المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفاؤل والتشاؤم...



المحامي سيف ال سدخان
03-20-2011, 07:13 PM
يؤثر كل من التفاؤل والتشاؤم في تشكيل سلوك الفرد، وعلاقاته الاجتماعية وصحته النفسية والجسمية، فالمتفائل يتوقع الخير والسرور والنجاح، وينجح في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي، وينظر إلى الحياة بمنظار ايجابي ويكون أكثر إشراقاً واستبشاراً بالمستقبل وبما حوله، ويتمتع بصحة نفسية وجسمية جيدة، بينما المتشائم يتوقع الشر واليأس والفشل وينظر إلى الحياة بمنظار سلبي.

مع أهمية مفهومي التفاؤلOptimism والتشاؤمPessimism في الحياة الإنسانية لان الناس ترغب في صحبة المتفائل أكثر من صحبة المتشائم، كما أنهم يودون سماع الأخبار والأحاديث السارة المتفائلة أكثر من المتشائمة، بل يوصي البعض بضرورة التحلي بصفة التفاؤل والابتعاد عن التفكير التشاؤمي0

وفي الحياة اليومية كان للتفاؤل والتشاؤم مظاهر ومؤشرات جمة فهم يتفاءلون من رؤية قطيع الغنم فهو من الغنيمة ، أو القطة تلحس وتمد كفها بوجهها أو الفراشة عند الماء ، أو تربية السلحفاة أو استحكاك الحاجب الأيسر ، أو اليد اليسرى ، أثناء الأكل أو رؤية من يحبون صباحا فيعد ذلك النهار سعيدا ، أو من رؤية الهلال أول ما يهل ، فضلا عن الحمام أو الماء الوفير أو بعض الوجوه فرؤيتها تجلب الخير لنا ، أو من انقلاب علبة الكبريت على جانبها أو وقوع الصحن وكسره فهو يأخذ الشر معه أو وقوع وسخ الطير على أحد المارة ، أو وضع نعل الفرس فوق عتبة باب المنزل ، ويتشائمون من سماع صوت الغراب ؛ لأنه غراب البين.

وكذلك رؤية قطيع من الماعز فهو من العزى ، أو من وجود الصحن المكسور أو المرآة المكسورة أو المقص المفتوح في البيت ، أو من لبس المرآة ثياب سود لغير حزن ، أو من كنس المنزل عند المغرب ، أو من عد الأشياء لأنه يقلل البركة ، أو من انقلاب الحذاء ، أو من رؤية وجوه بعض الأشخاص فرؤيتها نحس عليهم أو كنس المنزل ، أو تقليم الأظافر ليلا .

أن كثير من البشر يعتقدون أن لبعض الأعداد دور في حياتهم فمنها ما يجلب الضرر ومنها ما يجلب الخير ويضرب المثل بالعدد 13 في النحس فهو يمثل ظاهرة عالمية حيث يعتقد الكثير من الناس أن اليوم أو البيت أو الشيء الذي يحمل الرقم يصاب فيه بالضرر الإنسان ويضرب المثل بالعددين 7و 10 ، إذ يعتقد إن سبب تفاؤلهم أو تشاؤمهم هذا ؛ أنهم يعدون حدوث هذه الأشياء إنذار بالشؤم والنحس وقدوم المصائب والأخبار المزعجة ، من وداع وفراق وإفلاس ومرض وموت ... الخ ، أو بشائر بالنجاح والخير والسعادة والتقاء الأحبة والاجتماع بهم والغنى وقدوم الأفراح والأخبار السارة ... الخ . بسبب اقتران حدوثها معا صدفة وتكرارها لمرات عديدة فأصبحت معتقدات يفكرون ويؤمنون بها .

