المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حربية الغبيشي



ادارة الموقع
12-26-2010, 03:08 PM
المحامي سيف ال سدخان


حربية رشيد او ماعرفت بحربية الغبيشي التي اندلعت بين قبيلة البو سلطان وقبائل زبيد مجتمعه هذه المعركة اقف امام احداثها ساردا لها رغم ان كثير من شيبتنا الذين اردت ان يقصوها لنا امتنعوا الا القليل منهم وتحت الالحاح الكبير لا يدفعني لذلك الا الفضول المعرفي ورغبة جياشة لي ولاخرين بالمنتدى طلبوا مني روايتها ..


فمن امتنع علل ذلك بان هناك (نوامية) على من يقص هذه القصة كون احداثها وقعت على اقل تقدير بين مسلمين ناهيك عن انهم ابناء رجل واحد وتربطهم روابط كثيرة.
والنوامية وللتوضيح انها عبارة عن عهد اخلاقي تفرض الاخلاق قوة الزام لمن تلقى عليه النواميه.فلا يحق بعد ذلك التنصل منها.
وانا اذ اقص هذه القصة لا اخفي انبهاري واعجابي بها وببسالة ابطالها بالرغم من كل الماخذ عليها.
الحربية وقعت حسب الراي الراجح عام 1907 وهناك راي انها عام 1903 او 1900
وبشكل عام انها بالعقد الاول من القرن العشرين ..


الجذر التاريخي للمعركة..


احب ان ابين ان هناك معركة سابقة على حربية زبيد وقعت ايضا بين البو سلطان وزبيد الا انها على نطاق اقل حجما ويعتقد انها حدثت عام 1800
وكانت لهذه المعركة اثارا على الطرفين واوجدت نوعا من التنافس بينهما واحتكاكا مستمرا يوشك ان ينفجر بين الفينة والاخرى.خاصة اذا عرفنا ان الغلبة كانت لقبيلة البو سلطان.
وبسبب وجود تماس مباشر بين الطرفين كون ان قبيلة البو سلطان فرعا من امارة زبيد فان لها حقوق وعليها التزامات وهذه الالتزامات تتجلى واضحة في نظام الكوده الذي كان عبارة عن رسم او نسبة على المحاصيل تستوفيها الامارة باعتبار انها مالكة الارض عرفا.
وكان ان اتى الامير هندي الى مضارب قبيلة البو سلطان بنية جمع الكودة منهاوكانت تحتسب على اساس عدد منازل كل قبيلة.فلما نزل الامير عند شيوخ القبيلة وبصحبته ثلاثة من عبيده ومثلهم خيالة فرسان
واحب ان اشير الى ان الامير هندي كان فارسا شرسا ومختالا بنفسه ويكثر من الزينة له ولفرسه
ولما استفسر عن عدد البيوت في القبيلة واتاه الجواب من شيخها ووجهاءها استهجن كلامهم واستغرب قلة البيوت في القبيلة ملمحا الى انهم يكذبون عليه ويخفون العدد الحقيقي .
وكانت عدم قناعته قد قادته الى ان يحسب البيوت بنفسه واثناء تجواله في فريج القبيلة وجد موقدا دون ان يكون بجواره بيت شعر فاستشاط غضبا واراد التوضيح فجاءه الجواب ان هذا الموقد لبدو نزلوا هنا لايام ثم رحلوا فلم يقتنع بالجواب واتهم شيوخ القبيلة بالكذب فكان ان خرج احدهم قائلا للامير ليزيد في غضبه (ياعونة الله امير زبيد يعد مواكد العرب ما كان ابوك ولا جدك ليفعل ذلك) فما كان من الامير الا ان صفعه على وجهه مصيبا احد عيناه بخاتمه الذي يزين يده.
فانقض الرجل السلطاني على الامير بعد ان عرف ان الامير ينوي سحب خنجره فامسك به من خصره وفي الوقت نفسه محرضا الاخرين على قتل الامير واذا باحدهم ينبري بخنجره ليسكنه في جنبات الامير ويرديه قتيلا بعدة طعنات.فخر صريعا وهرب من معه ليعودوا الى الامارة ويذيعوا خبر مقتل الاميرهندي على يد البو سلطان.
فعم الحزن على بيت الامارة وعلى رجاها ونساءها.
وهذه الاحداث عبر عنها الامير سمرمد بقصيدة له تبين مدى الصدمة التي المت به بمقتل هندي..


ويقول فيها...


