بصائر القلوب .. ثواب الموعظة والنصيحة بها

بصائر القلوب .. ثواب الموعظة والنصيحة بها



http://www.quran14.net/ar/filemanage...ion=image&id=3
إن الطريق إلى الله -عز وجل- يبدأ من القلب، وتصفية الملكات الباطنية، عن الإمام الجواد (عليه السلام): (القصد إلى الله بالقلوب، أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال)!.. فالذي يتكلف ردع نفسه عن الغيبة؛ خوفاً من أن يأكل لحم الميتة كما في الآية المعروفة وخوفاً من عذاب

الله -عز وجل- ؛ لابد أنه في يوم من الأيام يقع في الغيبة قهراً؛ (المرء مخبوء تحت طي لسانه، لا تحت طيلسانه)؛ لأن هذه الملكة الباطنية لم ترتفع من وجوده.. وكذلك فإن البخيل إنسان محب للمال، ويخاف الفقر، ويعيش الطمع الباطني.. ومن آثار ذلك أنه يمنع الخمس، والزكاة الواجبة، ويمنع العطاء والإحسان .. فليس الحل في أن نذكره بالحور والقصور؛ إنما الحل في أن ندخل إلى أعماقه، لنقلل من قيمة المال في عينه.. فإذا زهد في المال والدنيا، فإنه سينطلق ليدفع خمس أمواله. ومن هنا ننطلق بأذن الله تعالى لنتناول دروسا عظيمة من موروثات قاداتنا المعصومين عليهم السلام ,فكانت محطتنا الاولى في الموعظة والنصيحة بها.

فقد قال النبي الاكرم محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ) ما اهدى المسلم لاخيه هدية افضل من كلمة حكمة تزيده هدى او ترده عن ردى.

وقال (صلى الله عليه واله وسلم ) نعم العطية ونعم الهدية الموعظة واوحى الله تعالى الى نبيه موسى (عليه السلام ) :تعلّم الخير وعلمه من لايعلمه فاني منوّر لمعلّمي الخير ومتعلميه قبورهم حتى لايستوحشوا بمكانهم .

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) انه ذكر عند النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) رجلان ، احدهما يصلي المكتوبة ويجلس ويعلم الناس الخير ،وكان الاخر يصوم النهار ويقوم الليل فقال (صلى الله عليه واله وسلم ) فضل الاول على الثاني كفضلي على ادناكم .

وايضا في كرامة الموعظة عند الله هو انه سبحانه وتعالى اثنى على نبيه اسماعيل (عليه السلام ) بالقول الكريم (انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر اهله بالصلوة والزكوة وكان عند ربه مرضيا ) مريم54-55 وروي ايضا انه ماتصدق مؤمن بصدقة احب الى الله من موعظة يعظ بها قوما متفرقين ، وقد نفعهم الله بها وهي افضل من عبادة سنة .

فلا تبخل عزيزي القارئ واخي المؤمن في الله عزّ وجلّ ان تقدم لاخيك موعظة تعلمها فان زكاة العلم نشره والموعظة مصداق من مصاديق النشر ، ولعلك في تقديمك الموعظة لاخيك الغافل عنها تخرجه من الظلمات الى النور او تكون له بداية جديدة للتقرب الى الله تعالى ورسوله واهل بيته (عليهم صلوات الله وسلامه ) حتى ان الله تعالى قال لرسوله الاكرم محمد المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم ) ( وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا ) (النساء 63) ومن مصاديق النصيحة العملية ما نقرأه في الحديث الشريف التالي، الذي روي عن (الإمام موسى الكاظم) عليه السلام في كلام طويل: ثلاث لا يغلُّ عليها قلب امرئ مسلم؛ اخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم. وقال: حقّ المؤمن على المؤمن أن يمحضه النصيحة في المشهد والمغيب، كنصيحته لنفسه. وروي؛ من مشى في حاجة أخيه فلم يناصحه كان كمن حارب الله ورسوله. ونستفيد معاني النصحية الفعلية من هاتين الآيتين؛ فهي المزيد من الاهتمام في الحفظ، وفي أداء الخدمة المناسبة باخلاص من دون غش أو غل أو تهاون.

