المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ/للشاعر العباسي ابو تمام



المحامي سيف ال سدخان
06-01-2011, 08:20 AM
كذا فليجلَّ الخطبُ وليفدحِ الأمرُ فليسَ لعين لم يفضْ ماؤها عذرُ
توفيتِ الآمالُ بعدَ محمد وأصبحَ في شغل عنِ السفر السفرُ
وما كانَ إلا مالَ من قلَّ مالهُ وذخراً لمنْ أمسى وليسَ له ذخرُ
وما كانَ يدري مجتدي جودِ كفهِ إذا ما استهلَّتْ أَنَّه خُلِقَ العُسْرُ
ألا في سبيلِ اللهِ منْ علطتْ له فِجَاجُ سَبِيلِ اللهِ وانثغَرَ الثَّغْرُ
فَتًى كُلَّما فاضَتْ عُيونُ قَبِيلة ٍ دماً ضحكتْ عنه الأحاديثُ والذكرُ
فتى ماتَ بين الضربِ والطعنِ ميتة ً تقومُ مقامَ النصرِ إذْ فاتهَ النصرُ
وما ماتَ حتى ماتَ مضربُ سيفهِ مِنَ الضَّرْبِ واعْتَلَّتْ عليهِ القَنا السُّمْرُ
وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّهُ إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ
ونفسٌ تعافُ العارَ حتى كأنَّه هو الكفرُ يومَ الروعِ أوْ دونَه الكفرُ
فأثبتَ في مستنقعِ الموتِ رجله وقال لها منْ تحت أخمصكِ الحشرُ
غَدَا غَدْوَة ً والحَمْدُ نَسْجُ رِدائِهِ فلم ينصرفْ إلا وأكفانُه الأجرُ
تردى ثيابَ الموتِ حمراً فما دجا لها الليلُ إلاَّ وهْيَ مِنْ سُنْدُسٍ خَضْرُ
كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ
يعزونَ عن ثاوٍ تُ عزى بهِ العلى ويبكي عليهِ الجودُ والبأسُ والشعرُ
وأني لهمْ صبرٌ عليه وقد مضى إلى الموتِ حتى استشهد هو والصبرُ!
فتًى كانَ عَذْبَ الرُّوحِ لامِنْ غَضاضَة ٍ ولكنَّ كبراً أنْ يقالَ به كبرُ!
فتى سلبتهُ الخيلُ وهوَ حمى لها وبَزَّتْهُ نارُ الحَرْبِ وهْوَ لها جَمْرُ
وقدْ كانتِ البيضُ المآثيرُ في الوغى بَواتِرَ فهْيَ الآنَ مِن بَعْدِهِ بُتْرُ
أمنْ بعدِ طيِّ الحادثاتِ محمداً يكونُ لأثوابِ الندى أبداً نشرُ ؟!
إذا شجراتُ العرفِ جذَّتْ أصولها ففي أيِّ فرعٍ يوجدُ الورقُ النضرُ ؟
لَئِنْ أُبغِضَ الدَّهْرُ الخَؤونُ لِفَقْدِهِ لَعَهْدِي بهِ مِمَّنْ يُحَبُّ له الدَّهْرُ
لئنْ غدرتْ في الروعِ أيامُه بهِ لَما زَالتِ الأيَّامُ شِيمتُها الغَدْرُ
لئن ألبستْ فيهِ المصيبة َ طيءٌ لَمَا عُريَتْ منها تَمِيمٌ ولا بَكْرُ
كذلكَ ما نَنفَكُّ نَفْقدُ هالِكاً يُشارِكُنا في فَقْدِهِ البَدْوُ والحضْرُ
سقى الغيثُ غيثاً وارتِ الأرضُ شخصه وإنْ لم يكنْ فيهِ سحابٌ ولا قطرُ
وكيفَ احتمالي للسحابِ صنيعة ً بإسقائِها قَبْراً وفي لَحدِهِ البَحْرُ !
مضى طاهرَ الأثوابِ لم تبقَ روضة ٌ غداة ً ثوى إلا اشتهتْ أنَّها قبرُ
ثَوَى في الثَّرَى مَنْ كانَ يَحيا به الثَّرَى ويغمرُ صرفَ الدهرِ نائلُهُ الغمرُ
عليك سَلامُ اللهِ وَقْفاً فإنَّني رَأيتُ الكريمَ الحُرَّ ليسَ له عُمْرُ

سالم الهزاع
06-01-2011, 10:35 AM
أحسنت شيخ ابومخلد لنقلك هذه ألقصيده العطره

عـــلاء الرحال
06-02-2011, 08:31 PM
لك مني كل الشكر والتقدير على هذه الكلمات الجميلة
سـلـمــت يـــداك
شيخي الفاضل أبو مخلد
واسمح لي أن أضيف بعض المعلومات عن هذا الشاعر الرائع

أَبـــــو تَمّــــام

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. 188 - 231 هـ / 803 - 845 م
أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها.
كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.
في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.
وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.
وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

له اشعار جميلة جداً منها :

بَيَّتَ قَلبي مِن هَواكَ عَلى الطَوى وَرَحَلتُ مِن بَلَدِ الصَبابَةِ وَالجَوى

لَو لَم يُجِرني الهَجرُ مِنكَ بِلُطفِهِ وَاللَهِ لَاِستَأمَنتُ فيكَ إِلى النَوى

لَم تَرعَ لي حُرَقاً بِقَلبي قَد مَضَت لَو لَم يَذُدها الدَمعُ عَنهُ لَاِشتَوى

هَيهاتَ كُنتُ مِنَ الحَداثَةِ وَالصِبا في غَفلَةٍ إِنَّ الهَوى يُنسي الهَوى






وله أيضاً :


أَوَّلُ عَدلٍ مِنكَ فيما أَرى أَنَّكَ لا تَقبَلُ قَولَ الكَذِب

مَدَحتُكُم كِذباً فَجازَيتَني بُخلاً لَقَد أَنصَفتَ يا مُطَّلِب


وقال :

قَد قَصَرنا دونَكَ الأَلحا ظَ خَوفاً أَن تَذوبا

كُلَّما زِدناكَ لَحظاً زِدتَنا حُسناً وَطيبا

مَرِضَت أَلحاظُ عَينَي كَ فَأَمرَضتَ القُلوبا

المحامي سيف ال سدخان
06-03-2011, 06:34 AM
حيا الله الاخ سالم الهزاع والاخ علاء الرحال........

الشيخ ابوسند حيدر الفاضل
06-03-2011, 09:48 AM
حيا الله شيخ ابو مخلد السدخان قصيدة رائعه

الشكر موصول للاخ علاء الرحال