المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ التركمان - منتدى قبيلة البوسلطان



سالم الهزاع
12-25-2010, 01:04 PM
تاريخ وأصول التركمان
التركمان هم شعب تركي يعيش في تركيا وتوركمنستان وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقيرغيزستان وجزء من الصين يعرف بتركستان الشرقة وجزء من أفغانستان وفي شمال شرق إيران وشمال العراق وفي أنحاء متفرقة من سوريا ولبنان وفلسطين ويَتكلّمونَ اللغةَ التركمانيةَ. أستخدم تعبير التركمان مرادفا للغز، ولعل هذا التعبير شاع وتعمم عندما بلغت لسلاجقة الأوائل مبلغ القوة والسيادة. وردت لفظة التركمان في كتاب (تاريخ سيستان) لمؤلف مجهول من القرن الخامس. ويبدو أن هذا الكتاب ألف بأقلام ثلاث مؤلفين وفي ثلاث فترات. وأن كلمة التركمان لها علاقتها بدخول السلاجقة إلى منطقة سيستان وذلك عام 428هـ / 1026م، وهنا يقصد المؤلف بالتركمان جماعات السلاجقة.

وردت اللفظة في تاريخ أبن الفضل البهيقي (ت 470/ 1077) مع الإشارة إلى السلاجقة فيدعوهم المؤلف مرة بالتركمان وأحيانا فرق بينهم وبين السلاجقة. وكذلك يشير إليهم بالتركمان السلاجقة وفي مواضع أخرى يكتفي بالقول بالسلاجقة. ومن المحتمل أن المؤلف ميز مجموعة معينة من التركمان (الغز) قادهم من جماعات التركمان الآخرين الذين جاء قسم منهم قبل السلاجقة نحو جهة المغرب وآخرون تدفقوا نحو هذه البلاد بعد الحملات السلجوقية.

وفي كتاب (زين الأخبار) للغرديزي من القرن الخامس عشر (الحادي عشر) يسمى المؤلف جماعات السلاجقة بالتركمان فتجده يسمي (جغري بك داود) بـ (داود التركماني) ومرة أخرى يذكره (داود) مجرداً من أي لقب كما يسمي (طغرل بك) بـ (طغرل التركماني) أو طغرل وحده دون أن يلحق به لقباً ما، فيبدو أن هذا التعريف شاع بقيام السلاجقة الأوائل وأستخدم فيما بعد لدلالة على جميع قبائل الغز سواء كانوا أتباع السلاجقة أو غيرهم.

وهناك مؤلفون فرقوا بين التركمان والغز. ولعل سبب في ذلك كما يقول (مينورسكي) : أن السلاجقة استحسنوا لأتباعهم تعريفاً معيناً ليميزوا أنفسهم من القبائل الغزية الأخرى الذين حملوا على مناطق الغرب قبل السلاجقة، كذلك ليميزوا أنفسهم من القبائل المناهضة لهم والقبائل التي ألقت فيما بعد القبض السلطان سنجر (513-552/1119-1157م) واحتفظت به أسيرا عندهم من 1153 إلى نهاية 1156م. كذلك ورد تعبير التركمان في كتاب مشهور تناول قبائل الترك، ذلك كتاب (طبائع الحيوان)، ألفه المروزي حوالي 514هـ /1120م وأطلق تعبير التركمان على الغز المسلمين فقط على أساس أنهم الترك الذين اعتنقوا الإسلام. وعندما اشتعلت الحرب بين المسلمين منهم وبين غير المسلمين انسحبت الجموع الأخيرة نحو منطقة خوارزم وهاجرت إلى منطقة (البجنك)، الأمر الذي دعا بالأستاذ مينورسكي إلى القول أن تعبير التركمان يطابق مع أسلمة الغز.

أن أقدم ذكر لتعبير التركمان ورد في كتاب (أحسن التقاسيم) للجغرافي العربي الكبير المقدسي البشارى (4هـ/10م) عند وصفه مدينتي (بروكت) و(بلاج) الواقعين على نهر سيحون.