قصيده ارسلها الامير سمرمد الى قبيلة البو سلطان.......
ياراكب ٍمن الركايب فوك حيل مشهن عند المساري روج فد
والركبهن من سراعتهن يميل مرسلات ٍفي كتاب ٍذا مرد
ناجل كتاب ٍ من اللي ما يعيل ولو يعيل ادعوك يا مهجج سرد
كيف تخدعني ياللي عضامك بالصليل وينشبك سم ٍووجع ٍ بالجبد
هو دغ ٍهو غل ٍ للعليل ولا يشافي علته كون الصمد
كيف هندي يطيح بايديكم دخيل وريت عيني ان كان شافتكم رمد
والنساها ذاك حطوله بليل وذاك يكرب زرعكم ثم الجرد
والعفايف صبغن كلهن بنيل على افراك الحر يوم انه انجرد
والجدايل جدعهن كالشليل ذيال شكر ٍ جايات اول مهد
والمضايف شيلت من غير شيل ذا من الباري على عبده وعد
يافصيخ العكل ياغاده الدليل شفت شاةٍبالفلا صادت فهد
ضاع حضك ثم ضيعت الدليل هكوتك راس العوادل لا ترد
يا مهجج من ديارك كوم شيل وانحر البيده وتنحى بالبعد
ولا تشوف الشوملي وكدسٍ ونيل كون يحيون الاموات ومن بعد
وكون شاة الريم يدنى للرحيل ويسبح القاقوم في وصط السمد
والسما تطمان وارضينك تشيل شفت سمح الكاع للكوكب صعد
والكلب وش ما فعلتوله له عويل يكطع افجوج الفلا ثم يرد
يساءلني وساءله بليل طويل ما يطيع احجايتي وينطي مرد
ولا بضنك الها غنيم ولا بليل ولا بقايا اللي تنطيني سند




وصلت القصيدة الى البو سلطان وقراها الرسول الذي بعثه الامير على مسامع الجميع لينبري لها احد عمالقة الشعر البدوي وهو الشيخ مهجج الحيدر مستشفا منها عزم الامير على قتال البو سلطان؟؟



مع وصول قصيدة الامير الزبيدي الى قبيلة البو سلطان وحسب مايرويه اهلنا رد الشيخ مهجج الحيدر بقصيدة الى الامير ويقال انه ارتجلها على عجلة ليردها مع الرسول نفسه الذي بعثه الامير,,,



فهيم الكوم عكل بلا جيل حلو منفوض الندى تفصيل شد
عالزمان الصابني باكصى الدليل صابني ما صاب واحد بالشدد
صابني من هموم صارلي شعيل خلف واحد صار ما بينه سدد
وكف شيطانها ولا عنها يميل حط بيها جنون وادعاها بدد
ياما تجمعنا على امر ثجيل وياما ذبحنا جموع ما تحصى عدد
وياما بجت نسوانها واتصيح ويل وياما اخذنا رجالها كود العبد
وياما اخذنا ديارها والها عويل وياما هدمنا اجلعها وراحت مرد
اليوم صاير بيها كثرت نشيل وما من شيوخ يروفون السدد
والله كلبي ما نكل يمك غليل لا والذي رافع سماه بلا عمد
يشبهونك مثل حاتم لك مثيل ومنهل الماهود يشبع من ورد
معزِِِِِِِِِِِِِِِب الخطار بسنين المحيل يفداك كل من صك بابه من البلد
منسب ما بين عامر والجحيل وما شبيبك تدعي وعاد وبعد
يكرهك لو جاك بزعوبه صهيل لو تجي لحصن الروم لو عسكر كرد
يتلاه مزن من رعيدصاح حيل ليا تراكم وطرها وذبت برد
نسوانا عين على نوم الذليل ولا يطب ارباعنا اللي شرد
من تجيك من الجبيل جموع سيل احنا اللي نردها وغيرنا محد يرد
احنا الذي ناخذ الحيف من الجبيل مركبات كلوبنا تفصيل صد
خلاف زاوانا على جدع الشليل وصايد الصياد من يوم انولد
ما تضمنا ليوم منهل من يعيل من تجيك جموعنا والخيل كد
دوك اخذ فنجان يا مسكور هيل ومن تشم الريح بيه تكول ند




