المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القذافي...وليبيا....اين المنتهى؟؟؟



المحامي غسان ال سدخان
03-02-2011, 06:19 PM
وأنا متابع لإخبار انتفاضة الشعب الليبي هذه الأيام العصيبة ، انتابني قلق ، وهزني رعب المشاهد المتسربة للقتلى والخراب ، و حجم الدمار الفضيع للبلاد ، والتي يقترفها نظام ليبيا بمرآى ومسمع المجتمع العربي والدولي والإنساني ؟! .
لماذا هذا الدمار والقتل المفجع للشعب ؟ لماذا تخريب البلاد ودفعها إلى أتون الحرب الأهلية ؟ لماذا تهديد وتخويف وترعيب ( سيف القذافي ) لليبيين بقوله ( إما القذافي ، وإما نارا تلضى ، وفوضى ، وحرب أهلية ، وعودة استعمار ، وحرق لأبار النفط ، وعودة بالبلاد إلى الصفر ؟ ) .
** لماذا يا قذافي ......؟!
لماذا تسخير الجيش (بفيلقه الإفريقي ) المستأجر ، وترويض أصحاب القبعات الصفر ، ودفع رماة المدفع بقصف الأهالي العزل، في بنغازي والبيضاء وطرابلس ، لماذا الطائرات والمدفع ضد المدنيين العزل ؟ لماذا هذا الحصار الإعلامي ؟ لماذا القتل في الظلام ؟ بلا شهود إثبات ولا بصمات ؟ لماذا الترهيب على الشعب بمختلف أساليب الترويع ؟ولماذا خلق الفتنة بين المعارض والمقارع ، وبين قبائل العرب والبربر ؟ لماذا التلويح بتقسيم ليبيا إلى دول ، ولماذا ترويع الغرب بعبع الإسلام السياسي ،ومعاداة ثوار تونس ومصر والعرب ؟
**إما قذافي ....وإما فناء ؟!
كل هذه العبقرية (القذافية) سُخرت لمصلحة شخص وحيد ، منه وإليه ، فهو قطب الحدث والحديث ، والجوهر الفرد ، وهو أمين القومية العربية ، والزعيم ، وعميد حكام العرب ، وملك ملوك إفريقيا وشاه شاهيها ، و(أمغار) الطوارق ، وقائد فحل للقيادة الشعبية الإسلامية ، وأمير المسلمين جميعهم ، وقد يكون مثيلا ( لصدام حسين) في حمل الألقاب التسع والستين (69) التي ُوجدت منقوشة بخط الثلث المزخرف في معظم قصوره بالعراق ، وهو الذي لخص كاريزميته في قمة الدوحة قائلا: [أنا قائد أممي ، وعميد الحكام العرب ،وملك ملوك أفريقيا ،وإمام المسلمين]. وقد يجرده شعبه هذه الأيام الألقاب جميعها ويقول له (...أف لك ؟! ما أكثر أسمائك وما أقل قيمتك.) ، أو يصارحه بقوله ( لولانا لما كنت أصلا).
** ليبيا أنا ؟.... وأنا ليبيا ؟!.
هذا النوع البشري النرجسي ، الذي بنى وشكل نرجسيته ، وطاغوته وغوغاءه ، وصاديته على خلفية سذاجة شعب مؤمن ، متسامح ، لكنه بصفات مازوخية مرعبة تجلت في قبول حكم مستبد بصفات ليس من شيم الليبيين ، ولا من معتقدهم الإسلامي السمح ، وقد سبق للرئيس الفرنسي أن تقمص وطنه بقوله ( أنا فرنسا ، وفرنسا أنا ) إلا أنه تخلى عن الحكم بسلاسة وطواعية ، وتنحى عن الحكم نهائيا بعد انتفاضة الطلبة في الضواحي الباريسية عام 1968 .
