المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة الشاعر عبد الحر السلطاني



سالم الهزاع
12-08-2010, 01:55 AM
يؤرخ الشاعر عبد الحر السلطاني (ابو رزاق ) في قصيدته هذه لمرحلة أجتماعية سادت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حيث نزحت الكثير من العوائل التي تسكن الريف الى المدينه بحثا عن لقمة العيش , فأنتقل الشاعر بعائلته في العام 1975 (حين قطعت سوريا ماء نهر الفرات) الى محافظة كربلاء وسكن مع بعض من أقاربه ممن أرتحلوا معه في حي عشوائي جديد سمي في حينه بحي البعث بيوته من الطين والصفيح لايملك ساكنوه الا طموحات وامال بالعيش الرغيد فكان القادمون الجدد الى المدينه أمام مواجهة صعبة مع تقاليد المدينة التي لاترحم فعليهم اولا ان يغيروا ملبسهم ويتنازلوا عن العقال والصاية ومأكلهم من الخضروات التي كانوا الى فترة قريبة يعيرون من يزرعها وحتي الذي يأكلها وأن يتنازلوا عن الكبرياء العشائرية الثابته في أدمغتهم فكانت المفارقات الطريفه , وعلى طريقة الشاعر بالتقديم الساخر العفوي القريب من وجدان أهلنا الطيبين قدم قصيدته تلك متضمنة كوميديا موضوعية للموقف و بطرح شعري هادف فهي أقرب للمسرحية الشعرية منها الى الأوبريت أو الاوبرا لكنها من صناعة عراقية خالصة بكل أدواتها . نقلت القصيدة من السيد حسين عبد الأمير الشرار السلطاني الملحاني الذي شرفني بزيارته لي قبل أيام (أوجه شكري الجزيل له) الذي كان يسكن في نفس الحي المذكور حينذاك و عاصر القراءة الأولى للقصيدة موضوع البحث .



عمل الشاعر عبد الحر السلطاني بعد هجرته من الريف الى المدينة باعمال كثيرة كان أحدها أنه أشترى حمارا وعربة ومجموعة من البراميل لغرض بيع الماء على أهل الحي الذي يسكنه وكان سعر البرميل حينها(درهم واحد) وأراد أبو رزاق أن يطور عمله فقام بفتح محل لبيع السكراب (عتيك للبيع) مع شريك ممن يعرفهم و شغل أحد الاخوة المصريين لينوب عنه في قيادة العربانه و حولها من عربانة لبيع الماء الى عربانة لشراء وبيع السكراب وفي يوم قائض كان شديد الوطأة عليه حضر اليه العامل المصري ليخبره بأن حماره المسكين قد مات , فأنتفض أبو رزاق وأوحى لمن حوله بأن أمرا سيئا" شديدا قد وقع وقام بأخبار شريكه في محل السكراب ومعالم الحزن بادية عليه بأن لديه فاتحة و أرسل أبنه رزاق الى كل من يعرفهم ليخبرهم بأن لديه فاتحة والجنازة ستجلب الى البيت بعد قليل , وأرسل عامله مع عربانه أخرى ليجلب الحمار الهزيل الميت الى بيت أبو رزاق وجلبه ومن معه وقام أبو رزاق بتغطية جثة الحمار بعبائة قديمة , بعدها أجتمع الناس ليعزوه في مصابه وهم لايعلمون من الميت !!! وسلموا عليه جميعهم و واسوه ( البقية في حياتك ابو رزاق ... ماتستاهلون والله .... تونا سمعنا وما ندري... الخ ) وبعد تكامل الجمع طلب من أبنه أن يجلب له ورقة وقلما وحين فعل قال له أكتب :



على فراكك يالاشهب روحي ولهانه



انا ومرتي نصيح بصوت فاج ولحد ويانه



حسبت حساب الم فلوس ستمية



حسبت حساب الم فلوس وأترباك



عود نصير ثروة من تعب يمناك



ما أدري بملك الموت يترباك



يا حلو الشليل وتعجب بممشاك



وكل جذاب وبحي البعث يفداك



لو ان النذل كبل الموت ادفنه وياك



جثيرة ناس عدنا بالفهم تتلاك



لكن انت أفهم مية بالمية



أنت افهم يالاشهب عندك مروة



تجيب الماي عركه وتمشي بالكوة



اصوابك براسك مدري بالسوة



مدري عوينه جتاله بمغربية



عساه الصد عليك بعين جتاله



يركض والفكر مشدود بذياله



يموت الموته وهو مفارج عياله



ومثلك ماكومنه عند المجاري ومطايا سويد



يشهدولك حميد ويه حجي عبيد



شلون تموت هالموته ولك يالحيد



وتظل براميلك يالاشهب دوم مجفيه



براميلك مجدرة وتبجي الحداجه



ونارك بالكلب يا شير وهاجه



صوابك ماتكلي شنهو علاجه



جنت امشي اشتريه بغير منيه



لوأن يحصل دواك بغالي جنت أشريه



ظل فارغ فرعنا ماكو خير بيه



ياشمعة ربعنا الرحل من يشريه



زلمنا بخير كلها اصبحت فندية



لبسو ربعنا أشكال ماهي أشكال



من غير البجاما وبدلة العمال



المصادر عليهم صار خوش جلال



طحت بناس منكودين ياولفال



قسم تصرخ زغار وقسم هتلية



هتلية بحجيهم والعتب مرفوع



واحدهم سبوك وماتلزمه فروع



صارو ثروة عكب ذاك الجوع



كامو يشترون كرفس يوميه



كرفس صاير عشاهم والسلج ريوك



واحدهم مخوضر يشبه العكروك



امدد ليل من الكرك مشكوك



يدودن وره الخلفه مثل جلب سلوك



ومد الشوف وأطفاله يتلكونه



يكللهم قسمتي أصبحت دونيه



دونية قسمتي كمت ادك حداد



وعلى فراكك يالاشهب حرمينا الزاد



مايدرون أخوتك كلهم ببغداد



عليات وبودلي وكل عمامك غاد



يالاشهب تره عمامك يرفعون الراس



واحدهم لو حلف بحضرة العباس



ماتلكه لكلامه صدك قطعيه

الشاعر سراج السلطاني
12-09-2010, 04:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

موفقين يارب لكل خير

تقبل مروري المتواضع

سالم الهزاع
12-09-2010, 07:31 PM
ابن العم الاستاذ سراج السلطاني شرفتني في مرورك الكريم

المحامي سيف ال سدخان
12-09-2010, 07:53 PM
قصيدة جميلة وتبين بساطة الناس في تلك الفترة ......مشكور اخو زايدة