المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع لجمع تراث الحلة الفكري من المكتــبات العالمــية ..



الشيخ ابوسند حيدر الفاضل
03-10-2011, 09:33 PM
في خطوه كبيرة الأثر يقوم الباحث قاسم رحيم حسن السلطاني التدريسي في جامعة بابل بمشروع تراثي كبير يتضمن جمع ما فقد من حلقات فكرية في تاريخ الحلة عبر معجم مفهرس لتراث علمائها ومفكريها الذين انتشروا
في عدد من بلدان العالم ونشروا فيها العلوم والآداب الإسلامية إذ أكد الباحث ومن مصادر تأريخية أن تأريخ مدينة الحلة بحاجة إلى اعادة النظر فيما كتب ولاسيما النتاج الفكري مستشهدا لذلك ببعض المصادر التأريخية فيقول: هناك حلقات من تأريخ هذه المدينة العريقة مفقودة في معظم مصادر التاريخ التي تناولت تأريخ الحلة اذ اغلب من كتب عن الحلة اعتمد قول ياقوت الحموي في ( معجم البلدان) إن الحلة قبل عام 495 هجرية ( كانت أجمة تأوي إليها السباع) وكذلك قول الاصبغ ابن نباته عندما وقفا هو والامام علي) (عليه السلام ) على تل عرير : ( اومأ - الامام ( ع ) - الى اجمة مابين بابل والتل ..... ) وهذا الوصف لا يمكن تعميمه على مدينة الحلة بأكملها إذ كانت في الحلة مناطق قديمة عامرة بالبناء وآهلة بالسكان لها تأريخ قديم قبل هذا التاريخ المذكور والذي عده المؤرخون تأسيس المدينة على يد صدقة بن مزيد الاسدي وهذا ما تؤيده الكثير من المصادر والنصوص فنجد (عمر كحالة) في (معجم قبائل العرب) إن بني أسد عندما نزحوا من اليمن نزلوا العراق و سكنوا الكوفة سنة 19 هـ وملكوا الحلة وجهاتها حتى سنة 588 هـ فضلا عن ذلك إن للحلة امتداداً تاريخياً في حضارة بابل القديمة إذا نظرنا للتاريخ القديم وتقول الفرضية التاريخية إن مدينة بابل مهد لحضارات توالت وكانت مجاورة لموقع مدينة الحلة وعلى اتساعها لابد ان سكنها أقوام من بابل القديمة وظلوا ساكنين فيها جيلا بعد جيل بأعداد محدودة سمي هؤلاء الأقوام بالانباط .. والمصادر المتوفرة لدينا تذكر ان الإمام علي عليه السلام سأل من أين أنتم فقال انا نبطي من كوثا ويقال ان كوثا منطقة في الحلة، حيث لازالت بعض من مفردات اللغة النبطية متداولة لدى اهل الحلة حتى وقتنا الحاضر كذلك تشير المصادر إن الحلة ونواحيها قد أنجبت في عصور متقدمة من حياة الدولة الإسلامية فحول العلماء منهم أبو جعفر الرؤاسي المتوفي سنة 206 هجرية والذي يعد مؤسس مدرسة الكوفة النحوية،والحائك المتوفى سنة 334هـ والمسعودي المتوفى سنة345هـ في هذه المدينة كما صرح عن موطنه في كتابه مروج الذهب عند وصف الارض والبلدان وحنين النفوس للاوطان بقوله(( واوسط الاقاليم الاقليم الذي ولدنا به وان كانت الايام انأت بيننا وبينه وساحقت مسافتنا عنه وولدت في قلوبنا الحنين اليه اذ كان وطننا ومسقطنا وهو اقليم بابل)) وهذا ما ذكره الجلالي في فهرس التراث ، كما تذكر المصادر في عام 82 هـ كانت منطقة النيل تتكون من (400) قرية. و النيل كانت مركزا للأمارة المزيدية قبل ان تؤسس مدينة الحلة وانتقال بني مزيد إليها . ومن الجدير