وهذه القصيده البليغه يدعو فيها الشاعر مهجج السلطاني امير زبيد الى نبذ القتال ويذكره باننا قبيله واحده واننا يجب ان نتكاتف ضد عدونا .والعدو الصريح في تلك الفتره لامارة زبيد هو الامير منهل الماهود امير المتفج .كذلك يذكره بايام طويله قاتل فيها البو سلطان الى جانب زبيد وقدموا الرجال والمال لذلك .وان ما حدث قضاء وقدر .كما يثني الشاعر السلطاني على الامير سمرمد لكرمه وشجاعته وحلمه ...ويعلمه ان لكل نفس منذ يوم ولادتها كتاب مكتوب وما نحن الا اسباب.
وارسلت القصيدة مع الرسول الى امير زبيد عسى ان تخفف من غضبه وتعيد له حلمه .
ولكن عند وصول القصيدة تلك الى الامير لم تثنه عن عزيمته بالقتال وانه لن يرتوي ولا يهدا له بال الا بقتال البو سلطان وحتى ابادتهم وتمزيقهم وجعلهم شتاتا.
وتروي الروايات ان سمرمد كان يهيم بالبوادي ليلا ولم تغمض له عين ولم يهدأ له بال وكان يبكي الامير هندي بكاءً شديدا .يبكيه وهو الفارس المغوار الذي راح دمه سدى فكيف يغفر لمن تغمست يداه بهذا الدم.


ولما وصلت الامير قصيدة الشاعر مهجج سمعها وارسل قصيدة اخرى الى البو سلطان يخاطب شاعرهم الذي عرف فيما بعد (مهجج) بلسان البو سطان وورث عنه هذا اللقب ابنه دفار ثم حفيده عبدالله.
لكن وللاسف الشديد انني لم احصل على هذه القصيدة ويبدو انها ضاعت من التاريخ وكم اتمنى ان احصل عليها وهنا دعوة لاي شخص يحتفظ بها ارسالها الى المنتدى.
وجاءت وعلى يد الرسول هذه القصيدة الضائعه الى البو سلطان والى الشاعر مهجج ويتضح من جواب مهجج له لاحقا انها كانت كالاولى واكثر شدة وقسوة واصرار وتعطش الى القتال.
فرد مهجج بقصيدة اخرى الى الامير وهذا نصها..
كلطت سبع ارجاب محيلات موكنات ما لبط بيهن جلين
وربعن برياض كفر الموسمات ولا دنن دارن ولا شربن عطين
وبضهورهن غلمان ما دانو ردات لكل منهم عالشدايد ملتكين
ونحروهن على دروب المعسرات تكول ريم ٍجفلوه الكانصين
يشبه الغيم النزل فوك الوطاة وربعن بارضه وحوش التايهين
والبدر لو شك بان له ضواة والكواكب حاليتله من يبين
ولا لكيت بحور تروي الضاميات ولا لكيت رياض تحيي البايدين
عكب وادي من يكود المزمنات وجدك بنى بيوت الهالكين
يامحفوظً بيك من راي الابهات ولا تشاور جاهل ٍكلبه ثخين
ولا تضن ان اللي يحاجونك رواة ولا تمشي بطنا الشمر اللعين
وروف حضك من حجايا المعطنات ولا رضى ربك بذبح المسلمين
احنا عشيره وبينا صاير شتات واخذ من عكلك وارض بين الاثنين
ولا تخلي الصفحتين مجدمات بالمضره يفرحون الشامتين
بالك ادك ذيله وراسه بالحياة ولاتضيع حكوك من بعض السنين
يطعنونك لو حصل بيك الهواة وهاي بيهم للجدود المغبرين
والفنون عز بيض محصنات سور عالي ما رموه الراميين
صلبوا مناتهم يوم الوغاة وضمهم لبعض الوكت يوفون دين
مزنه ورعيده تهز الوطاة وطلها يطلي بيوت الباينين
ان جان من كبلي تعدلك صفاة هاي سابج للجدود الماضيين
وهذي هديتي واصلتكم يا مناة يامهيل للضيوف الساريين
واليهدي بكه يرادله جزاة وانت عارف لا نشور الغانيين
وخاتم صلاتي على النبي بكثر الوطاة يشفعنا بيوم نغدي موزرين






