لشيخ محسن المرير يلتقي بالسيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين في العام /1989

بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ محسن المرير يلتقي بالسيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين في العام /1989م
في نيسان عام 1989م استشهد الفريق الاول الطيار الركن عدنان خير الله طلفاح وزير الدفاع لجمهورية العراق . سمعنا نبأ الاستشهاد من إذاعة العراق الرسمية . وقرر عمي الشيخ محسن المرير الذهاب إلى ألعوجه لحضور مراسيم الدفن ومجلس العزاء.. وفعلا حضرنا مراسيم الدفن في مقبرة ألعوجه في محافظة صلاح الدين وقرر شيخنا الذهاب إلى بغداد حيث تقام هناك فاتحه رسميه كبيره في قاعه الخلد في القصر الجمهوري ببغداد العاصمة .وعند وصولنا إلى بغداد في منطقة كرادة مريم .. بجانب الجندي المجهوال هيئة ساحة كبيره لأيواء عجلات المعزين من مختلف محافظات العراق تبعد هذه الساحة حوالي (3) كم عن قاعة الخلد و لايسمح بمرور العجلات إلى الساحه الداخليه باستثناء رجالات الحزب و الدوله من اعضاء قياده ووزراء. كان من الصعوبه على شيخنا السير ولو لمسافه (50)مترا لكبر سنه وضخامة جسمه ولديه عجز بالقلب في تلك السنوات ..بين الباب الرئيسي وقاعة الخلد كانت هناك خمس سيطرات فقررنا المضي باتجاه القاعه بالسياره عسى ان يسمحوا لنا بالدخول وفعلا وفقنا الله بأن فتحت السيطرات ابوابها وكلما وصلنا الى نقطة سيطره اوقفونا .. فاقول لهم معي الشيخ محسن المرير جاء من الشرقاط لتادية مراسيم العزاء...فيرد الحرس تفضلو ومرحبا بشيخنا و ياهلا ويا مرحبا وهكذا الى ان وصلنا قاعة الخلد وترجل شيخنا ووضعت العباءه على اكتفافه ودخلنا الى القاعه وكان السياق انه يوجد في القاعه بابان باب لدخول المعزين ويسلمون على اعضاء الحكومه ويخرجون من الباب الثاني ويسمح الجلوس في الداخل فقط لكبار رجالات الدوله والسلك الدبلوماسي والعسكري الدولي المعتمد لدى العراق في تلك المرحله وجميع الوزراء واعضاء القياده ماعدا رئيس الدوله غير موجود ومن ظمن الموجدين داخل القاعه الرئيس ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين كان جالسا في القاعه .. عند دخولنا الى القاعه استقبلنا احد رجالات الدوله البارزين وكان على صله حميمه مع عمي الشيخ وتقدم بمرافقة وقدمته لأعضاء القياده والحكومه وللرئيس ياسر عرفات وعند وصول عمي الشيخ الى رئيس دولة فلسطين قدمه ممثل الحكومه العراقيه المرافق لشيخنا بقوله ابو عمار امامك الشيخ محسن المرير احد ابرز شيوخ عشائر العراق في محافظه نينوى ومن الشيوخ الوطنين والقومين والمناصرين لقضيتكم فلسطين سلم عمي على السيد ياسر عرفات وعانقه مرحبا به عندها تكلم معه عمي بلهجة الباديه المضيف مرحبا بك ابا عمار في عراق العروبه ونحن نعتز بك ..انك كما قيل في الموروث الشعبي العشائري انك تؤدي رسالة ساميه في قيادة بلدك وقضية فلسطين السليبه وانك مناضلا بقية لابسا الكوفيه العربيه(الاشماغ ) والعقال وكما يقول الشاعر
يا دار مالج علينا لايمه ... حنه ذرى الجيراني
السيوف للطارجين علامه ... فوك المراجب اوكد وا نيراني
وانك كما قال احد ابطال العرب
بين البيض والظفيري وعساف ... ننزل لو جانه النذر والزحامي
ونبني بيوتنا فوك مشراف ... ايضا ولا نبني وراها خيامي
وانك كما قال الأديب الاخر
ياما على تالي الركايب اغصبنه ... وياما على تالي الركايب عصينه
عندها عانقه ابو عمار واجلسه بجنبه وقال له قوتنا من قوتكم شيوخ العشائر مرحبا بك وانتها المشهد وللتاريخ كان عدد الجالسين في قاعه الخلد ممن لبسوا الكوفيه والعقال في تلك الساعه هم السيد ياسر عرفات رئيس دولة فلسطين والشيخ حواس الصديد رئيس قبيلة الصايح/الصبحي والسيد عبد الله المحمود الخطاب من البيجات والشيخ محسن المرير .اربعة اشخاص لا غيرهم ..

سلسله من مواضيع تم اخذها من كتاب
الشيخ محسن المرير .. سيره وذكريات
اعداد وتقديم
ابراهيم المرير
عام 1994