العوده - الشاعر فاضل السلطاني

الشاعر فاضل السلطاني

العودة


ها أنذا عدتُ
ما زلت كما كنتُ
ـ إذن من هذا الشيخ الواقف خلفك
اني أبصر شيئاً مني فيهِ
ومعلى جبهتهِ
ألمح بعض خطوط اعرفها
وأرى فوق الوجه غضوناً تتعرجُ..
في الكفينِ خطوطاً تتماوجُ
في الكفين.. كأني مرسوم فيها؟
سأعود لتلك الشجرة
واقفة فوق النهرْ
جرداء من الغصنِ ومن الطيرْ
سأقول: مساء الخيرْ
أيتها الثكلى!
هاأنذا عدت اليكْ
سأعود لذاك البيتْ
سأقول: لك اللهُ
كم موتاً مرّ عليك!
سأعودُ
ستصطف الأشجار على الصفينْ
سيحييني الشجر الأشرفُ منتصبَ الأعناق
سيفيض النهرْ
سترقصه الريحُ
سيبتلُّ قميصي
وسينفتح البيتْ
سأقول: مساء الخير
ها أنذا عدتُ
ما زلت كما كنتُ
كأني متُّ
فما مرت في البعدِ عليَّ حياةْ
***
قد يعرفني بعض الأموات
سأعود
قد يعرفني النخل المقطوع الأعناقِ
وبعض الأشجارْ
قد تعرفني بعض الأحجارْ
سيحييني بعض الطيرِ
اللابدِ في الوكناتْ
سأقول صباح الخيرْ
هاأنذا عدتُ
ما زلت كما كنتُ
قد يعرفني بعض الأمواتْ
فيزيح الترب عن القبرِ
سلاماً
أين رحلتَ طويلاً؟
ما زلت كما كنتَ
كأنك متَّ
فما مرت في البعد عليك حياة
سأعود
سأمشي مرحاً في الأرضِ
ستعرفني أمي
وسيخضلُّ العشب على القبرْ
سأقول: مساء الخيرْ
هاأنذا عدت
ما زلت كما كنت.. أين أبي؟
سأعودُ
اجمع بعض قصائد كانت اخفتها الريحْ
عند النهرْ
سأقول: صباح الخيرْ
أيتها الكلمات

أتذكرتِ الشاعر في خلوتهِ؟
سألملم بعض صباي المتناثرِ في الحاراتْ
سأقول: مساء الخيرْ
هل تعرفني؟