الشاعر المرحوم يعقوب عبد الامير الخفاجي
الكاتب: المهندس محمد حمزة العذاري
الشاعر الحلي المرحوم يعقوب عبد الأمير الخفاجي
واحد من شعراء الحلة الكبار ، اختص بنظم الشعر الشعبي ، ويعد من جيل سبعينيات القرن العشرين حيث كانت بداياته مع الشعر عام 1965م ، ولم يكن دخيلا على الشعر والشعراء ، فقد نشأ في بيت كان يعد منتدى أدبيا للكثير من شعراء الحلة الكبار كالشيخ حسن العذاري وكريم الداود وصاحب عبيد 000وغيرهم ، وكان والده المرحوم (عبد الأمير اليعقوب ) المعروف ب(أبي كرّاث) ناقدا أدبيا معروفا وكان ذا صوت جميل جدا صدح به شعرا غنائيا في الكثير من المجالس الخاصة بأصدقائه ومحبيه وفي مختلف المناسبات ، وكان لميلاد شاعرنا مطلع عقد الأربعينات من القرن الماضي الأساس الذي مكنه أن يعيش تلك الأجواء ويتأثر بها 0
نعم كانت بدايات شاعرنا عام 1965 م في أرياف محافظة ذي قار عندما كان معلما هناك وهو في الأيام الأولى من حياته الوظيفية حين كان يراسل الشاعر الحلي هادي جبارة ومن ثم مراسلاته الشعرية إلى دار الإذاعة العراقية وبالتحديد برنامج (ركن الشعر الشعبي) حيث أذيعت له مجموعة من القصائد الوجدانية 0
في عام 1968 م نقلت خدماته إلى محافظة بابل وبدأت رحلته مع الشعر الحسيني وذلك عندما التقى بالرادود الحسيني الحلي السيد علي السيد ابراهيم شبر (رحمه الله) الذي طلب اليه أن ينظم قصيدة في حق الإمام أمير المؤمنين (ع) وقد كتب قصيدته التي مطلعها:
القدسيه عد حيدر القدسيه
علم او عداله او أنصاف حاوي جميع الأوصاف
عد حيدر القدسي
****************
اتصفح التاريخ شوفه عن غلي اشكايل اشكاتب
عنه يرويلك معاجز سامي هاو بيها العجــــايب
بالعلم عنوان اسمه وبالحرب ليث الحرايــــــب
راعي البلاغه واللغه حكمه او درايه بالغه
كرار ساحات الوغه يرهب ابسيفه الكتايب
ماضينه يشهد اله ماضينه
لمن يجر البتار بيه الفوارس تحتار
عد حيدر القدسيه
*****************************
ويظهر تاثر الشاعر بقصيدة الشيخ حسن العذاري (خاب اليضدك) فهو أقرب اليه من غيره لان الشيخ كان الصديق الاقرب للمرحوم (ابي كراث) والد الشاعر فقد فتح عينيه عليه واشبع اذنيه من شعره ، ومن الشعراء الذين تأثر بهم شاعرنا وكما يقول هو الشاعر عبد الحسين ابو شبع وكاظم المنظور ويقول أيضا أنه نظم أغلب الطرق التي قرأها الرادود عبد الرضا النجفي والرادود وطن والسيد محمد العوادي وخاصة القصائد الثورية التي فيها شرح لابعاد النهضة الحسينية الخالدة 0
في عام 1970 م شارك شاعرنا في الحفل التأبيني الذي أقيم بمناسبة أربعينية سماحة المرجع الديني السيد الحكيم –قدس- وألقى قصيدة عامرة كانت هي الأفضل في حينها حسب رأي اللجنة المنظمة للحفل التي اختارتها لافتتاح الاحتفال الذي أقيم في محلة الكراد في الحلة وقد قرءت أيضا في المسجد الهندي في النجف الأشرف من قبل وفد ناحية الإمام بصوت الرادود الملا عبد الكاظم الجوير من أهالي الناحية المذكورة ومطلعها :