وهنا وجه مهجج قصيدته الى الامير وادي وهو ابن عم سمرمد ويخبره بشان وساطة من من سبعة فرسان ترسلهم البو سلطان الى زبيد وانها مستعدة لتحمل دية المقتول وهؤلاء الوساطة هم من السادة القزاونه والسادة العواودة .
كما يشير الشاعر السلطاني الى حرمة دماء المسلمين وانه مهما حدث فالصلح سيد الاحكام ويحذره ممن يصطادون في الماء العكر والذين يريدون حربا لا تنتهي بين القبيلتين .
كما يخبره وبشيء من (الحسجه) انه بهذه الوساطه يهدي له هديه والهديه ترد باحسن منها والرد هنا بقبول الوساطه



فكيف ردت الامارة الزبيديه الهدية التي ارسلها البو سلطان( الوساطة )؟؟؟



يبدو ان الرد الذي ارسله بيت الامارة كان ذو شقين الاول رد سياسي شعري لم اتمكن من الحصول عليه الا ان فحواه وكما ذكر لي هو(ان البو سلطان ليست سوى ضيعة من ضياع زبيد وان اهلها ليسوا سوى _اجلكم الله_انعاما لا راعي لها سوى بيت الامارة وان هذه الانعام مصيرها اولا واخيرا هو الذبح )هذا فحوى الرسالة الشعريه التي بعثت الى البو سلطان.
اما الشق الاخر فكان عسكريا حيث ان بعض من فرسان زبيد اغاروا ليلا وبضربة سريعة على بعض بيوتات البو سلطان وسلبواها انعامها ونهبوا بيوتاتها.كما قتلوا وعلى مايروى ثلاثة رجال .وجعلوا نساءها يلطمن خدودهن مستغيثات .وتلك الفعلة كانت الشرارة الاولى للمعركة.


وكما انبرى شاعرنا _الذي وعلى الاقل انا شخصيا مدين له لقصائده الكبيرة _كما انبرى سابقا بقصائد الحكمة والموعضة ومحاولة اصلاح ذات بين القبيلتين نجده هذه المرة يكشف عن صلابة قبيلته وشجاعة رجالها ويحثهم على مقارعة من يحاول التطاول على حدودها والدفاع عن قيمها .فكانت قصيدته التي فيما يلي نصها ....


ياراجب ٍمنالكود حر من الحمر يمكن ينصاد وامه عالمحام
والركبهن لو ما تولم عالحذر ينزع من الكور كوس ٍمن سهام
ناكل كتاب ٍمرصع بالشذر ارصع من البيض فيها والزمام
من الفهيم بيوت مسطوره سطر سالمات من الفحش لفظ ٍتمام
مثل در ٍلكطوه من البحر حايشه الغاطوط من جعب الضلام
معزب الخطار لو زاد وكثر يضحك احجاجه لون جته لمام
من لفانه كتاب حجيك بالزجر ناجلين من الكرم عدل الكلام
اما بسردك بالحجي ماهو مضر بس دبينلي السبب شنهو المرام
ان جان ذبحت شيخنا ماهي بطر ذيج كل شيوخنا عند النظام
كيف ننسى البلحبس يشكي الضرر اللي بفنجانه انضرب بيه الكلام
والعفايف صبغن كلهن سمر خامشات اخدودهن خمش القلام
والجدايل جدعن سود وشكر مثل شرطان الذهب عالي المسام
والرباع مشيده راحن هجر لشاش معكطه حفظ الهوام
ماانت كوماني ولا بينك كسر ليش عزلت الحلال من الحرام
دم الغافر لو دما سوَا دمر ولا تصوب يدعي اليمه عدام
تشبهن بالشاة ياعالي الكدر كم فهد صدناه واخذناه بالوهام
كم مضيف ٍطاويينه من العصر ياما كضينا بالعدو وكت الجتام
ليه ادوس حدودنا ماحنا حضر شيالت الكلفات في يوم الوزام
اما باخذت الدار مابيها فخر ولالكم فعل ٍمضى وبيه اهتضام
هذي عساجر حدروها من مصر ماخذين ديار من كل الانام
شفتك اهلاً للمدح كلت وصكر ولو كمشت الذيب حطوله ابلام
بطل الحكام واتيك الضهر ولا تروح وتشتكي عند الروام
اتنطرك كل السنه وكل الشهر ولابد مناتيك يوم من الايام
لابد مناتيك ليله وانعبر بالجواسر مثل ساكات النعام
سايكينك مثل مسيوك الكفر حافضين مندبات على الدوام
ليا دوى بارودنا مثل المطر مثل غضبات المزن باول رحام
لو طركاعة ٍباول مطر لولزمزم تحدر من غمام
خيالنا ياشيخ جن شارب خمر واحنا الدوى الموصوف والداي السقام
احنا صهيلك ننشبك موتً حمر واحنا من الماضيه واحنا الهوام
واحنا السمندل اللي يفرخ بالجمر مناكل ولاهس بكرط العضام
احنا عمامك معرضين باول سطر مثل سندان التدنى للعدام
ازامطك باللي حداريهم كسر معانكين الخيل اهم من الهمام
اخاف يولونك ووليتهم كشر الهم كردٍ لاهسه بكرط العضام
يسائلني واساءله بليل ٍطويل ومايطيع احجايتي وينطي اهتمام
لولا الشاة يدنى للنحر ويضحي الذيب يتسرح بالغنام
وعلى جحيش نصير صفه وانعبر الله الله بيوم يشير من شاف الجتام
ولو خيروني من جهنم لي صكر لي سعر هبهب لتابوت اللئام
وان طعتني واخذتني ناصح نضر شيل للدجله ودورلك منام
والكصيد بلا فعل حجيٍٍٍ هذر دون ضرب السيف شبهات الطعام


