المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو العَتاهِيَة



عـــلاء الرحال
03-28-2011, 01:57 AM
أبو العَتاهِيَة شاعر عباسي ولد عام 130 - 211 هـ / 747 - 826 م

وهو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
وله الكثير الكثير من الأبيات الجميلة اتسم أكثرها جانب الوعظ منها :



إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى

ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى

ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى



وقال :

نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى

مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى

لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى

وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى



وله :

وَكَلَّفتَني ما حُلتَ بَيني وَبَينَهُ وَقُلتُ سَأَبغي ما تُريدُ وَما تَهوى

فَلَو كانَ لي قَلبانِ كَلَّفتُ واحِداً هَواكَ وَكَلَّفتُ الخَلِيَّ لِما يَهوى



سَتَمضي مَعَ الأَيَّامِ كُلُّ مُصيبَةٍ وَتُحدِثُ أَحداثاً تُنَسّي المَصائِبا



وَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ

ادارة الموقع
03-28-2011, 06:14 AM
الاخ الكريم علاء الرحال جزيل الشكر لتسليط الضوء على هذا الشاعر الكبير والاستشهاد بأبياته الشعريه الرائعه

عـــلاء الرحال
03-28-2011, 10:14 AM
أشكرك جداً على مرورك العطر فأنا أحب الأدب حبا جما فاخترت هذه المواضيع التي تتعلق بالشعراء

سالم الهزاع
03-28-2011, 12:27 PM
إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى

عاشت يمناك ابن عمي علاء الرحال

المحامي سيف ال سدخان
03-28-2011, 04:15 PM
ومن قصائده الرائعة .........




لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِ بَقَاءِ؛ كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَ فَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ، فإنّما يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِ بَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارة ٍ ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِ مَخيلَة ٍ فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ لله شاكِراً؛ وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَينا عَظيمَةٌ، وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً في اختِلاَفِهِ ومَا كُلُّ أيامِ الفتى بسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدة ٍ ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُ نَفْعَهُ؛ وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْ لريبِهِ يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّ إخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّ جَماعَة ٍ وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّ صَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِ البِلى، فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَ لِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلا أرَى بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهل هاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَة ٍ، وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّ حيلة ٍ ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّ دَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌ بنمائِهَا وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِ نمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَ أهْلَهُ حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُ بفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُ سَعادَة ٍ يَدومُ البَقَا فيها، ودارُ شَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلا تنمْ، وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَا ورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ما تَعاشَرُوا ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَ غِطَاءِ

جزيل الشكر لك ابن العم علاء الرحال

عـــلاء الرحال
03-31-2011, 10:42 AM
شكراً أخوتي وأولاد عمومتي الكرام أسعدني مرورك الكريم
وله أيضاً



عَجِبتُ لِلنارِ نامَ راهِبُها ** وَجَنَّةِ الخُلدِ نامَ راغِبُها

عَجِبتُ لِلجَنَّةِ الَّتي شَوَّقَ ال ** لاهُ إِلَيها إِذ نامَ طالِبُها

إِنّا لَفي ظُلمَةٍ مِنَ الحُبِّ لِل ** دُنيا وَأَهلُ التُقى كَواكِبُها

مَن لَم تَسَعهُ الدُنيا لِبُلغَتِهِ ** ضاقَت عَلى نَفسِهِ مَذاهِبُها

مَن سامَحَ الحادِثاتِ ذَلَّت لَهُ ال ** أَرضُ وَلانَت لَهُ مَناكِبُها

وَالمَرءُ ما دامَ في الحَياةِ فَلا ** يَنفَكُّ مِن حاجَةٍ يُطالِبُها

يا عَجَباً لِلدُنيا كَذا خُلِقَت ** مادِحُها صادِقٌ وَعائِبُها