المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احفاد عمر المختار



ادارة الموقع
03-04-2011, 06:36 PM
http://i117.photobucket.com/albums/o71/swed680/OmarAlmukhtar1.jpg


من العوامل المهمة وراء اشتعال الثورة المصرية العظيمة أنّ الشباب المصري أحسن استقبال الثورة التونسية، وأحسن التفاعل معها والتأثر بها، وشعر هؤلاء الشباب أنّه من غير المقبول أن يتحرك الشعب التونسي؛ بينما الشعب المصري الكبير والضارب بعمق في التاريخ والحضارة يقف دون حراك.

ولأنّ موقع ليبيا جغرافيًا بين تونس ومصر، فقد استحضر الليبيون كل مقومات شخصيتهم الحضارية والتاريخية وأحسنوا استقبال المؤثرات الثورية القادمة لهم من تونس ومصر، وفي لحظة تاريخية فارقة أزاحوا كل عوامل الخوف والسلبية والتردد ونحوها جانبًا، وفي توقيت واحد قرروا إحياء تراث البطل عمر المختار، وكما وقف هذا الرمز الشامخ أمام جبروت الاحتلال الإيطالي في عز قوة إيطاليا الاستعمارية ليقود الإباء الليبي في رفض الظلم والاحتلال، يقف اليوم الليبيون عن بكرة أبيهم وبلا قيادة موحدة ضد ظلم هذا الحاكم، الذي لم يشهد التاريخ له مثيلاً في الشذوذ الفكري والسياسي، بل وفي شذوذ الشكل والروح.

وإذا كنا لا نستطيع التقليل أبدًا من قيمة وأهمية الثورتين التونسية والمصرية، إلا إنّنا نتصور أن الثورة الليبية إذا كتب الله لها النجاح ربما تكون في كثير من جوانبها أصعب من هاتين الثورتين العظيمتين. ووجه الصعوبة هو أن المجتمعين التونسي والمصري رغم كل جبروت ابن علي ومبارك وتفكيكهما للمجتمع المدني .. إلا إن المجتمع من الداخل كان ما يزال به بقية حياة وبقية حرية فردية ولم نعدم وجود معارضة وإن كانت قليلة، لكن ما فعله القذافي في المجتمع الليبي وفي تدمير هياكله كان غير مسبوق في وحشيته وفي إجرامه.

ولعلنا نستطيع أن نأخذ حجم الليبيين الذين هربوا من هذا الجحيم وتفرقوا في أنحاء العالم كمقياس لحجم البطش والتنكيل وخنق المجتمع، فرغم جبروت نظامي ابن علي ومبارك إلا إن غالبية المعارضين لهما كانوا موجودين في الداخل ولم يرحلوا لأسباب سياسية، وإنما قد يكون الرحيل والهجرة لأسباب اقتصادية، أما أعداد الليبيين الذين فروا من ليبيا لأسباب الاضطهاد السياسي فإنها أعداد ضخمة.

إذا كان جبروت نظامي ابن علي ومبارك معروفًا في مجال سحق المعارضين وقتلهم إما بإطلاق النار الحي في الشوارع أو بالإعدام بالمحاكم غير الشرعية أو القتل في السجون بالتعذيب والسم .. الخ، فإن جبروت القذافي أبشع وأكبر، ويكفي للتدليل على ذلك أنه قصف مراكز الجماعة الإسلامية بالجبل الأخضر عام 1996م بالنابالم والأسلحة الكيماوية وقتل 1200 من أعضاء الجماعة في يوم واحد.