أما رشدين مؤرخ المغول فشرح هذه الواقعة عندما تدفقت جموع الغز إلى ما وراء النهر وسماهم التاجيك بالتركمان أي شبيهي الترك، وبالنسبة لمولف أخر أن الكلمة مشتقة من (تورك إيمان) أي الترك المؤمنين أو الأتراك الذين اعتنقوا الإسلام. وقد لاحظ المستشرق بريشك أن الكلمة شكل متكون من مجموع (man) أو (men) مع (Turk). كما أن الجماعات نفسها يعرفون في آسيا الوسطى بالتركمان ويعرفون في المصادر الروسية الكيفية Kievan Rus بـ (turki) بدون ألحاق (men). وان إمبراطورية الغز يابغو تذكر باسمين : التركمان والغز.

يقول E.Denison Ross نقلا عن فامبري: أن اسم التركمان مشتق من (تورك) كاسم علم تستخدمه البداة دائما عندما يتحدثون عن أنفسهم وان (man) هو لاحق يعادل في الإنكليزية بـ (Ship) أو (Dom).

وان اقرب تفسير محبذ لمينورسكي هو التفسير المقدم من قبل jean Deny في rammaire de Ia Langue torque 1921 p. 32. وهو أن تورك – من متشكل من لفظتين هما تورك زائدا (من) وتفيد كلمة (من) بالتركية البأس والشدة أو تعني (التعظيم).

[عدل] ثقافة ومجتمع

رجل تركماني مع جمل في آسيا الوسطى ما بين عامي 1905 و1915مالعديد مِنْ الميزاتِ الثقافيةِ قَبْلَ الاحتلال الروسي بَقيتْ في المجتمعِ التركمانيِ ومَرّتْ مؤخراً بنوع مِنْ الإحياءِ.

العديد مِنْ العاداتِ العشائريةِ ما زالَتْ باقية بين التركمان الحديثينِ. تعكس موسيقى الشعبِ التركمانيِ والريفيِ تقاليدِ شفهيةِ، حيث ملاحم مثل كورجولو تَغنى عادة مِن قِبل الشعراءِ المتجوّلينِ.

[عدل] مجتمع اليوم
منذ استقلالِ توركمنستان في1991تم إحياء ثقافي وإقامةإحتفالِ النيروز في أول يوم من السنة.التركمان يُمْكِنُ أَنْ يُقسّموا إلى الطبقات الإجتماعيةِ المُخْتَلِفةِ بضمن ذلك المثقفين والعُمّالِ الحضريينِ الذي دورِهم في المجتمعِ مختلف عن الذي طبقةِ الفلاحين الريفيةِ.يتوزع القسم الأكبر من التركمان في الواحات بينما يوجد القسم الأخر في الصحراء. كما أن العلمانيةُ والإلحادُ بارزُين لدى العديد مِنْ المثقّفين التركمان. هاجر التركمان لأسباب كثيرة حيث أننا نجد تركماناً في العراق وسوريا وتركياو مصر والأردن وغيرها من الدول مما أدى إلى تأثر الفلكلور التركماني بتلك الشعوب حيث نجدهم يتقنون دبكة العرب كما كتب بعضهم لغته بأحرف عربية كما هو الحال في العراق.ويعتبر التركمان في العراق ثالث القومية إذ يبلغ نفوسهم حوالي ٣مئة الف وياتون بعد العرب والاكراد.

