سالم الهزاع
02-18-2011, 10:55 AM
صاحب التوسع العسكري والإمبراطوري للقوى العالمية في مختلف الحقب توسع ثقافي
وأدبي، ليحملا هذين التوسعين في جعبتهما قائمة طويلة من عوامل التأثير والتغيير. ولقد فُرض
إنتشارهما رغم أنف المقاومة الثقافية الوطنية التي ترفض إستسلام وإنسلاخ هويتها وإستبدالها
بهوية الغزاة كما حدث في الهند حينما فُرض على المؤسسات التعليمية إدخال اللغة الإنجليزية
كجزء من الهوية التعليمية وليست كمادة لغوية ومعرفية! والأمر ذاته حدث في جنوب إفريقيا
ومعظم البلدان التي سقطت تحت قبضة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، بريطانيا، أو في
فترة الهمينة الأمريكية التي فرضت مخالبها على دول العالم من خلال الإمبريالية الصناعية
والتجارية والسياسية. إن الإمبريالية المعتدلة في الجوانب الثقافية ليست مرفوضة ولا تصنف على
أنها محاولة إستبدال هوية مكان الهوية الأم، فالتبادل الأدبي والثقافي كانا وسيلتين لتجسير
العلاقات بين الحضارات والأمم، كما ساهما في تقوية الروابط الإنسانية وتخفيف أثر الإنطواء
الثقافي. ولقد أدت الصورة السوداوية عن الإمبريالية المتطرفة إلى التجوس خيفة من أي محاولة
إستطلاع في عوالم الأمم الأخرى، فالإمبريالية المتطرفة هي فكرة إزالة الأخر في كافة الأصعدة
وتحويل أفراده من أمة مستقلة في كينونتها المعرفية والثقافية إلى جزء من هوية وثقافة الدولة
الإمبريالية المتطرفة. كما أن لدور العسكري الغاشم الذي يمهد للإمبريالية الثقافية دور سيء
في رسم الصورة لدى الشعوب المٌحتلة. أسدت الإمبريالية، بصورتيها المعتدلة والمتطرفة، خدمة
عظيمة للأدب الإنجليزي فمنذ الثورة الصناعية وما واكبتها من إنتاج ضخم في الأعمال الأدبية أو
ما تلتها في العصر الفكتوري ومرحلة النضوج الأدبي ومحاولة الخروج من دائرة المدرسة
الكلاسيكية إلى المدارس التجديدية جٌلها ساعدت في الترويج لهذا الأدب. كانت هناك منافسة
فرنسية لإنتشار الأدب الإنجليزي لكنها مٌنيت بالفشل بسبب غياب الإستقرار السياسي داخل
الإمبريالية الفرنسية مما انعكس على المشروع الأدبي والثقافي. وفي أعقاب الحرب العالمية
الثانية شكلت الإمبريالية الأمريكية منافس للأدب الأنجليزي البريطاني فالكثير من جذور الأدب
الإنجليزي يعود إلى شعراء ورواة ذو أصول بريطانية واسكتولندية ولم يستطع الأدب الإنجليزي
الأمريكي أن يقلص تفوق البريطانيين على الأمريكيين من حيث غزارة الإنتاج الأدبي وعمقه
وإرتفاع منسوب الحس والمهارات الفنية لدى الأدباء البريطانيين إلا من خلال تسمين إصدارات
كتابه ومنح الكثير منهم الجوائز العالمية، رغم إستحقاق البعض منهم لها، وإجبار العالم، إكراها
أو رغبة، في تذوقها وهذه إمبريالية أدبية تحسب لسيدة أمريكا دون غيرها من الدول ذات المشاريع
الإمبريالية. إن صيت وإنتشار وليام شكسبير وتشارلز ديكنيز وجورج برناردشو وارنست همنجواي
وإيملي ديكنسون أوسع بكثير من أي شاعر أو أديب في العالم بأسره ولا نستبعد أن يكون حتى في
أوطان ذات شعراء عظام وكل هذا بفضل الإمبريالية، فهناك أدباء غير ناطقين باللغة الأنجليزية لا
تقل كفاءتهم الأدبية عن هذه الأسماء إلا أن الإمبريالية لم تضعهم تحت الشمس في كل بقعة من
هذا الكون الفسيح بكل مصادره الأدبية والثقافية والمعرفية.
