجرة وتدل هذه الزخارف التي ازدانت بتا ثياب الملك على مدى ما ، أحرزته أشور من تقدم في المجال الفني ومن الباحثين المؤرخين من يرى أن الشجرة المقدسة تمثل شجرة النخيل ألا أن ذلك غير محتمل في نظرنا لأسباب ثلاثة :أولاً، أن صورة النخلة وردت إلى جانب الشجرة المقدسة في الشعارات الدينية الأشورية مما يدل على أن الشجرة المقدسة هي غير النخلة كانت لها مكانة مقدسة أيضاً ثانياً، أن موطن النخلة هو جنوب العراق والنخلة غير مألوفة في المستوطنات. الأشورية ، ثالثاً، أن إشارة الجبال تشاهد بوضوح في النقوش التي تصور الشجرة كما أن الأشوريين اتخذوا من القرص المجنح واله المطر في السماء شعار لهم محل شعار الكأس الفوارة التي تمثل الرافدين واله الماء في الغور(أبسو ) كذلك اتخذوا من الشجرة المقدسة التي هي أشبه بشجرة الصنوبر أو ألأرز التي ألفوها في مناطقهم شعارهم المقدس المقترن بالقرص المجنح الذي يمثل الإله أشور وهو يبعث بالمطر من السماء وقد أتقن السومريون والساميون عدا أساليب زراعة الحبوب وفن البستنة منها أصول غرس النخيل وتنميتها حيث كان يتخذ ضلالاً لحماية الخضروات والنباتات الأخرى من الشمس ومن الرياح والبرد، على النحو الذي يمارسه الفلاحون اليوم والعراق أقدم موطن وجدت فيه النخيل أن لم يكن موطنه الأصلي حيث غرس في القسم الجنوبي منذ أولى أدوار السكن والاستيطان البشري في المنطقة كان السومريون والساميون يقدسون النخلة وقد أتقنوا الطرق الناجحة في زراعة النخيل وكانوا أول من مارس تلقيحها ،ولاشك في أنه كان لأشجار النخيل دور اقتصادي مهم في ضمان استمرار حياة المستوطنين الأوائل في هذه المنطقة لعديد فوائدها واستعمالاتها . ومما يؤيد قدم وجود أشجار النخيل في هذه المنطقة من العراق أن العلامة المسمارية التي يكتب فيها النخل قد جاءت في كتابات عصر فجر السلالات ( 2000ـ 2400ق. م ) ( لاحظ التصويرأقدم صورة للنخلة المقدسة من أزمنة العهد السومري البابابلي





تشاهد في النقش الذي يرجع زمنه إلى العهد السومري البابلي صورة للنخلة المقدسة وعثقان من التمر يتدلان منها وفي كل من جانبيها تقف امرأة مادة إحدى يديها إلى عثق التمر في حين أنها تحمل عثقاً أخر بيدها الأخرى وتشاهد أحدى المرأتين تقدم العثق الذي في يديها امرأة ثالثة وهذه الأخيرة تمد يدها اليسرى لتسلم العثق في حين أنها تحمل في يدها اليمنى عثقاً أخر .
كما نخلة صغيرة أخرى تحمل ثمرها امرأة مع شجرتين إلى جانبي النخلة الكبيرة ، ويشاهد أيضاً طيران هما أشبه بالبط وكذلك هلال وكتابة تصويرية لاسم ناقش الصورة والظاهر أن هذا المنظر يمثل إلهة الزراعة وهي تقدم التمر المتمثل بالمرأة التي تتسلم عثق التمر ، وكانت النخلة أحد الشعارات الدينية الأربعة التي يقدسها الأشوريون أما الثلاثة الأخرى فهي المحراث والثور والشجرة المقدسة وفد عثر على هذا الشعار منقوشاً على تاج وضع فوق محراب يعود إلى عصر أسرحدون ( 680-669 ق. م ) .
ثم كثرت الإشارات في الكتابات المسمارية من العهود الأخرى في جميع أنواع الكتابات ففي وثيقة ترجع إلى عهد الملك شوسن من سلالة أور الثالثة (1978ـ1970ق.م ) أشارة إلى حقل من نخيل التمر (معنى_ بَريه كل العناية ) ويقع هذا الحقل في المنطقة الممتدة بين (اوما)و(لجش)ويعود إلى معبد اله (اوما)وقد قسم هذا الحقل إلى ثماني مجموعات من النخيل وقد وصنف كل منها بحسب عمر النخيل المثمرة بين (وغير المثمرة ،وتشير الوثيقة إلى كميات التمر التي ينتجها الحقل بالحجم لابالوزن كما هي العادة المتبعة في وقتنا الحاضر وغير المثمرة ،وتشير الوثيقة إلى كميات التمر التي ينتجها الحقل بالحجم لابالوزن كما هي العادة المتبعة في وقتنا الحاضر
. ومن المواضيع التي تفرض نفسها عند بحث موضوع الري
والزراعة في العراق القديم موضوع جنة عدن التي تناقلتها المصاحف المقدسة : فقد خلص الباحثون في ضوء الاكتشافات الأثرية إلى أن فكرة الفردوس (الفردوس الإلهي ) ترجع إلى عهود قديمة ،فكانت هناك جنتان، جنة سامية وجنة سومرية ،ويخلص سير وليام ويلكوكس إلى أن المنطقة المحصورة بين عانة وهيت على نهر الفرات هي موقع جنة عدن السامية التي نقلت أخبارها التوراة حيث جاءت أوصافها مطابقة لوضع منطقة عانة وهيت التي نزلها الساميون فحدد موقع الجنة في أعلى دلتا الفرات حيث تبدأ تفرعات نهر الفرات ،إذ وصف العهد القديم الجنة بذكره إن نهر الفرات بعد أن يسقي الجنة يتفرع إلى أربعة فروع هي فيشون وجيحون وحداقل والفرات ،فيمثل الأول منخفضي الحبانية وأبي دبس والثاني نهر الهندية الحالي والثالث مجرى الصقلاوية القديم أما الرابع فهو نهر الفرات ،أي المجرى القديم المعروف بنهركوثى أما الجنة السومرية، فقد عثر على لوح نقش عليه قصيدة سومرية فيها أوجه الشبه بين المدونات التوراتية والقصة السومرية ،فكان موضوع الفردوس في القصة السومرية في أرض (دلمون) التي رجح بعض الباحثين أنها كانت في الجهة الجنوبية الغربية من بلاد فارس، بينما يرجح البعض الأخر أنها كانت ا في الجهة الغربية من ساحل الخليج العربي ، وقد عين هؤلاء الباحثون المحققون مكانها في البحرين وتذهب القصة السومرية إلى أن بلاد(دلمون) بصفتها أرض الخلود التي لايوجد فيها مرض أو موت كانت أرضاً .