ومن هذه النصيحة العملية تلك التي أمرنا بها تلقاء الله والأنبياء والأئمة، حيث قال الله سبحانه: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَآءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لايَجِدُونَ مَايُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى اَلْمُـحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة/91) ويجعل الإمام الصادق عليه السلام المناصحة للمؤمن من الواجبات، حيث يقول: "يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه". والنصيحة القولية هي من أسمى الفرائض التي قام بها رسل الله، حيث أبلغوا رسالات ربهم بإخلاص. قال الله سبحانه وتعالى : (اُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَتَعْلَمُونَ) (الاعراف/62)

ومن هنا نعلم ما للموعظة من اثر على الواعظ والمتعظ فعن انس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) ألا أخبركم بأجود الاجواد قالوا :بلى يا رسول الله (صلى الله عليك وآلك) فقال : أجود الاجواد الله وأنا أجود بني ادم وأجودهم بعدي رجل علم بعدي علما فنشره ، ويبعث يوم القيامة امة واحدة ، ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى قتل .

وقال امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) (الزاهدون في الدنيا قوم وعظوا فاتعظوا ، وخوفوا فحذروا ، وعلموا فعملوا ، ان اصابهم يسر شكروا وان اصابهم عسر صبروا ) وقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) : لا تزل قدم عبد يوم القيامة حتى يسال عن خمس خصال : عن عمره فيما افناه ، وعن شبابه فيما ابلاه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن علمه ماذا عمل فيما علم .) فمن خلال هذه الاحاديث النورانية الشريفة في فضل الموعظة يتحتم علينا جميعا ان لانكون ممن تعلموا العلم فلم ينفعوا به !! فهؤلاءمثلهم كمثل الحمار الذي يحمل اسفارا . او كمثل الذي يزرع زرعاولايقوم بسقيه ، وكما قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) علم لا ينتفع به ككنز لاينفق منه . هذا بالنسبة للعالم الذي يعلم العلم ولا ينشره اما بالنسبة للغافل فاقول استمع ايها الغافل الى الموعظة ولا تضرب عن الذكر صفحا ، وغالب هواك وجاهد نفسك وفرغ قلبك من كل شي الا الله ، فانما جعل لك السمع لتعي به الحكمة ،والبصر لتعتبر ما ترى من خلق السماوات والارض وما بينهما من الخلق ، واللسان لتشكر به نعم الله تعالى ، وتديم ذكره به ، وحمده وتلاوة كتابه والقلب لتتفكر به .واجعل شغلك الاخرة لان نصيبك من الدنيا ياتي من غير فكر ولا حركة ، فقد قال امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) : قد سبق الى جنان عدن اقوام كانوا اكثر الناس عملا فاذا وصلوا الى الباب ردوهم عن الدخول ، فقيل بماذا ردوا ؟الم يكونوا في دار الدنيا صلوا وصاموا وحجوا ؟!! فاذا النداء من قبل الملك الاعلى جل وعلا : بلى قد كانوا ليس احد اكثرهم منهم صياما ولا صلاة وحجا ولا اعتمارا ، ولكنهم غفلوا عن الله ومواعظه .

خضير العبودي

وقال صلى الله عليه واله وسلم :الدين النصيحة
شكرا للسيدالمدير على الموضوع

طرح جميل ورائع سيدي المدير ومجهود جميل
قال الشاعر

ألا رب نُصْحٍ يُغْلَقُ البابُ دونَه ... وغشٍ لدى جَنْبِ الشريرِ مقربُ
الرقاشي

فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ ... ولا كل مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ
ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ ... فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ
الأرجاني

طرح جميل ورائع سيدي المدير ومجهود جميل
قال الشاعر

ألا رب نُصْحٍ يُغْلَقُ البابُ دونَه ... وغشٍ لدى جَنْبِ الشريرِ مقربُ
الرقاشي

فما كُلُّ ذي نُصْحٍ بمؤتيكَ نُصْحَهُ ... ولا كل مؤتٍ نُصْحَهُ بلبيبِ
ولكن إِذا ما استجمعا عند واحدٍ ... فحُقَّ له من طاعةٍ بنَصيبِ
الأرجاني