المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحماقه



سالم الهزاع
05-03-2011, 08:58 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إلا الحماقة أعيت من يداويها :

على ما يبدو أن الحماقة و رعونة التفكير هي من الأمور الملفتة عند بعض الناس , لكن هل الحماقة

مرض أو داء , لنتعرف أكثر عن الحماقة و أشكالها

للحماقة مواصفات استثنائية و قد سئل أحد الأئمة عن الحماقة فعرّفها :

الأحمق هو الذي إذا استغنى بطر , و إن افتقر قنط , و إن فرح أشر , إن قال فحش , و إن سأل ألح , و إن قيل له لم يفقه , و إن ضحك نهق , و إن بكى خار .

و قد سئل عيسى بن مريم (ع) أأنت تحيي الموتى فقال نعم بإذن الله , و أنت تبرئ الأبكم فقال نعم بإذن الله , فإذاً ما دواء الحماقة فقال هذا الذي أعياني .

لقد كان للعرب صفات للحماقة منها شكلية و منها خلقية , أما الشكلية فهي مصاحبة مع صغر الرأس و طول اللحية إلى السرة , حيث قال أحد الشعراء في ذلك :

إذا عَرُضت للفتى لحية و طالت فصارت إلى سرّتة

فنقصان عقل الفتى عندنا بمقدار ما زاد من لحيته

أما الصفات الخلقية فهي كثيرة منها , العجلة و الخفة و الجفاء و الغرور و الفجور و السفه و الجهل و أكثر درجات الحمق المائح و أكثرها شيوعا الأخرق .

حيوانات عرفت بالحماقة :

عرفت بعض الحيوانات بفعلها الأحمق و أصبحت أمثال اتخذها العرب كقول ( أحمق مثل الذئبة لأنها تدع ولدها و ترضع ولد الضبع ) , أما من الطيور فيؤخذ مثال (النعامة التي إذا مرت ببيض غيرها حضنته و تركت بيضها ) .

أما من النباتات التي ضربت فيها المثل بالحماقة هي البقلة الحمقاء و هي نوع من النباتات التي تنبت في مجرى السيل .

و قد قال الإمام الصادق (ع) : الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل كلما ازداد رياً زاد مراره .

كثيرون في تاريخ العرب عُرفوا بالحمق أشهرهم : حبنقة , ابو غبشان الخزاعي , جحا , عجل بن لجيم , و سنتحدث عن بعض القصص المأخوذة عنهم و عن تصرفاتهم .

عجل بن لجيم من حمقه أنه قيل له : ما سميت فرسك , فنظر إلى حصانه ثم اتجه إليه و فقأ إحدى عينيه , ثم قال سميته الأعور .

أبو غبشان الخزاعي الذي استغنى عن أكثر الأشياء قيمة عند العرب و هو في حالة سكر .

فقد اجتمع أبو غبشان مع قصي بن كلاب بالطائف على الشرب فلما سكر اشترى منه قصي ولاية البيت بكأس خمر و اخذ منه مفاتيح الكعبة و سار بمكة قائلاً : يا معشر قريش هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل , ردها الله عليكم من غير غدرٍ ولا ظلم .

و قد اتُّخذ أبا غبشان بعد هذا الفعل أنه أندم و أخسر و أحمق العرب بفعلته و قد كتبت أبيات بهذه المناسبة منها :

باعت خزاعة بيت الله إذ سكرت بزق خمرٍ فبست صفعة البادي

جحا : أما جحا فمن اغرب قصصه أنه دفن دراهم في الصحراء ووضع علامتها ( سحابة تظلها) .

و توالت القصص عن الحماقات و لكن نسمع بعض الأحيان بكلمة ( رعونة ) , سئل احد الفقهاء عن الفرق بين الرعونة و الحماقة فقال : الرعونة مكتسبة فهي تتولد عن مصاحبة النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن فإذا فارقهنّ و صاحب فحول الرجال زلّت عنه , أما الحمق فهو غريزة .

ومن الحديث عن حمق الرجال فلم أجد قصص أو فعال شنيعة عن حمق النساء , لكن هناك إحدى نساء العرب كانت تتمخط بكوعها فكانت أغرب قصة قرأتها عن حماقة النساء .

و لا يمكن دائماً التعرف على الأحمق بسهولة لكن هناك أفعال تدل على حماقة أصحابها .

حماقة قاضي : حكم أحد القضاة بأغرب حكم في التاريخ لما أتى رجل بجناية ليس لها حكم في الكتاب و لا السنة فاستدعى الفقهاء و قال لهم ماذا ترون , فقالوا : الأمر لك ,( فإني رأيت أن أضرب المصحف ثلاث مرات ثم افتحه فما خرج من شيء عملت به ), قالوا له : وفّقت , و فعلاً فعل ذلك و فتح الكتاب فخرج قوله ( سنسمه على الخرطوم ) فأمر بقطع أنف الرجل و أخلى سبيله .

حماقة أحد الخطباء : كان هذا الخطيب يتحدث عن الوقت و قال في خطبته , إن الله خلق السماوات و الأرض في ستة أشهر , فقيل له في ستة أيام , فقال : و الله أرت أن أقولها و لكن استقللتها !!!!.

حماقة نحوي : سأل معلم طالباً عنده في علم النحو عن علمه فقال : قد عرفت النحو إلا أنني لا أعرف هذا الذي يقولون أبو فلان و أبا فلان و أبي فلان , فقال له المعلم : هذا أسهل شيء نحوياً إنما يقولون : أبا فلان لمن عظم قدره و أبو فلان للمتوسطين وأبي فلان للأرذال .

عـــلاء الرحال
05-26-2011, 10:03 PM
موضوع جميل شكر لك واسمح لي أن أضيف بعض ما قرأت حول هذا الموضوع

ذكر الحماقة ومعناها
الحماقة مأخوذة من حمقت السوق اذا كسدت فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت اليه فى أمر حرب
وقيل إنما سميت البقلة الحمقاء لانها تنبت فى سبيل الماء وطريق الابل
وقيل أيضاً وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته فصل وقد ذكر ما يتعلق باللغة فى هذا الاسم ولا يظهر المقصود إلا بكشف المعنى فنقول معنى الحمق والتغفيل هو الغلط فى الوسيلة والطريق الى المطلوب مع صحة المقصود بخلاف الجنون فانه عبارة عن الخلل فى الوسيلة والمقصود جميعا فالاحمق مقصوده صحيح ولكن سلوكه الطريق فاسد ورويته فى الطريق الوصال إلى الغرض غير صحيحة والمجنون أصل إشارته فاسد فهو يختار ما لا يختار .
وفى ذكر اختلاف الناس فى الحمق
وقد ذكر أن الحمق فساد فى العقل أو فى الذهن وما كان موضوعا في أصل الجوهر فهو غريزة لا ينفعها التأديب وإنما ينتفع بالرياضة والتأديب من أصل جوهره سليم فتدفع الرياضة العوارض المفسدة وبعد فان الناس يتفاوتون فى العقل وجوهره ومقدار ما أعطوا منه فلهذا يتفاوت الحمق قيل لابراهيم النظام ما حد الحمق فقال سألتنى عما ليس له حد
وتلا عمر هذه الآية
(ما غرك بربك الكريم)
قال الاحمق يا رب
وقال على رضى الله عنه ليس من أحد إلا وفيه حمقة فيها يعيش وقال أبو الدرداء كلنا أحمق فى ذات الله وقال وهب بن منبه خلق الله آدم أحمق ولولا ذلك ما