[عدل] تركمان فلسطين
يقول الباحث الفلسطيني قصي الخطيب الموجود في الكويت أن التركمان في فلسطين، والذين يطلق عليهم اسم ((عرب التركمان)) لأنهم جميعا ينتمون إلى قبيلة تحمل هذا الاسم. ويعود زمن مجيئهم إلى فلسطين إلى أيام الحروب الصليبية ،حيث شارك التركمان في الدفاع عن بلاد الشام أثناء تلك الحروب ،وهم المعروفين بفروسيتهم ،حيث كان بين قادة جيوش صلاح الدين الأيوبي ،قائد تركماني بارز هو مظفر الدين كوجك(كوكبورو) أحد قادة صلاح الدين وزوج شقيقته، وهو أمير دولة الأتابكة في أربيل، حيث شهد المعركة الكبرى في حطين ،وقد انضم إلى جيش صلاح الدين فيما بعد القائد التركماني يوسف زين الدين وهو أمير أتابكة الموصل في شمال العراق. ويعتبر هذين القائدين من أسباب قدوم التركمان إلى فلسطين وكما هو طابع التركمان في كل مناطق تواجدهم، فإنهم تمكنوا من الاندماج الكلي مع محيطهم العربي. وبالإمكان القول أنهم صاروا عربا من أصول تركمانية. وحسب المصادر التاريخية ،فان القبائل التركمانية في مرج بن عامر ،كانت سبعا ،أولها قبيلة بني سعيدان ،والثانية قبيلة بني علقمة ،والثالثة قبيلة بني غراء ،والرابعة قبيلة الضبايا(بني ضبة) ،والخامسة قبيلة الشقيرات ،والسادسة قبيلة الطواطحة ،وسابع القبائل النغنغية بالإضافة إلى عرب العوادين الذين سكنوا قرية لد العوادين. وقد انتظمت القبائل التركمانية في مجلس عشائر تم تشكيله في العام 1890 لكل واحد من شيوخ العشائر أن يكون عضوا فيه وفق شروط معينة. وانخرط التركمان في فلسطين وجميعهم من المسلمين في الحياة الوطنية ،ولا سيما في موضوع مواجهة مشروع الاستعمار الاستيطاني ،كما أنهم شاركوا في المواجهة الفلسطينية مع الانتداب البريطاني. وتسجل أحداث ثورة فلسطين الكبرى 1936 ـ 1939 مشاركة التركمان بالثورة ،وقد كانت قرية "المنسي" إحدى مراكز الثورة في اللواء الشمالي من فلسطين ،وكان فيها مقر القيادة العسكرية ،وفيها مقر محكمة الثورة والتي كانت تنعقد في بيت الحاج حسن منصور. وفي حرب 1948 اجتاحت القوات الصهيونية قرى التركمان في فلسطين، ودمرتها بعد قتال عنيف بين المهاجمين وأهالي القرى. وقد سقطت " المنسي " بعد معارك حدثت ما بين 9 و13 نيسان / أبريل 1948 ،وتزامن سقوطها مع أغلب القرى المجاورة ،وتم تهجير أهاليها ،وقد اتجه بعض تركمان فلسطين ممن نزحوا عنها عام 1948 إلى منطقة الجولان في سوريا.وبعد نكبة 1948 جرت محاولات بين السفير التركي في عمان وبعض شيوخ عرب التركمان ومنهم الشيخ رشيد صالح حواشين حول إمكانية اعادة هذه القبائل إلى تركيا أو عودتها إلى فلسطين باعتبارها رعايا اتراك, ولكن هذه المحاولات قوبلت بالاستنكار الشديد من قبل القبائل مجتمعة وقالوا للمفاوضين اننا فلسطينيون ولسنا اتراكا. والخلاصة الذي يصل إليه الكاتب في موضوع التركمان بصورة عامة، أنهم أميل إلى التأقلم والتعايش مع أبناء ا القوميات الأخرى في البلدان التي يعيشون فيها. يمكن اعتبار كتاب فائز سارة (الأقليات في شرق المتوسط) كتابا هاما ،لأنه يتطرق بصورة موضوعية وحيادية إلى موضوع بالغ الأهمية في الفترة الراهنة من زمن العولمة والنظام العالمي الجديد، ألا وهو موضوع التعددية القومية في شرق المتوسط.

عشيرة (عرب التركمان) في جنين ورد في موقع (المصدر السياسي) الفلسطيني، معلومات مهمة عن التركمان في فلسطين قد لا يعرفها الكثيرون ،حيث تبين أن ،مدينة الأحزان الفلسطينية (جنين) ومعظم سكان المخيم التي تعرضت إلى أبشع مجزرة في القرن الحادي والعشرين، هم من التركمان. والمجموعة السكانية الكبيرة في المخيم هي عشيرة (عرب التركمان). حتى أواخر العهد العثماني كان التركمان يحافظون على لغتهم التركية. ولكن خلال القرن الأخير انتقلوا لاستخدام اللغة العربية وانخرطوا كليا في المجتمع الفلسطيني. عدد التركمان يصل اليوم إلى أكثر من تسعين الف نسمة، حيث كان عددهم عام 1945 حوالي7500 نسمة منتشرين في 7 قرى ووجودهم ملموس جدا في (مخيم جنين) للاجئين وفي كل المحافظة.ولديهم ممثلين في المجلس التشريعي الفلسطيني وهم جمال شاتي الهندي وفخري تركمان وشامي الشامي ورئيس بلدية جنين علي شاتي الهندي.