ومن هنا تأتي صعوبة قرار الثورة، فكل ليبي اتخذ قرار الخروج ضد هذا الديكتاتور الفاسد المجرم هو بطل بكل معنى الكلمة، وهو حفيد حقيقي لعمر المختار، لأنه يدرك خطورة هذا القرار، وما يؤكد ذلك أن آلة القمع والتنكيل التي واجه بها نظام القذافي ثورة الشعب الليبي العظيمة كانت غير مسبوقة في إجرامها، فالمواجهة لم تكن بالدروع والعصي وخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيّل للدموع .. أولاً قبل أن تتطور للرصاص المطاطي .. ثم يتم اللجوء في آخر المطاف للرصاص الحي، ولكن نظام القذافي المجرم حدد المواجهة منذ اللحظة الأولى وهي الضرب ليس بالرصاص الحي فقط بل بالرشاشات وقذائف آر بي جي بل وبالطائرات المقاتلة ومدافع الدبابات والمدافع الميدانية التي تتسلح بها الجيوش في ميادين القتال والمعارك، لقد حول القذافي كل شوارع ليبيا إلى ساحات حرب حقيقية يستخدم فيها أسلحة الحروب الثقيلة ضد مواطنين عزل لا يحملون في يدهم إلا اللافتات ولا ينطقون إلا بالشعارات.

لقد كنت مشفقًا ألا تستمر المظاهرات أو أن يقل زخمها بما يعني إمكانية نجاح النظام في تفريقها، ولكن أثبت الشعب الليبي أنه قد وعى الدرس التونسي والمصري، وأثبت الليبيون أنهم يملكون النفس الطويل وهو أمضى سلاح في الثورات، ويومًا بعد يوم تنجح الثورة الليبية العظيمة في تأكيد مكاسبها على الأرض، ويتسع نطاقها وأعداد المشاركين فيها كل يوم، وإذا كان يوم الجمعة 28 يناير هو أهم أيام الثورة المصرية حيث شهد هذا اليوم انهيار الأمن المركزي أمام صدور الشباب العارية، فإن معارك السيطرة على بنغازي ستكون هي مفتاح انتصار الثورة الليبية التي انطلقت في 17 فبراير 2011م.

ويبدو أنه من سنن الله الكونية أنه كلما كان النظام الديكتاتوري أكثر قمعًا وعنفًا وتترسًا في مواجهة مواطنيه، كلما كان أكثر هشاشة وأسرع في الانهيار أمام جحافل الجماهير التي تملأ الشوارع. فقد كان نظام مبارك أكثر عنفًا وقمعًا من نظام ابن علي .. ومع ذلك كان أسرع انهيارًا منه .. ونظام القذافي أعتى من الاثنين في القمع والإرهاب ولذلك فسوف يكون أسرع منهما انهيارًا بإذن الله.

الثورة المصرية كانت منقولة للعالم على الهواء مباشرة بالصوت والصورة بكل الملامح والتفاصيل، واستطاع الإعلام تغطية الثورة التونسية بشكل جيد، أما تغطية الثورة الليبية وتوثيق جرائم النظام في قمعها فإنه أمر شديد الصعوبة، فلا وجود لوسائل الإعلام العالمية، وممنوع وجود المراسلين الأجانب، ويحظر على أي مراسل التعامل مع الفضائيات ووكالات الأنباء العربية والعالمية، ولا يوجد إلا الإعلام الحكومي الناطق باسم النظام المجرم كمصدر وحيد للمعلومات التي تخرج كاذبة ومشوهة، في ظل حجب كامل للإنترنت ووسائل الاتصال، ولكن مع ذلك استطاع الناس بهواتفهم المحمولة أن يوثقوا يوميات الثورة وأحداثها وأن ينقلوا للعالم الحقيقة.

نظام القذافي القمعي ما زال يعيش خارج التاريخ، ويبدو أنه يحب ذلك ويجيده، فإذا كان رئيسه يصطحب معه خيمته أينما سافر ومعها الجمال والخيول، فإنه إلى الآن لا يستطيع أن يدرك أن العالم يتغير، ويبدو أنه بعد أن نجح في أن يبقى في الحكم 42 سنة، أصبح مقتنعًا بأن بإمكانه تجميد عجلة التاريخ والتحكم فيها، فهو لا يصدق أنه يمكن أن يطاح به مهانًا كما حدث لجاريه ابن علي ومبارك، فهو أطول منهما عمرًا في الحكم، وأكثر منهما إجرامًا وعنفًا وقمعًا، ولذلك فهو يرى أن ليبيا ليست تونس أو مصر، وهو ما ردده قبله أركان النظام المصري بأن مصر ليست تونس، ولكن أثبتت الأيام أن الصلة قوية وأن الرابط واحد وأن الظروف العربية شديدة التشابه.

