لقاء مع الشاعر موفق محمد - منتدى قبيلة البوسلطان

موفق محمد :كتبت "شاكيرا" لان غناءها يوحد الغابة

تاريخ النشر 27/10/2010 11:18 Am

كلام سياسيينا يجعل الاخ يذبح اخاه

بابل (آكانيوز)- يرى الشاعرالعراقي موفق محمد ان لمدينة الحلة التي هزته بكل ثقلها فضلاً كبيراًعلى تكوينه الشعري،معتبراً ان نصه الشعري يقرأ من قبل بسطاء الناس قراءة عميقة،ويذهب محمد ان القصيدة الشعرية كلما كانت بسيطة وواضحة تسير حافية القدمين،ويشدد من خلال المقابلة الاتية التي اجراها معه مراسل وكالة كردستان للانباء(آكانيوز)على انه في خضم الصراع والتناحر السياسي الذي يعيشه العراق كتب قصيدة "شاكيرا "اذ أدهشته تلك المطربة التي يحضر حفلاتها جمهورمن مئات الالاف،فوجد ان غناءها يوحد الغابة بينما كلام سياسيي هذا البلد يجعل الاخ ذباحاً لاخيه.

*أنت راوٍ لشاعرة اسمها الحلة ،ما سر علاقة مروياتك بشاعرية مدينتك / الأم .

-مدينتي الحلة لها الفضل الكبير في تكويني الشعري . فهي من هزتني بكل ثقلها الحضاري الذي يمثله عديد علمائها , وهناك علاقة صداقة بيني وبين شط الحلة الذي ولدتُ على بعد موجتين منه وأهل الحلة الطيبون وانفتاحهم على الآخر غرسا فيّ بذرة الشعر التي أينعت شجرة وارفة وسأبقى أردد دوماً لم أكن شاعراً في يوماً ما ... فأنا مازلت راوياً لشاعرة اسمها الحلة .

*هناك رأي نقدي مفاده(لايستطيع أحد قراءة موفق محمد سوى موفق محمد)كيف تنظر الى هذه الرؤية النقدية؟

-لقد تتلمذت على أيدي كبار النقاد العراقيين الذي استطاعوا بمجساتهم النقدية أن يصلوا الى ما اراده موفق محمد وما لايريده . أنا أرى أن نصي يقرأ من قبل بسطاء الناس قراءة عميقة فكلما كانت القصيدة بسيطة وواضحة تسير حافية القدمين وسط الجموع مقتحمة قلوبهم لتكسب ودهم، وباعتقادي ان القصيدة يشذبها القارئ تماماً لانه يضفي عليها احاسيسه ويعطيها بعداً آخر، وهذا ما يدعوني الى تشبيه قراءة القصيدة بالتنور الذي تنضج فيه القصيدة.

*اذاً هل تجد أن النقد قد أنصف تجربتك الشعرية قبل 2003 وبعده .

-ان أكثر ديوان استجابت له اقلام نقدية هائلة هو ديوان "عبديئيل"الصادر عام 2000 حيث كتبت عنه الصحافة العراقية في الداخل والخارج وهذا الديوان طبع في كوبنهاكن بالدنمارك ووصل الى العراق عن طريق الاستنساخ لكن تم اعادة استنساخه وتوزيع مئات النسخ منه في الداخل . وكتب د. هاشم حسن في مذكراته (عندما كتبت مقالي " مذكرة تفاهم مع عبديئيل " الذي كان افتتاحية لجريدة بابل في أحد أعدادها وهي من أخطر الافتتاحيات التي ظهرت في الصحافة العراقية آنذاك وعند اعتقالي بسبب المقال سئلت كثيراً ومطولاً عن القصيدة في معتقل حاكمية المخابرات مما استطيع عن أكتب عما سئلت مجلدات )اذاً يبدو أن هناك تجربة عراقية مخلصة للشعراء والنقاد في تبني الواقع العراقي المرعب وأجد هناك جرأة في الطرح عندما يكتب ناقد عن "عبديئيل" رغم المحاذير المعروفة .