[عدل] تركمان سوريا
تركمان سوريا: يتوزع التركمان في مختلف أرجاء سوريا وأغلبهم يعيش في القرى وأهم تجمعاتهم في حلب ودمشق واللاذقية (الباير والبوجاق) والجولان وحمص حيث يوجد فيها باب اسمه باب التركمان, وفي حلب قد يتركز التركمان ي القرى الشمالية لمدينة حلب حقيقة يمكن قسم التركمان في سوريا إلى قسمين :

1- تركمان المدن : بعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني. من أهم العائلات التركمانية ومن هذه العائلات: عائلة العظمة (يوسف العظمة) (ياسر العظمة), عائلة قباني (نزار قباني),مردم بك، وآل إيبش بدمشق، وآل الباشا مصطفى الحسيني ، آل الصوفي ومنهم الشاعر (عبد الباسط الصوفي) والشاعر المعاصر (يحيى الصوفي) من حمص وغيرهم.

2- تركمان القرى : وهم خليط من عشائر تركمانية (معظمهامن الأفشار (أفشريون)) وبلا شك هذه العشائر التركمانية وكغيرها من العشائر البدوية سببت الكثير من القلاقل والمشاكل للدولة العثمانية. مما دفع الدولة العثمانية وبعدة محاولات إلى اسكان هذه العشائر ضمن سياسة عرفت بـ "سياسية الإسكان ". وحدثت عدة مرات أن فرت بعض هذه العشائر من أماكن إسكانها مما دفع بالدولة العثمانية غلى فرض العقوبات على تلك العشائر. وليس صحيحاً أن تواجد تركمان قرى سوريا يعود إلى الفترة السلجوقية. لأن السلاجقة كانو مسلمين أحناف أما تركمان القرى السورية كانوا عشائر ذات هوى شيعي. كذلك ازدادت ميولهم الشيعية بسبب الدعم الذي قدمه الصفويون للتركمان وخاصة للقزل باش (قزلباش)، بمقابل اهمال العثمانيين للقومية وتفضيل الإسلام عليها. وبسبب التأثير الصفوي أثارت هذه العشائر الكثير من القلاقل للدولة العثمانية. وبعد توطين هذه العشائر التركمانية في القرى السورية بدأت تزول هذه الميول الشيعية. ولا زال تركمان الجولان يحيون احتفالات تعبر عن ميولهم الشيعية.

وليس صحيحاً ألبتة أن الدولة العثمانية كانت تعامل التركمان معاملة خاصة تميزها عن باقي رعايا الدولة العثمانية ،إذ أن الدولة العثمانية كانت دولة تنتهج نهجاً إسلامياً لايفرق بين رعاياها

تركمان العراق

يرجع تاريخ المرحلة الأولى لاستيطان التركمان للأراضي العراقية إلى سنة 54 هجرية حيث استقدم عبيد الله بن زياد ألفين من الأتراك أسكنهم البصرة وخدم التركمان في العصر الأموي ثم تعاظم نفوذهم إبان العهد العباسي و خاصة في عهد الخليفة المعتصم بالله . كانت هذه المرحلة فترة اتصال واختبار أدت إلى خلق جو مناسب وملائم لتقبل التركمان فكرة استيطان هذا الوطن .

أما المرحلة الثانية فتعتبر فاتحة عصر** الاستيطان التركماني ** الفعلي في العراق وقد تأكد في25 كانون الثاني يناير 1055 ميلادية بدخول السلطان السلجوقي طغرل بك إلى بغداد واستقباله استقبالا حافلا وتنازل الخليفة القائم بالله له عن سلطاته . وقد رافقت السلطان طغرل أكبر الموجات التركمانية التي دخلت العراق وظل التركمان يواصلون الهجرة والتوافد إلى الأرض العراقية أيام السلطان طغرل بك ومن خلفه من السلاطين ونجم عن ذلك اتخاذهم للمناطق الشمالية من البلاد موطنا وملاذا، إلا أنهم لم ينعزلوا عن سائر الأقوام فعمدوا إلى توحيد جزء كبير من العالم الإسلامي المتقطع الأوصال تحت رايتهم ومنح العالم الإسلامي نوعا من الاستقرار النسبي بوقوفهم بضراوة أمام المد الصليبي .

