بِسْم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مواقف من حياة الإمام الحسين (عليه السلام)
جاء رجل إلى الإمام الحسين (عليه السلام) يسأله حاجة فقال له الإمام صن وجهك عن ذلة المسألة ، وارفع حاجتك في رقعة ، وات بها سأسرك -إن شاء الله- فكتب إليه حاجته ودفع الرقعة للإمام فأعطاه الإمام ماأراد وقال له لا ترفع حاجتك إلا إلى أحد الثلاثة ذي دين أو مروءة أو حسب.
وقد رسم نموذجاً رائعاً في المواقف الأخلاقية الخالدة لا سيما التي سجلها في واقعة الطف ولذلك نقول: إن تحب أقرباءك ليس غريباً وإن تحب أصدقاءك ليس غريباً وإن تحب من يحقد عليك ولو باطناً ليس غريباً كذلك فكل هذا ممكن ولكن أن تحب عدوّك الذي يشهر السيف بوجهك ويتلهّف على قتلك هذا هو الحبّ العظيم الذي كان يفيض من قلب الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
كان الأمام الحسين (عليه السلام) يخرج صباح عاشوراء إلى ساحة القتال وينظر إلى عدوّه ثم يبكي ويطيل البكاء فيظنّ الحاضرون أنه يبكي تفجعاً أوحقداً أو غربة بل كان الإمام (عليه السلام) يبكي لأنهم يدخلون النار بسببه هذا الذي كان يؤلمه ما أعظم هذه الروحية كلها عطاء ورحمة ورأفة وإنسانية.
وموقف آخر من واقعة كربلاء هو قبول الحسين توبة الحر بن يزيد الرياحي مع أن موقف الحر هو الذي وقف في طريقه وأدى بالإمام إلى الموت والأسر لأهل بيته وكيف أن الحسين وقف في تلك الصحراء الملتهبة يسقي الماء لجيش الحر ذات ألف فارس الذي جاء لقتال الحسين فهذه مناقبية لا توزن بشيء فلو عرضنا هذه المواقف للعالم لدخل العالم إلى الاسلام عن طريق المولى الحسين بن علي (عليهما السلام).


(اهتمامه بالفقراء والمساكين)

وجد على ظهر الإمام الحسين (عليه السلام) يوم كربلاء أثر غير أثر جراح واقعة الطف فسألوا الإمام السجاد (عليه السلام) عن ذلك فقال مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.

(تواضعه -عليه السلام-)

وروي أنه (عليه السلام) مرَّ بمساكين قد بسطوا كساء لهم وألقوا عليه كسرات من الخبز فقالوا هلم يابن رسول الله فأكل معهم ثم تلى( إن الله لا يحب المستكبرين) ثم قال قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فقاموا معه حتى أتوا منزله فقال للجاريه اخرجي ماكنت تدّخرين.

(كرم الإمام الحسين -عليه السلام-)

قضاؤه لدية الأعرابي:

روي أنّ الامام الحسين (عليه السلام) كان جالساً في مسجد جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاة أخيه الحسن (عليه السلام) وكان عبد الله بن الزبير جالساً في ناحية المسجد وعتبة بن أبي سفيان في ناحية أخرى فجاء أعرابي على ناقة فعقلها بباب المسجد ودخل فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فردعليه السلام فقال له الأعرابي: إني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئاً؟

فرفع رأسه إلى غلامه وقال ادفع إليه مائة درهم.

فقال الأعرابي : ما أريد إلا الدية تماماً.

ثم تركه وأتى عبد الله بن الزبير وقال له مثل ما قال لعتبة

فقال عبد الله لغلامه: ادفع إليه مائتي درهم.

فقال الأعرابي ما أريد إلا الدية تماما ثم تركه

وأتى الحسين (عليه السلام )فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله إني قتلت ابن عم لي وقد طولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئاً؟

فقال له: يا أعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة.

فقال: سل ما تريد.

فقال له الحسين: يا أعرابي ما النجاة من الهلكة؟

قال: التوكل على الله عز وجل.

فقال وما الهمة؟

قال: الثقة بالله.

ثم سأله الحسين غير ذلك وأجاب الأعرابي، فأمر له الحسين( عليه السلام) بعشرة آلاف درهم وقال له هذه لقضاء ديونك وعشرة آلاف درهم أخرى وقال هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك.

قال عَمرو بن دينار دخل الإمام الحسين (عليه السلام) على أسامه بن زيد وهو مريض وهو يقول واغماه فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) وماغمك يا أخي قال ديني وهو ستون ألف درهم فقال الحسين (عليه السلام ) هو علي قال إني أخشى أن أموت فقال الحسين (عليه السلام) لن تموت حتى أقضيها عنك فقضاها قبل موته .

ذهب الإمام سيد الشهداء (عليه السلام) ذات يوم مع أصحابه إلى بستان له وكان في ذلك البستان غلام اسمه (صافي) فلمّا قرب من البستان رأى الغلام قاعداً يأكل خبزاً فنظر الحسين (عليه السلام) إليه وجلس عند نخلة مستتراً لا يراه وكان يرفع الرغيف فيرمي بنصفه إلى الكلب ويأكل نصفه الآخر فتعجّب الحسين من فعل الغلام فلمّا فرغ الغلام من أكله قال: الحمد لله رب العالمين اللهم اغفر لي واغفر لسيّدي وبارك له كما باركت على أبويه برحمتك يا أرحم الراحمين فقام الحسين وقال: يا صافي!فقام الغلام فزعاً وقال: يا سيدي وسيد المؤمنين! إني ما رأيتك. فاعف عنّي فقال الحسين (عليه السلام ): اجعلني في حل يا صافي لأنّي دخلت بستانك بغير إذنك فقال صافي: بفضلك يا سيدي وكرمك وبسؤددك تقول هذا فقال الحسين : رأيتك ترمي بنصف الرغيف للكلب وتأكل النصف الآخر فما معنى ذلك؟ فقال الغلام : إن هذا الكلب ينظر إلي حين آكل فأستحي منه يا سيدي لنظره إلي وهذا كلبك يحرس بستانك من الأعداء فأنا عبدك وهذا كلبك فأكلنا رزقك معاً.

فبكى الحسين (عليه السلام) وقال : أنت عتيق لله وقد وهبت لك ألفي دينار بطيبة من قلبي فقال : إن أعتقتني فأنا أريد القيام ببستانك فقال الحسين (عليه السلام) : إن الرجل إذا تكلّم بكلام فينبغي أن يصدّقه بالفعل فأنا قد قلت دخلت بستانك بغير إذنك.

فصدّقت قولي ووهبت البستان وما فيه لك.

قال أنس : كنت عند الحسين (عليه السلام) فدخلتْ عليه جارية فحيّته بطاقة ريحان فقال لها : أنت حرة لوجه الله ، فقلتُ : تجيئك بطاقة ريحان لا خطر لها فتعتقها ؟.

قال : كذا أدّبنا الله قال الله : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وكان أحسن منها عتقها.





،[/B][/B]