جريمة القذافي في حق الشعب الليبي أكبر من جريمة جاريه الساقطين، فموارد تونس ومصر محدودة، وعدد المصريين مثلاً في ظل محدودية الموارد أضعاف عدد الشعب الليبي، ومع ذلك فإن هذا الديكتاتور أهدر موارد الليبيين التي تزيد عن 200 مليار دولار من الفوائض المالية النفطية، علاوة على خمسين مليار دولار تدخل الخزينة الليبية سنويًا، ومع هذا لم يشعر الليبيون ببرامج تنمية ولم يرتفع مستوى معيشتهم ولم يحصلوا على خدمات صحية متميزة ولا يمتلكون مدارس وجامعات جيدة .. الخ، لأن الديكتاتور لم يكن مشغولاً بتنمية بلاده، إنما كان مشغولاً طوال الوقت بمشاريعه ومغامراته الفاشلة، وأقلها دفع مليارات الدولارات تعويضًا للغرب عن أفعاله الصبيانية، ولو أنه انشغل بتنمية المجتمع والدولة الليبية لأصبحت بلاده تنافس أرقى وأعظم البلدان.

ولأن نظام القذافي يعيش خارج التاريخ فقد اعتقد أن قتل المتظاهرين هو الحل الوحيد لإنهاء الثورة واستمراره في الحكم، وفاته أن هذه المجازر اليومية التي يرتكبها تزيد إصرار الناس على الثأر وتزيد من تصميمهم على الاستمرار، فكل ليبي أصبح لديه دافعًا لرفض هذا النظام القمعي، وكل مجزرة يرتكبها النظام تعمق من القبر الذي تحفره الثورة للديكتاتور.

إذا كان القذافي قد راهن على أن الحل هو في المرتزقة الأفارقة الذين جندهم بأموال الشعب الليبي من كل أنحاء إفريقيا، حتى يضمن ولاءهم له فقط وحتى يضمن أنهم لا يمكن أن ينضموا في يوم من الأيام للشعب، فقد فاته أن الثورة حينما تشتد لا يقف أمامها شيء، فها هم المرتزقة يتساقطون كالعصافير في قبضة الثوار. ويبدو أن القذافي كان على حق في هذه النقطة .. فقد كان يخاف من الليبيين، ولذلك لم يهتم بتكوين جيش وطني خوفًا من أن يصبح ولاؤه للشعب الليبي، ولم يعتمد على الليبيين بشكل أساسي في تكوين قوى الأمن، هذا الخوف كان في محله .. فالصاعقة تنضم إلى المتظاهرين في بنغازي وتقود معركة تحرير المدينة، ووحدات متعددة ومختلفة من الجيش تنضم إلى الثوار، وقادة كبارًا ينشقون يوميًا وينضمون بكتائبهم للثورة المباركة، والصحيح أن هذه الكتائب والوحدات لا تسقط في يد الثوار نتيجة حصار أو معارك وإنما تنضم للثوار بإرادتها الحرة، والانشقاقات واسعة بالكتائب الأمنية التي تنضم أيضًا إلى الثورة، فضلاً عن السياسيين والسفراء الذين يستقيلون وينضمون للثوار كل ساعة.

محافظة الثورة على زخمها هو عامل النصر المهم والأساسي، ومن زخم الثورة الليبية أن العامل القبلي الذي كان يراهن عليه القذافي في تثبيت حكمه سوف يكون هو العامل الأساسي في تفكيك هذا الحكم. فقد انضمت إلى الثورة قبيلة ورفله أكبر قبائل المنطقة الغربية، مما يقلب الموازين لصالح الثورة ويعجل بسقوط نظام الديكتاتور، لما لهذه القبيلة من تأثير لكثرة عددها وأهميتها التاريخية. وانضمت للثورة أيضًا قبائل الطوارق في الجنوب، وسوف يكون الانضمام المنتظر لقبائل المقارحة والعبيدات والزنتان وغيرها إلى الثورة قوة جديدة نتمنى أن تحدث في الساعات القادمة.