كان السلاجقة أهم من قادوا قبائل الاوغوز التركمان إلى العراق وقد أسسوا دولة مستقلة في هذه البلاد كما أسس أتابكية الموصل الزنكيون إمارة كبيرة، مثلهم في ذلك مثل اتابكية أربيل الذين حكموا الموصل وأربيل وشهرزور وحكاري وحران وسنجار وتكريت كما أسس الأيواقيون إمارة تركمانية في كركوك وشهرزور، وتعاقبت الإمارات والدويلات الأخرى على حكم شمال العراق مثل البارانيين الذين أسسوا دولة ** قرة قوينلو** الخروف الأسود والبايندرية الذين أسسوا دولة ** آق قوينلو** الخروف الأبيض وهكذا تعاقبت فصول المرحلة الثانية من الاستيطان التركماني الذي يعتبر بحق عصر الاستيطان الفعلي واتخاذ العراق وطنا دائما وأصيلا كما تعاقبت الهجرات المكملة في المرحلة الثالثة لتوافد التركمان على العراق كمرحلة إسناد وتقوية وتمازج فتوافد التركمان على شمال العراق خاصة من مواطن الاوغوز التركمان الأصلية لوجود أبناء جلدتهم فيها، كما دخل العراق الكثيرون من التركمان الاوغوز مع الحملات العثمانية المتعاقبة وأهمها حملة السلطان العثماني مراد الرابع عام 1638 والتي استرد فيها بغداد من أيدي الصفويين .

أصل ومعنى اسم التركمان

من المعروف أن الاستعمال الأول المتعارف عليه لكلمة التركمان قد ورد بصيغتها الصينية "توكومنك" في موسوعة تونج تين في القرن الثامن الميلادي، أما المصنفات الجغرافية اللاحقة فتناولت اسم التركمان كما ورد في كتاب ألمقدسي، ولم يقتصرهذا الاسم على الاوغوز بل جرى إطلاقه ليشمل القارلوق من المجموعات التركية أيضا أما المؤرخون الفرس فقد استعملوا الاسم – تركمان – منذ القرن الخامس للهجرة (الحادي عشر الميلادي ) وقد جاء أولا بصيغة الجمع الفارسية (تركمانان) كما جاء في كتابات الكرديزي واستعمله أبو الفضل البيهقي أيضا بالمعنى الذي يدل عليه اللفظ التركي – أوغوز- واللفظ العربي – غز يعتقد المستشرق الروسي بارتولد، أن كلمة تركمان مازالت مجهولة الأصل والمنشأ، ولم يقطع برأي عن سبب استخدامها بدل كلمة الترك أو مرادفا لها ونورد هنا أهم الروايات التي قدمت لتوضيح أصل هذه التسمية واستنباط منشئها، مع إغفال الروايات التي لم تكن مستندة على أسس ثابتة ومن هذه الآراء:

1 – يقول بعض المؤرخين أن كلمة – تركمان – مركبة من كلمتي ترك، ومانند الفارسية ويعني ترك مانند هنا أشباه الترك، ويقول الذين أخذوا بهذا الرأي أن الأتراك الذين اسلموا عرفوا بهذا الاسم لتمييزهم عمن لم تصلهم الدعوة آنذاك بعد ، وعندما عم الإسلام كل الترك أصبح أسم التركمان مرادفا لكلمة الترك.

2 - وينادي رأي آخر من ابرز القائلين به المؤرخ الكبيرالدكتور فاروق سومر في مؤلفه القيم "الاوغوز** التركمان ** بأن إطلاق أسم التركمان كان نتيجة إسلام غالبية قبائل الاوغوز في القرن الحادي عشر الميلادي بعد أن بدأ ذلك في القرن العاشر نتيجة الاتصالات التجارية وتغلغل الدعوة الإسلامية ، وقد تطور هذا الاسم ليحل محل اسم الاوغوز بعد قرنين من هذا التاريخ .

3 - يؤيد ذلك المؤرخ يلماز اوزطونا مبينا أن المسلمين قد أطلقوا اسم التركمان على الاوغوز وهم يعنون بذلك"الأتراك المسلمين" حيث أصبحت هذه الكلمة مرادفة لكلمة الاوغوز وأطلقت تحديدا على الاوغوز الرحل .