وقد أرتبط الوجه بالكلمة الطيبة ،وقد يعبس الوجه بسبب الأزمات النفسية التي تترك أثارها العميقة عليه ، فتصبح جزءاً من ملامحه ، لا يملك حيالها شيئاً لمحوها ، إلا أذا درب ذاته على استجابات جديدة قائمة على التفاؤل والحب والثقة ؛ ولذا قال الإمام الصادق عليه السلام ((الانقباض من الناس مكسبه للعداوة)) ، ((وحسن البشر يذهب السخيمة) وقال أبو حاتم (البشاشة أدام العلماء ، وسجية الحكماء)

كما تنوعت النظريات التي حاولت تفسير التفاؤل والتشاؤم وتعدد الباحثون والمهتمون بدراستها وتعدد تعريفاتها وتنوعها بشكل يصعب جمعها أو حصرها ، مما أدى إلى اختلاف مفاهيم تفسيرها .

قسم هيبوقراط الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم إلى أربعة أنواع كل نوع له حياته المزاجية الخاصة ، وله الأمراض الخاصة التي يتعرض لها تبعا لتكوين الدم هذه .

وهذه الأنواع هي :

•1. الصفراوي Choleric وهو حاد الطبع متقلب المزاج .

•2. السوداوي أو الميلانكولي Melancholic وهو يميل إلى الحزن ، والنظر إلى الحياة نظرة سوداء .

•3. اللمفاوي Phlegmatic وهو بارد في طباعه جاف .

•4. والدموي Sanguine وهـو يتميز بالمرح والأمل فـي الحياة .

وهي تقابل الأمزجة الأربعة ، وصاحب المزاج السوداوي ، متشائم ، وصاحب المزاج الدموي متفائل .

ووصف أيزنك نموذجا للمنبسط والمنطوي ، فالأول يميل إلى التفاؤل والابتهاج ويهون الأمور بكل بساطة وبلا تعقد ، أما المنطوي فمتمرد وشكاك وقلق ويهول الأمور ومكتئب

أما فرويد يرى أن التفاؤل هو القاعدة العامة للحياة وان التشاؤم لا يقع في حياة الفرد الا إذا كونت لديه عقدة نفسية ، والعقدة النفسية ارتباط وجداني سلبي شديد التعقد والتماسك حيال موضوع ما من الموضوعات الخارجية أو الداخلية ، فالفـرد متفائل اذا لـم تقـع فـي حياته حوادث تجعل نشوء العقدة النفسية لديه أمـراً ممكنا ولـو حـدث العكـس لتـحول إلـى شخص متشائم

ويعتقد فرويد أن الطفل يمر عبر سلسلة من المراحل المتواصلة ديناميا خلال السنوات الخمس الأولى ، ويليها لمدة تستمر خمس أو ست سنوات مدة الكمون ، فيتحقق قدر من الثبات والاستقرار الدينامي ، وتتحدد كل مرحلة من النمو خلال السنوات الخمس الأولى من حيث أساليب الأولى من حيث أساليب الاستجابة من جانب منطقة محددة من الجسم ، ففي خلال المرحلة الأولى التي تستمر قرابة العام يكون الفم هو المنطقة الرئيسة للنشاط الدينامي.

كما يشير إلى ان الشخصية الفمية ذات الإشباع الزائد لبيدو (الأكل والشرب) تتسم بالتفاؤل والانفعال والمواقف المتجه نحو الاعتماد على العالم الخارجي ، فالذي شبع بشكل مفرط في طفولته سيكون عرضة للتفاؤل المفرط والاعتماد على الآخرين ، أما إذا أحبطت اللذة الفمية فإن الشخصية الفمية ستتسم بالسلوك الذي يميل إلى إثارة الجدل ، والخلاف ، والتشاؤم ، والكره، والعداء ، والتناقض الوجداني إزاء الأصدقاء أي الشعور بمزيج من الحب والكره، والذي يتوقف نحوه في هذه المرحلة يكون عرضة للإفراط في هذا التشاؤم

ان التشاؤم الفمي orealpessimism يرجع للخبرات القاسية في هذه المرحلة والطفل المصاب بتثبيت المرحلة الفمية تكون إحدى خصائص شخصيته التفاؤل .

سالم الهزاع
03-20-2011, 08:59 PM
انشالله كل أيامك سعيدة ومليئه بالمسرات يا ابو مخلد
موضوع جميل

ادارة الموقع
03-20-2011, 09:09 PM
أحسنت ابو مخلد

المحامي سيف ال سدخان
03-21-2011, 07:19 PM
شاكر مروركم ابناء العم الغالين .....