من القراءه الاولى للقصيدة يذكر الشاعر السلطاني الامير الزبيدي بانه كان بقصائده التي مرت قد التزم اصول الشعر والكلام فكان يختار الكلمات ادق اختيار ويصف ذلك الاختيار بانه كاختيار الغواص لدرر البحر .
كما يذكره بالفعلة الشنعاء التي ارتكبها رجاله باغارتهم على بعض بيوتات البو سلطان ونهب وسلب اموالهم .
كما يذكر الامير بوصفه لالبو سلطان بالانعام ويخبره بان هذه الانعام صادت ما صادت من فهود زينت لها اوهامها افتراس تلك الانعام.(وبذلك يذكره بحادثة قتل هندي)
ثم يطرح السؤال التالي على الامير..
ليه ادوس احدودنا ما احنا حضر شيالة الكلفات في يوم الوزام


هذه القبيلة التي طالما قاتلت وسلبت واستولت على ارواح واموال الاخرين من يتجرأ ويسلبها مالها ويعتدي عليها
وان اليوم الذي سيقتص فيه البو سلطان من عدوهم لاتٍ وان مصيرمن اعتدى ان يساق كما تساق اسرى الكافرين.



كما يعود الشاعر لينصح عسى ان تنفع النصيحة الامير بان لهؤلاء الرجال سكاكين قد تعودت على تقطيع عظام الاعداء ودكها .وان لهم صبرا كصبر السمندل الذي يقلب به الجمر.
وان زحف هؤلاء الرجال سيكون على جثث اعداءهم .
وكانت النصيحة الاخيرة بان يعود من حيث اتى وليبتعد قدر الامكان الى دجلة .



الى هنا ننتهي من الجزء الاخير لحربية رشيد في اطارها السياسي والشعري ليبدأ الجانب العسكري لهذه الحربية


كما احب ان انوه الى ان هذه الاحداث كان الفضل الكبير بسردها هو لوالدي اطال الله عمره .


من الهوسات التي القاها مهاويل زبيد(للنجلة ونتباصر بيهم )وكانت تلك الهوسة ردا على الوساطات التي بعثها البو سلطان من السادة الاشراف .والنجلة مدينه تقع في السماوه.
اندلعت المعركة بين الطرفين صباحا وكان هناك حادثة احب ان ارويها هنا ..
كان سبعة رجال من البو عيسى اخوة واولاد عم لهم قد تلاقوا قبل المعركة وتكلموا فيما بينهم عما سيحدث في لقاء البو سلطان وزبيد ويبدوا ان الكلام قد زاد حدةً بينهم وكان كل واحد يقول للاخر (غدا يوم سيوف مو بارود ) فتزامطوا بينهم وكان كل منهم يقول للاخر (نتلاكة باجر ويبين الحجي والفعل).


فلما التقوا في اليوم الثاني ذكر كل واحد منهم الاخر بكلامه الذي قاله قبل يوم فما كان منهم الا وقد انقضوا كرجل واحد على زبيد وبالتحديد على الامير رشيد وابنه فلما راهم الامير وهم متجهين نحوة قال لفرسانه (سوولهم درب البو سلطان لسة يدزون سادة) ظانا منهم انهم وساطة لانهاء القتال .


فلما دنا الفرسان على الامير نضر بدربيله اليهم فوجدهم فرسان مقاتلين وليسوا وساطة .


