المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متفرقات عن الزواج والنسب عند الحياة العشائرية والبدوية...



المحامي غسان ال سدخان
02-12-2011, 05:23 PM
http://islamroses.com/zeenah_images/besm4.gif


متفرقات عن الزواج والنسب عند الحياة العشائرية والبدوية...

http://www.iraqup.com/up/20100307/Of2xj-R77Q_771076123.jpg


مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها، وحوادث انتشارها، والاشارة الى بعض وقائعها، وهناك تنقل مستمر، وتحول دائم وراء الغزو، أو رعي الابل.. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة.. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة...

يستغرب الحضري، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد، ويجتاز الفيافي، يشاهد مقتنياته مثله، موافقة لحاجته، ولا تختلف عن حياته، أقوى منه وأصبر على المشاق، وهكذا ابنه وعشيره، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش، ويعلم مواطن مياهها وآبارها، والطاقة والصبر لها مدى..

الحياة البدوية خشنة جافة، ما أصعبها وأقواها، وأقسى مصابها، وأسوأ حالتها، وأنكى آلامها حينما تنقطع السبل في البدوي، حياة شظف، وعيشة عناء ومخاطر..! وهذه لم تكن كذلك دائماً، وإنما هناك أيام الربيع، وأيام الراحة، والطرب، ومجالس الأنس، وأوقات الغنائم... يتجول البدوي بين خمائل الأزهار، ويتحول من نفح وطيب، الى تضوع وروائح... ويتمنى أن لو دام، وبقي هو وعشيره يرعيان البهم يردد معنى ما يقوله الشاعر:

فيا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما ربي فلا يريان


ربيع جميل، وخير متدفق، زائد عن الحاجة، ورخاء ونعيم، لا يعوزه الا الدوام ، والغنى الوافر، والأمن الدائب، والقوة المنيعة... وهناك الحياة الطيبة، والعيشة الراضية، والأمل الكبير، والعمر الطويل...



الزواج – النسب

من سمر البادية، ومن اكثرما يلهج به البدوي اختيار الزوجة، ومراعاة آصلها، وطيب نجارها، وعراقة نسبها، وهي عونه في حياته، أو شقاؤه ومذلته،ويلهج العربي بقوله (العرق دساس)، و (ثلثا الولد لخاله)، و (دور علي المنسب ترى الخال جرارّ)، و (بنت الذلول ذلول)... وكلها تدعو الى لزوم التحري عن الزوجة اللائقة... وأساساً ان الزوجة ليست بضاعة تشترى أو تباع، وتتداولها الايدي... والقوم اذا راوا أدنى عيب في القبيلة يتوقون من الاتصال بها،ويتباعدون خشية ان يدس العرق، واذا كان المخول رديئاً نراهم يتباعدون حذر ان يتورث عرق الخؤولة... وهكذا الوراثة مرعية عندهم في الخيل والابل... وفي الوقت نفسه يحضون على اخذ النساء والاكثار منهن ليكون للمرء اولاد يكيد بهم اعداءه، ويقهر منافسيه... فيقولون: خوذ من النسا وجيد العدا (خذ من النساء وكد الاعداء)... ولا يحصى القول في هذا الموضوع.



اختيار النسب - الحب

عوائد القوم في الزواج مقرونة بتقاليد لم يكن اساسها الجمال وحده كما أن الاختلاط واتصال الجنسين معروف في البدو، ويراعى اختيار الوالدين في انتخاب الزوجة... وللتودد دخل، وأصله الرغبة الخالصة ومثل هذا ليس بالقليل، وقد يجتمع الأمران...

إن الضرورة أو الحاجة تدعو الى الاتصال الدائم والاختلاط المستمر سواء في حلهم وترحالهم... وفي الأفراح والأعراس يختلط القوم ويشتركون جميعاً وهم في هذه الحالة بمنزلة عائلة واحدة... وكذا الأمور التي تجلب السخط، والزرايا العامة، والمصائب الطارئة... اثناء الغزو وهجوم الأعداء، أو موت عزيز أو قتله...
ومن ثم نرى التكاتف، والتأثر بما يحدث مما يؤدي الى هذا الاختلاط نوعاً ومثله الجيرة، والقربى، والمجالس المعروفة بالدواوين، بل وسكنى الخيام...

كل هذه من دواعي التحابب والتقرب في الزواج، ولكن ذلك كله محاط بسياجات قوية من عفاف، وخوف هما نتيجة تقاليد موروثة مثل النهوة من الأقارب مما لم يبق أملاً في العشق والحب أو الرغبة وإلا عرض المرء نفسه لأخطار قد تشترك فيها جميع افراد القبيلة بالتناطح والتطاحن وتحول دون الرغبة في الزواج. وفي هذا يراعى رغبة الزوجة فاذا قالت انا باغيته، أو أنا ما باغيته فلا يخالفون ذلك، وغالباً ما تلاحظ الزوجة الشجاعة وحسن السمعة والكرم وسائر الصفات المرغوب فيها...

كل هذا لا يمنع أن ينتقى النسب الصالح ويغالى فيه والتحوطات لها مكانتها مما تجب مراعاته في الغالب؛ والمرأة إذا لم تقبل بواحد ورفضته فلا يتقدم عليها أو يأنف قربها بعد أن تعلن أنها راغبة عنه... وكذلك هو لا يتصل بها وان ملكت جمال العالم وكان نسبها خلل، أو في أصلها عذروبة (علة) كما يقولون...



المهر - الحداد

يلاحظ في الزواج انه تابع للرضى، ومقدار المهر مختلف جداً، والزوجة لها مهر يقال له (هفيان)، أو (الهافي) وهذا تستحقه بالزواج، ومهر آخر يقال له (النميان) وهذا عند النزاع والتفاخت (الطلاق) يعاد الى الزوج وأكثر ما يتوضح في قضايا صليب...

وهناك شيء شبيه بالنهوة وهو أن الزوجة إذا لم تأتلف مع زوجها، ناصرها أقاربها في تقوية هذا الخلاف وتفاختوا (تطالقوا)، ولكنه في الأثناء قد يشعر الزوج بان في ذلك تدخلاً، وان هناك من يرغب في التزوج بها بعد طلاقها... وحينئذ يستعمل الزوج حق (الحداد). وهذا الحق هو أن ينهى الزوج أولئك المشتبه بهم فيهم في التزوج بها بعده، ينذر أولياء الزوجة فينهاهم بمحضر شهود وينهي المشتبه فيهم، ومن ثم تكون له المطالبة بهذا الحق عند حصول الزواج بعد الفراق وهذا محدد في التزوج بمن عينهم خاصة...


دمتم بود
المحامي غسان ال سدخان

سالم الهزاع
02-12-2011, 06:38 PM
حياك الله ابن العم غسان ال سدخان مشكور على ما قدمت

المحامي سيف ال سدخان
02-13-2011, 06:32 PM
حيا الله ابن العم والاخ غسان تحياتي لك وللاهل جميعا ......موضوع رائع مشكور وننتضر منك المزيد....

السلام والتحايا موصولة لابن العم العزيز استاذ علي (ابو حسن)

المحامي غسان ال سدخان
02-20-2011, 06:29 PM
سالم الهزاع..
شكرا لجميل مرورك هنا
تحياتي لك

المحامي غسان ال سدخان
02-20-2011, 06:31 PM
ابن العم الغالي ابو مخلد..
شكرا لك من صميم قلبي لجميل تواجدك هنا..
تحياتي لك وللاهل