*في قصيدتك ( فتاوى للإيجار) حلقت عالياً كشاعر صادح بصوت هذا الشعب, برايك ماسر تميز شعرية هذه القصيدة .

-ان سرتميزها أنها ولدت في زمن الموت المجاني والاغتيالات والتفجيرات اليومية وسيطرة القاعدة الارهابية على عدة مدن ومناطق عراقية بالكامل لذا احدثت القصيدة عند نشرها في " المدى " العراقية ضجة كبيرة في الوسط العراقي وكانت بمثابة صعقة قوية ولحظة صادمة لم يجرؤ أحد حينها على مواجهة هذا العنف الهمجي .فأرى ان " فتاوى للإيجار " استطاعت أن تخترق المنظومة الفكرية الزائفة للإرهابيين وتكشف حقيقتهم من خلال لغتها المحكمة وما انطوت عليه من تحليل نفسي لهؤلاء القتلة , هي قصيدة جريئة جداً،وعندما ألقيتها في الكويت وكانت القاعة قد غصت بالالاف الذين صفقوا لها كثيراً واقفين باستثناء بعض المتعاطفين مع القتلة حيث حاولوا مراراً مقاطعتي .

*استثمرت الشحنة الايروسية لحضور المطربة " شاكيرا " من خلال اغنيتها المشهورة والمرافقة لكأس العالم فكتبت قصيدتك " شاكيرا "،ما المحفزات الموضوعية التي دعتك الى كتابتها؟

-في خضم الصراع والتناحر السياسي الذي يعيشه العراق الآن كتبت " شاكيرا " فأدهشتني هذه المطربة التي يحضر حفلاتها جمهورمن مئات الالاف كما أنني وجدت ان غناءها يوحد الغابة بينما كلام سياسيي هذا البلد يجعل الاخ ذباحاً لاخيه . لقد سيرت القصيدة ضمن خطين متوازيين , الأول خط الضيم العراقي والثاني خط هذه المتألقة شاكيرا حيث وضعتها قبالة الذين يرفعون شعار المقدس زوراً وبهتاناً وفي المقابل رقصة شاكيرا التي هزت العالم بأسره .في الحقيقة اجد ان القصيدة تحمل رؤية جديدة لانها تقارن بين شاكيرا المطربة التي حققت حضوراً عالمياً واسعاً وبعض السياسيين الذين لا يستطيعون تحقيق حضوراً على مستوى قرية عراقية . كما هزتني المواقف الانسانية لهذه المطربة التي تستأجر على حسابها طائرة خاصة تحمل مساعدات انسانية وطواقم طبية كاملة وتسيرها باتجاه المناطق المنكوبة في وقت لم نشاهد عضو مجلس نواب او سياسي يزور عائلة مهجرة ويلبي طلباتها .

* ذاكرتك القرائية اطلت على المشهد الثقافي الكردي ومازالت،فعلى ضوئها كيف تقيم الشعر الكردي الحديث باعتبارك شاعراً ومتذوقا من نوع خاص؟ً

-منذ زمن طويل وأنا أحتفظ بصداقات وطيدة مع الشعراء الكرد الذين أحبهم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر" شيركو بيكه س " الذي تعجبني قصائده وأتمنى لو أنني أجيد الكردية لقرأت جميع نتاجاته وكذلك اعجابي بالشاعر لطيف هلمت وئاوات حسن أمين وعبد الله البرزنجي وغيرهم من قائمة الشعر الكردي الابداعي الحديث. ولست مغالياً او محابياً اذا قلت انني أعشق الشعر الكردي،واشتياق اليه دائماً ،وأجدني أحس دائماً انني بحاجة للإرتماء في أحضان الطبيعة الكردستانية،وربما لن اكون قد اكتشفت جديداً بقولي ان للشعر الكردي ميزة خاصة،تجعل منه ألا يشبهه شعر آخر في العالم،ذلك لان العذابات والويلات التي حلت بالشعب الكردي لا تشبهها عذابات أُخر،هي عذابات طازجة من صنع آخر دكتاتور في العالم,ونجح الشعر الكردي الحديث بصدق وبكل ماتحمل الكلمة من معانٍ في التعبير عن تلك المعاناة .