* "لغة القرآن" بما أن القرآن قد نزل بها، فسميت باسمه.
* "لغة الضاد" هو الاسم الذي يُطلقه العرب على لغتهم، فالضاد للعرب خاصة ولا توجد في كلام العجم إلا في القليل.ولذلك قيل في قول أَبي الطيب المتنبي:
وبِهِمْ فَخرُ كلِّ مَنْ نَطَقَ الضَّا دَ وعَوْذُ الجاني وغَوْثُ الطَّريدِ
حيث ذهب به إلى أنها للعرب خاصة.
غير أن الضاد المقصودة هنا ليست الضاد التي تستخدم اليوم في الفصحى التي هي عبارة عن دال مفخمة، أما الضاد العربية القديمة فكانت صوتا آخر مزيجا بين الظاء واللام، واندمج هذا الصوت مع الظاء في الجزيرة العربية. ولأن الظاء هي ذال مفخمة، أي أنها حرف ما - بين - أسناني، فقد تحولت بدورها في الحواضر إلى دال مفخمة كتحول الثاء إلى تاء والذال إلى دال، وصارت هذه الدال المفخمة هي الضاد الفصيحة الحديثة. فالدال المفخمة ليست خاصة بالعربية، بل هي في الواقع موجودة في لغات كثيرة. وهي ليست الضاد الأصلية التي كان يعنيها المتنبي وابن منظور صاحب لسان العرب وغيرهم.
تصنيفها...
تنتمي العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات الأفريقية الآسيوية. وتضم مجموعة اللغات السامية لغات حضارة الهلال الخصيب القديمة، كالأكادية) والكنعانية والآرامية واللغات العربية الجنوبية وبعض لغات القرن الإفريقي كالأمهرية. وعلى وجه التحديد، يضع اللغويون اللغة العربية في المجموعة السامية الوسطى من اللغات السامية الغربية، فتكون بذلك اللغات السامية الشمالية الغربية (أي الآرامية والعبرية والكنعانية) هي أقرب اللغات السامية إلى العربية.
والعربية من أحدث هذه اللغات نشأة وتاريخا، ولكن يعتقد البعض أنها الأقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها اللغات السامية الأخرى، وذلك لاحتباس العرب في جزيرة العرب فلم تتعرض لما تعرضت له باقي اللغات السامية من اختلاط. ولكن هناك من يخالف هذا الرأي بين علماء اللسانيات، حيث أن تغير اللغة هو عملية مستمرة عبر الزمن والانعزال الجغرافي قد يزيد من حدة هذا التغير حيث يبدأ نشوء أي لغة جديدة بنشوء لهجة جديدة في منطقة منعزلة جغرافيا.
تُعرف بأنها أحدث اللغات السامية. فاللغات السامية حسب ترتيب انتشارها هي:
_ اللغة البابلية والاشورية3000-5000 ق م.
_اللغة العبرية من 1500ق م إلى يومنا هذا.
_ اللغة الارامية800 ق م.
_الفينيقية 700 ق م.
_ اللغةالحبشية350 ق م إلى يومنا هذا.
_ العربية العدنانية وهي أحدث اللغات السامية.
نشاتها....
فقد روي عن محمد صلى الله عليه وسلم فيما معناه أن أول من نطق بالعربية هو إسماعيل عليه السلام أو تفتق لسانه بالعربية الفصحى، يدل على ذلك ما رواه الشيرازي في كتاب الألقاب من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أول من فتق لسانه بالعربية المتينة إسماعيل عليه السلام، وهو ابن أربع عشرة سنة ) " المزهر في علوم اللغة وأنواعها لعبد الرحمن جلال الدين السيوطي 1-33 وما بعدها ، والأحرف السبعة للدكتور حسن ضياء الدين العتر- دار البشائر الإسلامية -الطبعة الأولى8891).
وأظنها سميت بالعربية لتأثره بشكل أكبر باللغة العربية الأولى لمخالطته الطويلة لأهلها وزواجه منهم، وسميت بالفصحى لأنه أفصح عنها إسماعيل عليه السلام وسميت بالمتينة لأنها زاوجت بين الساميتين الأقرب للغة السامية الأم، العربية الأولى والعبرية، ولذلك يُعرف بنوه بالعرب المستعربة، نسبة للغة المتينة أو الفصحى التي اكتسبوها من أبيهم، أما أصلهم فلا شك بأنهم ساميون من الناحيتين: من ناحية الجد إبراهيم عليه السلام الذي من الساميين الشماليين، ومن ناحية الأم الجرهمية التي من الساميين الجنوبيين أو ما يعرف بالعرب العاربة أي أنهم لم يكتسبوا لغتهم أو لهجتهم وإنما نتجت عن تطور أي تحول تدريجي من السامية الأولى إلى لغة مستقلة عرّفناها بالعربية القديمة أو الأولى.
ولأن إسماعيل عليه السلام مبارك اندثرت لغة أو لهجة العرب الشماليين كما اندثرت قبائلهم فأين جرهم؟!
والذي بقي وأنتشر هي لغة و ذرية إسماعيل عليه السلام ، إلى أن نزل بها القرآن الكريم ، وبالتالي فإن لغة العرب الشماليين تكاد تختلف كليا عن لغة العرب الجنوبيين التي تكاد تندثر هي أيضا، فبين اللغتين بون شاسع في الإعراب والضمائر وأحوال الاشتقاق والتصريف، حتى قال أبو عمرو بن العلاء
ما لسان حمير بلساننا ولا لغتهم بلغتنا)
والقرآن الكريم حفظ اللغة العربية الفصحى – لغة إسماعيل عليه السلام - من التقسيم الذي كانت قد بدأت تلوح ملامحه في نطق المتكلمين بها فعرفت مثلا:-
عجعجة قُضاعة وهي : قلب الياء جيما بعد العين وبعد الياء المشددة، مثل راعي يقولون فيها: راعج. وفي كرسي كرسج.
وفحفحة هذيل وهي: جعل الحاء عيناً، مثل:أحل إليه فيقولون أعل إلي.
وعنعنة تميم وهي: إبدال العين في الهمزة إذا وقعت في أول الكلمة، فيقولون في أمان: عمان.
وكشكشة أسد وهي: جعل الكاف شيناً مثل : عليك فيقولونها: علي.
وقطْعةِ طيئ وهي: حذف آخر الكلمة، مثل قولهم: يا أبا الحسن، تصبح: يا أبا الحسا.
وغير ذلك مما باعد بين الألسنة وأوشك أن يقسم اللغة إلى لغات لا يتفاهم أهلها ولا يتقارب أصلها. مثل ما انقسمت من قبل السامية ثم انقسمت العربية إلى شمالية وجنوبية.