بالذكر ان الكوفة وبابل اقليم واحد - حسب ماجاء في معجم البلدان.مشروع العصر
ويشير الباحث الى إن مدينة الحلة في زمن المحقق الحلي احتضنت أكثر من 400 مجتهدا وأنجبت فحول العلماء وأساطين العلم فجاء هذا المشروع ليضيف حلقات جديدة ومهمة من تاريخ هذه المدينة العريقة ويظهر مااخفاه الدهر بسبب الظلم والتعسف الذي تعرض له تراثها والذي لا يقدر بثمن والمشروع عبارة عن معجم مفهرس لجمع تراث الحلة الفكري المخطوط منه والمطبوع وهذا المشروع خطوة كبيرة لإحياء تراث هذه المدينة حيث يعتمد مؤلفات علماء الحلة سواء منهم المولود اوالمتوفى فيها والذي هاجر إلى بلدان أخرى ينشر فيها العلوم الإسلامية وتوفي فيها . وتكمن أهمية هذا المشروع في إثبات ثراء وسعة النتاج الفكري لعلماء الحلة ودورهم الكبير في حفظ تراث الأمة الإسلامية في ألازمات السياسية والحروب الطاحنة التي مرت بها البلدان الإسلامية وعلى سبيل المثال ما حدث لبغداد حين دخلت عليها جيوش المغول وعاثت بها خرابا وفسادا وقتلا للعلماء اخذ تجار الحلة في ذلك الوقت يقايضون أهل بغداد الغذاء مقابل الكتب وبهذه الطريقة انتقلت مكتبات بغداد إلى الحلة كما لجأ بعض العلماء إلى الحلة . وفي فترة من الفترات كانت الحلة مكانا آمنا وأمينا ازدهرت فيها الحركة العلمية والفكرية فكانت قبلة طلاب العلم تؤلف فيها الكتب وتستنسخ .. لكن هي الاخرى لم تسلم في فترات لاحقة من جور بعض الحكام والسلاطين وهذا أدى إلى هجرة بعض علمائها إلى المدن المجاورة للعراق طلبا للأمن فنشروا العلوم الإسلامية فيها وابرزها إيران التي أسست فيها مدارس أخذت على عاتقها نشر العلوم الإسلامية بفضل علماء العراق ومنهم علماء الحلة الذين أودعوا في تلك المناطق المؤلفات الكثيرة التي لا تحصى وفي شتى صنوف المعرفة وفكرة المشروع في هذه النقطة جمع هذا التراث ونقله الى موطنه الأصلي لينتفع به طلاب العلم والمعرفة.
كنوز إسلامية في المكتبات العالمية
وأفاد الباحث قاسم رحيم حسن إن هذا التراث الضخم والنفيس من نتاج مفكري وعلماء الحلة يوجد في عدد كبير من مكتبات الدول المجاورة للعراق مثل إيران والكويت والسعودية والأردن وسوريا وعدد من الدول الإسلامية والدول التي احتلت العراق لفترات طويلة مثل تركيا وبريطانيا وحسب المصادر الموثقة توجد آلاف من المخطوطات والأبحاث الإسلامية في مكتبات البوسنة والهرسك وعشرات آلاف من المصادر الإسلامية في المكتبات الألمانية منها ( 3547 ) مخطوطة عربية وحدها في ألمانيا ويضم المتحف البريطاني 15 ألف مخطوطة إسلامية ونتوقع أن اغلب المخطوطات التي تعود الى علماء الحلة توجد في إيران وتركيا لأنها الدول التي خضع لها العراق طويلا إذ يقدر عدد المخطوطات الإسلامية في تركيا وحدها بـ 125 ألف مخطوطة وينطبق الحال على البلدان التي انتشر فيها الإسلام وانتقلت إليها نفائس الكتب والمخطوطات ومنها بلاد الأندلس (أسبانيا ). كما نتوقع ان نجد في مكتبة الكونغرس الكثير من هذه المخطوطات.

المحامي سيف ال سدخان
03-12-2011, 06:20 PM
وفق الله الباحث قاسم رحيم في مشروعه الفكري الجديد ...