هذا القذافي الذي بدد المال العام ، وغدا أضحوكة في المحافل الدولية ، وهو يصنعُ بجهله ( وبخيمته ) وبنفسه ما لا يصنعُ العدو بعدوه ، هذا المتخلف الجاهل المجنون الذي أشبع الناس ضحكا وسخرية وتنكيتا ، هذا المجنون بعظمته ، والمتلذذ بسماع الألقاب والشعارات الزائفة الكاذبة المتملقة ، وعيب الشعب الليبي هو صبره لأربعة عقود كاملة على هذا الأجلف الذي أساء لهم ولشعوب المغرب الكبير جميعها .
** الشعوب هي التي تصنعُ حكامها .
هذا النموذج البشري ترعرع ونما لوجود تربة خصبة شجعته وأهلته لتبوء هذه المكانه التي بلغها ، وهذه التربة الخصبة هي ( المجتمع الليبي) التي أعانته على بلوغ منتهى العظمة الفاسدة ، ومنتهى العنجهية الكاذبة ، فلولا الشعوب الخانعة الذليلة لما كانت هذه النماذج المفلسة التي تتنكر لشعبها وتوجه إليه فوهات المدافع وقنابل الطائرات المحرقة وبمليشيات مرتزقة مجلوبة من الخارج ، لا لشيء سوى انه قال ( كفى) ، وتُغتال الناس جهارا أيام الحرب والسلم ، ويقتل الأبرياء بلا محاكمة ، فنحن معشر الشعوب السبب الرئيس فيما حدث ، لأننا تساهلنا في تكوين ونشوء هذه النماذج التي مثلتنا ردحا من الأزمان ، فلو أننا ساهمنا في خلق آليات حكم صالحة ، تجعل الحكم في أيدي الشعب عبر ممثليه في إطار ديمقراطي شفاف ، يجعل من فصل السلطات فيصلا مستحكما ، لما وصلنا إلى ما وصل إليه أشقاؤنا في ليبيا اليوم ، وقد نطل عليه غدا ، لأن الحاصدَ لا يحصدُ إلا ما زرع ، وقد يكون رأي جمال الدين الأفغاني ( كما كنتم يولى عليكم ) أكثرمصداقية من غيره ، وما يقع حاليا في ليبيا على يد النظام ،يمكن أن ُيستنسخ مجددا بالمثل أو أشد في الجزائر، والمغرب ، وسوريا ، والسعودية ، وفي كل البلدان العربية ، لأن أنظمتنا شمولية مستعدة للمفسدة ولسان حالها يقول : ( إما أنا ... وإما فناء وآخرة .)
**حتى لا تتكرر المآسي والفواجع .
واجبنا بعد تطهير دولنا من فيروس الحكم الشمولي ، والقضاء النهائي على النظم الفاسد ة ، واجتثاث رموزها وجذورها بإقامة دول حديثة بدساتير محكمة توزع السلط ،وتحد من الإستبداد والفساد ، وتُحجم قدر الإمكان من سلطة الرئيس أوالملك ، باعتماد آليات النظام البرلماني على أوسع نطاق ، ووضع قيود ضامنة كفيلة بعد م تكرار الفواجع ، و ضمان عودة النظم الإستبدادية إلى دولنا ، التي أذاقت شعوبنا صنوف المذلة والهوان لسنين طوال ،وألبستنا لبوس الخنوع على الدوام .


كان هنا
المحامي غسان ال سدخان

المحامي سيف ال سدخان
03-02-2011, 07:05 PM
شكرا لاطلالتك علينا بين الفينة والاخرى ابن عمي العزيز .....غسان السدخان

سالم الهزاع
03-02-2011, 07:26 PM
اشكرك اخي غسان على هذا الموضوع الذي ينبع من حرية القلم وصاحب القلم

ادارة الموقع
03-02-2011, 07:52 PM
تعيش يا غسان أحسنت بما خطت يداك

المحامي غسان ال سدخان
03-20-2011, 05:04 PM
شكرا لكم احبتي لجميل مروركم هنا.........