طاهرة نظيفة ،أرضاً معدة للحياة ،ألا أنه كان ينقصها الماء العذب اللازم لحياة الحيوان والنبات فأمر اله الماء السومري (أنكي) (اوتو) اله الشمس أن يملأها بالمياه العذبة النابعة من الأرض،وهكذا تحولت (دلمون )إلى حديقة إلهية غناء مملوءة بالأثمار والمروج والرياض .
ويلاحظ هنا أن قصة عدن السامية كيفها الساميون بحسب طبيعة البيئة التي استقروا فيها على ضفاف نهر الفرات في أعلى الدلتا في جوار عانة وهيت ، فحددوا جنتهم هناك حيث تبدأ تفرعات النهر. .
هذا في حين أن السومريين اكتفوا بوصف الفردوس الواقع في منطقة الغمر (ابسو) التي تمثل مياه الاهوار دون التطرق إلى تفرعات نهر الفرات لبعدها عنهم
شمالا ، ومثل ذلك حدث فيما يخص قصة أدم وحواء
أتخذ الساميون شجرة التفاح لتمثل شجرة الحياة بينما أتخذ السومريون النخلة لتمثل شجرة الحياة المذكورة وذلك لوجودها في بيئتهم .
ومن المرجح أن السومريين أخذوا فكرة القصتين من الساميين فحوروها لتتفق مع بيئتهم ن وذلك على اعتبار أن الساميين سبقوا السومريين في استقرارهم في أعلى الدلتا وهذا يتفق والنظرية التي أخذنا بها وهب إن السومريين اقتبسوا وسائل الحضارة من الساميين الذين سبقوهم في الاستقرار على ضفاف الفرات الأوسط كما تقدم .
وما يثير الدهشة والغرابة أن ماورد في التوراة عن قصة ادم وحواء وقصة جنة عدن وقصة الطوفان ترتد جذورها إلى عهود قديمة فقصة أدم وحواء التي تشير إلى أغراء الحية حواء وأكل حواء هي وأدم من ثمر شجرة معرفة الخير والشر برغم تحذيرهما من الأكل منه ،أن هذه القصة بذاتها نجدها متمثلة على نقش سومري وقد صور عليه الموقف نفسه فنشاهد على هذا النقش رجلاً على رأسه قلنسية ذات قرنين وامرأة بدون لباس الرأس جالسين الواحد أمام الاخروقد نبتت شجرة بينهما تشبه شجرة النخل تدلى عذقان من التمر من طرفيها، ويشاهد الرجل ماداً يده اليمنى نحو العذق الذي أمامها لتقتطف من ثمره أيضاً،ثم تشاهد الحية وهي منتصبة واقفة خلف المرأة تغريها في الأكل من هذا الثمر المحرم عليها أكله. وهذا دليل على أن شجر النخل وجد على تربة. وهذا دليل على أن شجر النخل وجد على تربة. وهذا دليل على أن شجر النخل وجد على تربة جنوب العراق منذ أقدم الأزمنة وان شجرة معرفة الخير والشر الواردة في التوراة هي شجرة النخل بالنسبة للسومريين ومما يذكر أن النقوش التاريخية وضعت قبل تدوين التوراة بأكثر من ألفي عام على أقل تقدير لان التوراة لم تسجل بنصها الحالي الافي الافي عهد متأخر أي في القرن الثامن والتاسع قبل الميلاد.
. وقد أطلق الاسكندر الكبير على تدمر اسم بالميرا … (palmyra ) أي مدينة النخل فعرفت منذ ذلك الحين عند اليونان واللاتين بهذا الاسم وأول ذكر ورد لتدمر في الكتابات القديمة يرجع إلى عهد الملك الأشوري تجلات بلاسرالاول(1115_1077ق.م) فسميت تدمرالعموريين، كما ورد ذكرها أخبار حملات نبوخذ نصر الثاني (605_562 ق.م) على فلسطين ومصر وأول كاتب كلاسيكي أشار إلى مدينة بالميرا هوبلينوس فذكر(( أنها مدينة شهيرة ولها موقع ممتاز،أرضها خصبة ،وبها ينابيع وعيون ،تحيط بحدائقها الرمال ، وقد عزلتها الطبيعة عن العالم ببادية واسعة الأطراف ، بعيدة المسافات ، وتقع بين إمبراطوريتين عظيمتين ، إمبراطورية روما وإمبراطورية الفرثيين ولهذا استدعت أنظار الأولين " .