ومن خلفهم انقض البو سلطان على زبيد .


فلما اصبح الامير تحت خط نار الفرسان السبعة اطلقوا النارعليه وكانت احدى الاطلاقات قد اصابت العبد الذي يمسك بلجام الخيل فالقته صريعا وهربت الخيل باتجاه جيش الامارة .
وماكان من الفرسان الا ان وصلوا الى الامير وابنه فلما ادرك الامير ان لا مناص ولا مهرب منهم قال لهم (يالبو سلطان اريد منكم الهادي للمظيف).
حيث انه ادرك ان القتل ما سيلقاه هو وابنه فاراد منهم ان يتركوا الهادي ولا يقتلوه .


فالتفت احد الفرسان الى الاخرين وكانه يسالهم عما يرون في طلب الامير .
فكان الرد منهم (كص راس وموت خبر)
فنزلوا عليه وقتلوه بالسيوف هو وابنه الهادي.


وبعد ان قتلوهم انقضوا مع ابناء عمهم من قبيلة البو سلطان على جيش الامارة الذي اهتز بقتل الامير وابنه وشاهدوا بام اعينهم الخيل التي للامير وابنه تجول في المعركة بدون فارس .
فكانت هذه الضربة الكبيرة معنويا لرجال الامارة سببا مباشرا لبداية التقهقر .
تذكر الروايات ان هؤلاء الفرسان السبعة قد قتل منهم ثلاثة فرسان وهم من عرفوا لاحقا بذوي القمصان الحمر.
كان الجو يومها عاصفا جدا ويروى ان العواصف الترابية ازدادت حتى ان الرجل لا يرى الذي بجانبه من شدة الغبار المتطاير .


ومما يذكر انه يروى ان العواصف التي ضربت زبيد كانت ردا لتهكمهم على الامام الحمزة بهوساتم ورميهم له بالالفاظ السيئة .
فتبعثر جيش الامارة شر تبعثر وكانت تلك الحادثة لا تخلو من ارادة عليا ارادت نصرا لطرف وهزيمة لطرف اخر.


وكان لاستبسال البو سلطان في هذه المعركة وصلابتهم وتكاتفهم في رد الاعتداء الذي احاق بهم يشهد له البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق واصبح يضرب به المثل في كل قبائل زبيد وكل القبائل الاخرى .


ولما قتل من قتل وهرب من هرب وبانت رايات النصر ترفرف على صدى هوسات البو سلطان ,تجمع البو سلطان وحملوا معهم جثتي الامير وابنه عائدين الى مظاربهم تستقبلهم زغاريد النساء .


تجمع البو سلطان في جلعة الشيخ نايف الجريان ووضعوا الجثث على التراب وهوسوا عليها


(يابيك مهنا بهالنومة)


(عالبيك وعمت عالهادي)


انتهت المعركة وبقت الجثث لدى البو سلطان وتدخل السادة من اجل تسليم الجثث لذويها فقبل البو سلطان بذلك لكن بشرط ان تسلم للسادة وحدهم وهم الذين يقومون بدفنها دون اعادتها الى زبيد .
فقبل السادة بذلك واخذوا الجثث ودفنوها بالنجف الاشرف دون ان تشيع من ديارها .



هنا ننتهي من هذه القصة التي وكما اسلفت رواها لي ابي على مضض ولكن تحت الحاحي .


ارجو انني لم اطل عليكم واذا كانت للبعض من حضراتكم معلومات اخرى ارجو كتابتها هنا لتبقى جزءأ من ارث قبيلتنا




كتبت هذه القصة لاعتزازي بها ولا اخفي اعجابي برجالها وخفت من يوم ياتي لا احد فيهمن ابناءنا يعرف تفاصيل هذه الملحمة .


واتمنى ان يزيد عليها كل شخص بما لديهمن معلومات ..


تقبلوا فائق احترامي لشخوصكم الكريمة ...


وعن قريبساقص عليكم قصة ترتبط بشكل كبير بتاريخ البو سلطان وهي قصة (علية) التي اصبحت لاحقارمزا لنخوة قسم كبير من عشائر البو سلطان...


وهنا دعوة لكل عشائر البو سلطان ومن يمثلوهم في هذا المنتدى الكريم لان يكتب كل منهم القصة التي استنبطت منها نخوتهم ..



ابومخلد سيف ال سدخان

ادارة الموقع
12-26-2010, 03:13 PM
تسلم ابو مخلد ونحن بانتظار قصة علية