فارس اليمانيين وأحد الشعراء المعمرين والخطباء الموفدين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولد عام 542 م ولما انتشر الاسلام في قبائل العرب وقدم عمرو بن معد يكرب الزبيدي مع قومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ثم رجع الى قومه ولما مصرت الكوفة بقي بها حتى كانت وقعة نهاوند فحضرها تحت لواء النعمان بن المقرن ومات سنة 641 للميلاد ، والاهم من هذا كله انه هو الذي قتل رستم قائد الفرس بموقعة القادسية إلا ان الذي اجهز عليه تماماً هو ابو محجن الثقفي ، الذي قال مقولته المشهورة ( قتلت رستم ورب الكعبة ) ، وهناك من يقول أن الذي أجهز عليه هو هلال بن علقمة بيد ان الروايات تُجمع أن الضربة الأولى كانت لفارس زبيد عمرو بن معد يكرب الزبيدي حيث لشدة فرحته بالنصر العظيم كان أول من جاء ببشارة النصر إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حيث قال فيه شاعر العرب عباس بن مرداس :
إذا مات عمرو قلت للخيل اوطئي زبيداً فقد أودى بنجدتها عمرو
أما عن أخبار الصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، فيروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أرسل في طلب الصمصامة ، وحين تسلمه نظر اليه ، فهزه ورازه ، فوجده على غير ماسمع عنه ، فوصل الخبر إلى أسماع عمرو بن معد يكرب الزبيدي ، فهجم على الجمل فقطعه نصفين ، وقال : أخبروا أمير المؤمنين أنه طلب الصمصامه لا الساعد الذي يضرب به .
نشأ عمرو بن معد يكرب الزبيدي محمقا اكولا بين قومه .. لا يؤمل منه خير .. ولا تلحظ فيه السيادة .. على ضخامة جثته .. وجهارة صوته .. حتى بلغ أن قبيلة خثعم ستغير على زبيد .. فتأهبوا ودخل عمرو على أخته قال لها أشبعيني .. إن غداً الكتيبة .
فأخبرت أباها ، فقال : سلي هذا المائق مايشبعه ، فأكل عنزاً بثلاثة أصابع من الذرة ، وغارت عليهم قبيلة خثعم ، فتبلد حتى رأى لواء ابيه قد مال ، وانهزمت زبيد ، فهاج وماج ، وهجم على قبيلة خثعم ، وتراجع إليه قومه فهزموا الأعداء ، وأصبح يسمى بفارس زبيد ، وأشتهر بالشجاعة حتى هابته أبطال العرب ، وضرب به المثل في الشجاعة وفي ذلك يقول الشاعر أبو تمام :
اقدام عمرو .. في سماحة حاتم في حلم أحنف ... في ذكاء أياس
وفي شجاعته يقول عن نفسه :
وسرت بضغينة وحدي على مياه معد كلها ماخفت ان أغلب عليه .... مالم يلقني حراها أو عبداها ، فأما الحران فهما : عامر بن الطفيل .. وعيينه بن الحارث بن شهاب ، وأما العبدان فأسود بني عبس ويعني عنتر بن شداد والسليك بن سلكة وكلهم قد لقيت .... "
ومما يروى انه حين وفد عمرو بن معد يكرب الزبيدي على راحلته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله الرسول عند راحلته ، علماً أن الرسول عليه الصلاة والسلام لايستقبل أي رجل حتى ولو كان من عظماء الفرس والروم .. كيف لا وهو فارس الجاهلية والإسلام كما انه من خيار القوم كذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )) .
= شيبة عمرو خير من شبابكم :
مما يقال أنه حين ركب الناقة عمرو وكان طاعناً في السن ضحك الشباب من قريش .. فرد عليهم : أتسخرون بي وأنا عمرو ؟؟
(( والله ماتبقى من شيبتي خير من شبابكم )).
وحين انشد عمرو بن معد يكرب الزبيدي قصيدته التي يفخر بها قومه والتي يقول في مطلعها :
نحن بنو كهلان أرباب العلى نسل الملوك عمومتي من حمير
مايقحم السرحان شلو طريحاً عليه من عود القنا المتكسر
ولولا زعامتنا وشطر سيوفنا لما صاح بالأكوان صوت مكبر
ولو أن الثريا تطاول مجدنا لكنا فوق الثريا بأعلى منزل
وحين فرغ من قصيدته هذه سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا له :
بم بلغتم هذا ياعمرو ؟
فرد عليه قائلاً :
بك يارسول الله .