4 - ويقال أن كلمة تركمان مركبة من كلمتي تورك وإيمان كما يشير إلى ذلك ابن كثير ومحمد نشري .

5 - يرى أبو الفداء أن التركمان سموا بذلك لان كل من اسلم من أتراك خراسان وما وراء النهر كان يقال له صار" ترجمانا " لكونه ينقل الحديث بين العرب المسلمين الوافدين وتعلمه اللغة العربية منهم وقراءته للقرآن ونقل ذلك إلى من لم يسلم من الترك حتى صار ذلك علما لهم ، ثم قيل بالتحريف تركمان .

نظرة الدولة العراقية إلى المواطنة

تحددت نظرة الدولة العراقية إلى المواطن والى عنصر المواطنة وفق قوانينها الأساسية منذ نشأته . وقد صدر أول دستور عراقي بتاريخ 21 آذار (مارس) 1925 بعد أن اقترن هذا القانون الأساسي بموافقة الملك فيصل الأول، ملك العراق وللحقيقة فأن أول مسودة للقانون الأساسي قد هيئت فعلا في عام1921 من قبل سلطات الانتداب و قبل إعلان العراق كدولة ذات سيادة واعتمدت هذه المسودة مبدأ عدم التمييز بين العراقيين بسبب القومية أو الجنس أو اللغة أو الدين أو العقيدة. وهذا مبدأ التزمت به جميع الدساتير العراقية اللاحقة وتعديلاتها رغم وقوعها في تناقض جوهري مع المواد الأخرى في ضمن نفس الدساتير. وقد أوعز المندوب السامي بيرسي كوكس بتشكيل لجنة مكونة من قبل بعض الأخصائيين برئاسته لأعداد مسودة القانون الأساسي، وأرسلت المسودة حتى قبل عرضها على الحكومة العراقية المؤقتة إلى وزارة المستعمرات في بريطانيا والتي أبدت بدورها بعض الملاحظات التي أخذت بنظر الاعتبار من قبل لجنة ثانية مثل المواطنين العراقيين فيها كل من ناجي السويدي وساسون حسقيل ورستم حيدر وبعض الموظفين البريطانيين ، وقد اعترضت هذه اللجنة على بعض النقاط ومنها صلاحيات البرلمان ومراقبة السلطة التشريعية للحكومة حيث كانت المسودة الأصلية قد أناطت كل هذه الصلاحيات بالملك .

وقد وافقت وزارة المستعمرات على هذه التعديلات المطلوبة وأعيدت هذه الصلاحيات إلى السلطة التشريعية وفق المسودة النهائية ويعلم الذين عاصروا هذا الأمر أن مسودة الدستور المقترح قد طبعت بكميات معينة بالإنجليزية إضافة إلى اللغات الرئيسية الثلاث السائدة آنذاك في العراق وهي العربية والكردية والتركية لتأمين إطلاع أكثر عدد من الناس عليها بعد كل هذا التأخير تم عرض المسودة النهائية على المجلس التأسيسي في حزيران (يونيو) عام 1924 وقامت لجنة مختصة في المجلس بإجراء بعض التعديلات النظامية عليها وأنهت المسودة بواقع 123 ماد ة. وقد تم عرض المسودة النهائية على المجلس في 10 تموز ( يوليو) عام 1924 واقترنت بالموافقة في هذا التاريخ، إلا أن القانون الأساسي لم يعلن لإفساح المجال لتمرير المعاهدة العراقية – البريطانية من المجلس أولا إضافة لحل بعض المواضيع المتعلقة بالحدود والبترول . وقد احتاطت المسودة لذلك بأن نصت المادة 114 منها على اعتبار جميع المراسيم الصادرة منذ عام 1914 من قبل البريطانيين أو ما تبع ذلك من مراسيم صادرة عن الملك فيصل ولحين تاريخ نفاذ القانون الأساسي سارية ونافذة وقد طرأ على القانون الأساسي العراقي الأول تعديلان أجري أولهما في 29 تموز (يوليو) عام 1925 واختص بمغادرة الملك لأراضي المملكة ومخصصات أعضاء مجلسي النواب والأعيان وإنشاء المحكمة العليا، أما التعديل الثاني فقد اجري في 27 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1943 مكونا من 50 مادة تناولت تعديل بعض الأحكام إضافة إلى تصحيح بعض الأخطاء اللغوية ، وبعد هذا التعديل أصبح القانون الأساسي يتكون من 125 مادة ، كما أضيفت فقرة ثانية إلى المادة 120 بشأن ما يتعلق بإعلان الأحكام العرفية . وقد تناول التعديل المسائل التي لا يمكن فيها لمجلس النواب إصدار العفو الشامل بشأنها كما نص على مبدأ قبول التقاليد الدستورية المتبعة في الدول الأخرى مبدأ دستوريا على شرط اتخاذ القرار الخاص بذلك في جلسة خاصة مشتركة بين مجلسي النواب والأعيان تناول هذا التعديل المادة الثامنة عشر والخاصة بحقوق المواطنة ففسر الحقوق التي يتمتع بها العراقيون بالتساوي والتي كانت عامة في الصيغة الأولى بالحقوق المدنية والسياسية وعلى عدم جواز التفريق بينهم وفق أي أساس أو عذر فأصبحت تقرأ كما يلي :