إزاء ثورة الشعب الليبي العظيمة لم يجد هذا الحاكم المجرم إلا أن يواجه الليبيين العزل بالقصف الجوي والمدفعي، وهذه جريمة لم نسمع عنها على مدار التاريخ، وهذا يؤكد أن هذا المجرم على استعداد لقتل الشعب الليبي كله في سبيل أن يحافظ على عرشه المهتز.

ولم يلجأ النظام إلى هذه الجريمة إلا بعد أن تصاعدت المظاهرات المطالبة بإسقاط الديكتاتور وبعد أن عمت العاصمة الليبية طرابلس، وبعد تمكن المتظاهرون من اقتحام مبنى التلفزيون الرسمي، وإحراقهم عددًا من المباني الحكومية.

وإذا كان الساقطان ابن علي ومبارك قد خرجا لتهدئة الثورة في بلديهما بخطابات التفافية متتالية، فإن القذافي اختفى كالفئران ولم نسمعه، ووكل عنه ابنه سيف الإسلام ليوجه خطابًا فاشلاً يتحدث فيه عن عدد من الإصلاحات لتهدئة الاحتجاجات ومحذرًا من تحول الاحتجاجات إلى حرب أهلية ومن خطر تقسيم البلاد إلى عدة ولايات، وواصفًا المتظاهرين بأنهم بلطجية ومتعاطي مخدرات، وأن هناك عناصر عربية "مندسة" ولها أجندات مشبوهة.

وهكذا فإن مفاهيم وخطط الحكام الديكتاتوريين الفاشلين واحدة، وكلامهم واحد، وتصرفاتهم واحدة، واتهاماتهم مكررة، ومن هنا تتطابق أسليب قمعهم وإجرامهم، ولذلك فإنه ليس غريبًا أن يتفق النظام الليبي مع النظام المصري البائد في قطع الإنترنت ووسائل الاتصالات المختلفة، وفاته أن هذا كان من الأمور التي زادت من تصميم الثوار على مواصلة ثورتهم.

النظام الليبي الفاشل والبائس يتهاوى، ولن يستطيع أن يقف ضد عجلة التاريخ، ولن يستطيع أن يوقف هذا الزحف الهائل والعظيم للشعب الليبي الذي هب لاستعادة حريته وهويته، وربما تكون جرائمه في قمع الثورة هي العامل المساعد على تفككه وزواله.

مبشرات انتصار الثورة تتواصل، فالدول الغربية أصبحت تؤمن بأن النظام الليبي يقترب تدريجيًا من نهايته، ودفع هذا بعض الدول لوضع خطط لجلاء مواطنيها من ليبيا، وفشل نظام العقيد في السيطرة على الثورة في مختلف المدن الليبية رغم سقوط مئات الشهداء يعكس ضخامة الاحتجاجات وصعوبة بل استحالة السيطرة عليها، والجسارة التي يبديها الثوار وعدم خوفهم من قوات الأمن والمليشيات بل والطيران الحربي والدبابات، وعدم خوفهم من الاتصال علانية والكشف عن هويتهم لقنوات التلفزيون لشرح حقيقة ما يجري، ونجاحهم في كسر حاجز الخوف النفسي، وغياب الديكتاتور عن الإعلام، ونجاح المظاهرات في الوصول للعاصمة طرابلس .. كل ذلك يؤكد أن الديكتاتور يعيش ساعاته الأخيرة، وأن أحفاد عمر المختار على بعد خطوات قليلة لتسطير التاريخ واستعادة أيان المجد.

الشيخ ابوسند حيدر الفاضل
03-04-2011, 08:24 PM
نسئل الله حسن العاقبه على شعوبنا العربيه وتحقيق ما تبتغيه الشعوب

عـــلاء الرحال
04-23-2011, 10:56 AM
كلمات روعه سلمت اناملك يا ابن العم

كريم السلطاني
04-23-2011, 09:28 PM
شكرا قصه جميله لابطال ليبيا والان هم الثوار حاليا