هذه القراءة ترجمة من مقال كتبته في اللغة الإنجليزية بعنوان:
("The Role of Imperialism In Spreading of English Literature")
وأدبي، ليحملا هذين التوسعين في جعبتهما قائمة طويلة من عوامل التأثير والتغيير. ولقد فُرض
إنتشارهما رغم أنف المقاومة الثقافية الوطنية التي ترفض إستسلام وإنسلاخ هويتها وإستبدالها
بهوية الغزاة كما حدث في الهند حينما فُرض على المؤسسات التعليمية إدخال اللغة الإنجليزية
كجزء من الهوية التعليمية وليست كمادة لغوية ومعرفية! والأمر ذاته حدث في جنوب إفريقيا
ومعظم البلدان التي سقطت تحت قبضة الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، بريطانيا، أو في
فترة الهمينة الأمريكية التي فرضت مخالبها على دول العالم من خلال الإمبريالية الصناعية
والتجارية والسياسية. إن الإمبريالية المعتدلة في الجوانب الثقافية ليست مرفوضة ولا تصنف على
أنها محاولة إستبدال هوية مكان الهوية الأم، فالتبادل الأدبي والثقافي كانا وسيلتين لتجسير
العلاقات بين الحضارات والأمم، كما ساهما في تقوية الروابط الإنسانية وتخفيف أثر الإنطواء
الثقافي. ولقد أدت الصورة السوداوية عن الإمبريالية المتطرفة إلى التجوس خيفة من أي محاولة
إستطلاع في عوالم الأمم الأخرى، فالإمبريالية المتطرفة هي فكرة إزالة الأخر في كافة الأصعدة
وتحويل أفراده من أمة مستقلة في كينونتها المعرفية والثقافية إلى جزء من هوية وثقافة الدولة
الإمبريالية المتطرفة. كما أن لدور العسكري الغاشم الذي يمهد للإمبريالية الثقافية دور سيء
في رسم الصورة لدى الشعوب المٌحتلة. أسدت الإمبريالية، بصورتيها المعتدلة والمتطرفة، خدمة
عظيمة للأدب الإنجليزي فمنذ الثورة الصناعية وما واكبتها من إنتاج ضخم في الأعمال الأدبية أو
ما تلتها في العصر الفكتوري ومرحلة النضوج الأدبي ومحاولة الخروج من دائرة المدرسة
الكلاسيكية إلى المدارس التجديدية جٌلها ساعدت في الترويج لهذا الأدب. كانت هناك منافسة
فرنسية لإنتشار الأدب الإنجليزي لكنها مٌنيت بالفشل بسبب غياب الإستقرار السياسي داخل
الإمبريالية الفرنسية مما انعكس على المشروع الأدبي والثقافي. وفي أعقاب الحرب العالمية
الثانية شكلت الإمبريالية الأمريكية منافس للأدب الأنجليزي البريطاني فالكثير من جذور الأدب
الإنجليزي يعود إلى شعراء ورواة ذو أصول بريطانية واسكتولندية ولم يستطع الأدب الإنجليزي
الأمريكي أن يقلص تفوق البريطانيين على الأمريكيين من حيث غزارة الإنتاج الأدبي وعمقه
وإرتفاع منسوب الحس والمهارات الفنية لدى الأدباء البريطانيين إلا من خلال تسمين إصدارات
كتابه ومنح الكثير منهم الجوائز العالمية، رغم إستحقاق البعض منهم لها، وإجبار العالم، إكراها
أو رغبة، في تذوقها وهذه إمبريالية أدبية تحسب لسيدة أمريكا دون غيرها من الدول ذات المشاريع
الإمبريالية. إن صيت وإنتشار وليام شكسبير وتشارلز ديكنيز وجورج برناردشو وارنست همنجواي
وإيملي ديكنسون أوسع بكثير من أي شاعر أو أديب في العالم بأسره ولا نستبعد أن يكون حتى في
أوطان ذات شعراء عظام وكل هذا بفضل الإمبريالية، فهناك أدباء غير ناطقين باللغة الأنجليزية لا
تقل كفاءتهم الأدبية عن هذه الأسماء إلا أن الإمبريالية لم تضعهم تحت الشمس في كل بقعة من
هذا الكون الفسيح بكل مصادره الأدبية والثقافية والمعرفية.
هذه القراءة ترجمة من مقال كتبته في اللغة الإنجليزية بعنوان:
("The Role of Imperialism In Spreading of English Literature")