العراقيون متساوون في التمتع بالحقوق المدنية والسياسية، فيما عليهم من الواجبات والتكاليف العامة . لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الأصل ، أو اللغة ، أو الدين ، واليهم وحدهم يعهد بالوظائف العامة مدنية كانت أم عسكرية ، ولا يولى الأجانب هذه الوظائف إلا في أحوال استثنائية يعينها القانون ولعل المادة السادسة من هذا القانون الأساسي هي التي جاءت بأصل نظرة الدولة إلى المواطنة في البلد العراقي فنصت على أن لا فرق بين العراقيين في الحقوق أمام القانون وان اختلفوا في القومية ، والدين ، واللغة كما أكملت هذه المباديء بحكم المادة السادسة عشرة والتي تنص على أن : للطوائف المختلفة حق تأسيس المدارس لتعليم أفرادها بلغاتها الخاصة والاحتفاظ بها على أن يكون ذلك موافقا للمناهج العامة التي تعين قانونا ويذكر أن لجنة الانتخابات العراقية التي شكلت عام 1920 وعقدت جلستها الأولى في 6 آب أغسطس1920 دعيت لسن قانون ينتخب بمقتضاه المؤتمر العام . وقد اجتمعت اللجنة بواقع 18 عضوا مثل مدينة كركوك فيها اثنان من التركمان هما عزت باشا الكركوكلي وحسن أفندي زادة خير الله أفندي . إلا أن انتخاب المجلس التأسيسي الذي قررته لجنة الانتخابات أجل من قبل سلطات الاحتلال لتمرير تتويج فيصل الأول والملاحظ أن لائحة الانتداب البريطاني على العراق قد نصت في مادتها الثامنة بوضوح على عدم جواز تمييز فئة على أخرى في العراق بسبب جنسية أو دين أو لغة وتشجيع التعليم بلغات العراق الوطنية وعدم جواز إنكار حق أية فئة في تأييد مدارسها الخاصة لتعليم أبنائها لغتها الخاصة ووجوب أن لا تضار في ذلك وقد تعهدت الحكومة العراقية بهذه المباديء في كل مناسبة حيث ورد في خطاب الملك فيصل الأول يوم تتويجه في 23 آب أغسطس 1923 التزامه بمنع كل تعرض بالدين والجنسى واللغة، كما نصت معاهدة سنة 1922 بين بريطانيا والعراق في مادتها الثالثة تعهد ملك العراق بأن لا يكون أدنى تمييز بين سكان العراق بسبب دين أو لغة وتأمين حق التعليم بلغاتهم الخاصة وقد استمر الملك فيصل في دعوته تلك فكان أن ألقى خطابا في 23 حزيران ( يونيو ) 1935 أكد فيه حرية التعليم بالألسنة المحلية وحرية التقاضي أمام المحاكم بتلك الألسنة فالكردي يتعلم بلسانه ، وكذلك العربي ، والتركي .

المحامي سيف ال سدخان
12-26-2010, 04:34 PM
مشكور اخ سالم على تسليطك الضوء على هذه القومية....