وحشه دار العلم أمست مظلمه الكدر عمها الفكد اعز اعلامها
غاب عزها اليشبه البدر السمه حامي شرعة أحمد او أحكامها
للشاعر يعقوب عبد الأمير مساجلات كثيرة مع شعراء الحلة والمناطق الأخرى وخاصة مع الشاعر عبد الأمير محمود الجبوري والشاعر صباح أمين النجفي ومنها مساجلته للشاعر صباح النجفي الذي طرح ذات يوم بيتين للمساجلة هما :
بلوحة الأمجاد تتميز صــــــور وعله شفاف الدهر يتردد نشيد
هاي خلقتها الصدف لوله القدر لو بدمعة زينب او دم الشهيـــد
فأجابه شاعرنا بقوله:
للمجد لوحات خلدها الإمــــــام مثــل أروع للصبـــتر والتضحيــــــات
بدم وريده ارسمهه بن خير الأنام وسبي عياله ومصرع الإخوه الأباة
لا الصدفه او لا القدر نفذ احكام الباري واعلن ثورته بوجه الطغاة
الظل صداها يرن بآذان الدهر صوره تروي موقفه اوعزمه العنيد
تروي والأجيال تستوحي العبر من صموده اووكفته بالطف وحيد
**************************
تميز الشاعر يعقوب عبد الأمير بنظم قصائد المواليد وخاصة الأندلسي ، وكان حريصا على القاء قصائده في هذا المجال بنفسه لاجادته ذلك متأثرا بأبيه 0 ومن تلك القصائد ماكتبه في مولد الإمام الحسين (ع) وهي من وزن الهجيني قوله :
اطرب يصاح وغني وناغي الوتر وانغامه
الليله الزمن متهني استرّ وزهت أيامــــــــه
**************
بصوتك ابأجمل لهجه ناغي الوتر وتحفنـــــه
بشرع الغرام ونهجه تيه ابدلال اتهنـــــــــــه
غني ابشغف وابّهجه واللايم اعرض عنـــــــه
لو نشد جاوب عني نزال العنه اوآلامــــــــه
*****************************
وأخيرا فقد خلف الشاعر المرحوم يعقوب عبد الأمير كم هائل من القصائد في مختلف الأغراض قد تميز بكثرة قصائده المنبرية التي تربو على (150) قصيدة في مختلف المناسبات ، بالاضافة الى الموالات والإبوذيات والاخوانيات وغيرها ن وتجدر الإشارة الى أن قصائده المنبرية قد انتشرت في مناطق الحلة المختلفة وماجاورها وقد قرأ له الكثير من الرواديد منهم الملا عبد الكاظم الجوير والشيخ عليوي المطيري والسيد مسلم أبو هدمه والشاب محمد قاسم والسيد أحمد السيد مجيد وتوت والسيد حسين العميدي والسيد علي السيد ابراهيم شبر ومؤيد عمران والشيخ علي الحسون والشيخ حسن محسن الكنج ووالسيد محمد حسين الشلاه والسيد فتح الله العميدي وآخرون 0
توفي رحمه الله في الحلة عن مرض عضال وذلك عام 2007 م وقد رثاه عدد من شعراء الحلة في قصيدة مشتركة افتتحها الشاعر الحلي السيد مضر سليمان ال حيدر الحلي بقوله:
فكدنه ابحزن شاعرنه ابكلب من الفجيعه ايذوب
خادم عترة الهـــــــادي نذكر بالفخر يعكـــــوب
فكانت مشاركتنا بهذه الأبيات مهداة الى روح الشاعر الخفاجي رحمه الله:
رثاه المنبر اوامست تنوح اعليـــــه أعواده
وديوان الأدب مأتم نصبله ايعــــــزي رواده
فجع بيت الشعر فكده وتهدم ركنه وطـــــواده
فخر من ينوصف خادم الاهل بيت النبي منسوب
رحم الله الشاعر يعقوب عبد الأمير واسكنه فسيح جناته
رد: الشاعر المرحوم يعقوب عبد الامير الخفاجي
