كالعادة برهنت الشعوب العربية على أنه لا راد لإرادتها، فها هو الزعيم الليبى معمر القذافى، الذى استمر نظام حكمه لأكثر من أربعة عقود، يسقط فى أقوى ثورات الربيع العربى والتى بدأت بتونس وانتشرت كالنار فى الهشيم .

بدأ سقوط القذافى واستعد الثوار لتولى زمام الأمور فى ليبيا عقب إعلان مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالى الليبى اعتقال سيف الإسلام والساعدى نجلي القذافى، مؤكداً فى تصريحات صحفية أن الكتائب الخاصة بحماية العقيد معمر القذافى قد سلمت نفسها إلى الثوار بعد تأكد اعتقال نجلى القذافى.
جاء سقوط القذافي عقب خطابه الثالث مساء أمس الأحد خلال 24 ساعة حيث طالب القذافي في خطابه الثالث الجماهير الليبية بالنزول للشارع الليبي من أجل مطاردة الثوار الليبين الذي وصفهم بالخونة والجرذان كما اعتاد علي وصفهم .
لم يكن أحد يتوقع أن يسقط "نيرون ليبيا " بهذه السهولة فبعد خطابه الشهير "زنجة زنجة" وبدأت ليبيا تدخل منعطفاً جديداً وبدأ الزعيم الليبى دك المدن وقتل الثوار.

بعد أكثر من 6 شهور من الكر والفر بين الثوار والعقيد سقط القذافى واستسلم حراسه وحوصر فى حصنه الأخير باب العزيزية، وأعلن رئيس المجلس الانتقالى أن القذافى وأولاده سيعاملون كأسرى حرب ولن يعاملوه بنفس معاملته لبنى وطنه من قتل وقمع.

فى حين أعلن أحمد جبريل وزير الخارجية والمتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الليبي أن المجلس ملتزم بتسليم معمر القذافي ونجليه إلي المحكمة الجنائية الدولية لتتولي بنفسها التحقيق فى الجرائم التي ارتكبوها بشأن الشعب الليبي من مجازر دموية .
جدير بالذكر أن القذافي بعد سقوط ولديه سيف الإسلام ومحمد فى أيدى الثوار بدأ يفاوض على نفى أسرته بتونس وهو ما عُرض عليه من قبل ورفضه وقال إنه سيستمر حتى آخر قطره في دمه.