من شعر مجنون ليلى
تذكرت ليلى والسنين الخواليا ***وأيام لا نخشى على اللهو ناهيا
ويوم كظل الرمح,قصرت ظله*** بليلى , فلهّاني, وماكنت ناسيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمة*** إذا جئتكم بالليل لم أدرِ ما هيا
خليليّ إن لا تبكياني ألتمس*** خليلا إذا أنزفت دمعي بكى ليا
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما*** يظنّان كل الظن أن لا تلاقيا
لحى الله أقواما يقولون أننا*** وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
خليليّ, لاوالله, لا أملك الذي*** قضى الله في ليلى ولاماقضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها*** فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
وخبّرتماني أن تيماء منزل لليلى*** إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنا قد انقضت*** فما للنوى ترمي بليلى المراميا
فيا رب سو الحب بيني وبينها*** يكون كفافا لا عليّ ولا ليا
فما طلع النجم الذي يهتدى به*** ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
ولا سمّيت عندي لها من سمية*** من الناس إلا بلّ دمعي ردائيا
ولا هبت الريح الجنوب لأرضها*** من الليل إلا بت للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها*** عليّ , فلن تحموا عليّ القوافيا
فأشهد عند الله أني أحبها*** فهذا لها عندي فما عندها ليا
قضى الله بالمعروف منها لغيرنا*** وبالشوق مني والغرام قضى ليا
أعد الليالي ليلة بعد ليلة*** وقد عشت دهرا لا أعد اللياليا
وأخرج من بين البيوت لعلني*** أحدث عنك النفس بالليل خاليا
أراني إذا صليت يممت نحوها*** بوجهي, وإن كان المصلى ورائيا
ومابي إشراك ولكن حبها*** وعظم الجوى أعيا الطبيب المداويا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها*** أو أشبهه , أو كان منه مدانيا
خليلي ليلى أكبر الحاج والمنى*** فمن لي بليلى أو فمن ذا لها بيا
خليلي ما أرجو من العيش بعدما*** أرى حاجتي تشرى ولا تشترى ليا
وتجرم ليلى ثـــم تزعم أنني*** سلوت , ولا يخفى على الناس مابيا
فلم أرى مثلينا خليلي صبابة*** أشد علي رغم الأعادي تصافيا
خليلان لا نرجو اللقاء ولا نرى*** خليلين إلا يرجوان التـــلاقيا
يقول اناس علّ مجنون عامر*** يريد سلوا , قلت أنى لما بيا
إذا ما استطال الدهر يا أم مالك*** فشأن المنايا القاضيات وشانيا
إذا اكتحلت عيني بعينك لن تزل*** بخير وجلأّت غمرة عن فؤاديا
فأنت التي إن شئت أشقيت عيشتي*** وأنت التي إن شئت أشقيت باليا
وأنت التي ما من صديق ولا عدا*** يرى نِضوَ ما أبقيتِ إلا رثى ليا
إذا سرت في الليل الفضاء رأيتني*** أصانع رحلي أن يميل حياليا
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن شمالا*** ينازعني الهوى عن شماليا
وإني لأستغشي وما بي نعسة*** لعل خيالا منك يلقى خياليا
هي السحر إلا أن للسحر رقية*** وإني لا ألفي لها الدهر راقيا
معذبتي لولاك ماكنت هائما*** أبيت سخين الدمع حران باكيا
أناجي الذي فوق السماوات عرشه*** ليكشف حبا بين جنبي ثاويا
معذبتي قد طال وجدي وشفني*** هواك , فيا للناس قل عزائيا
و قائلة وارحمتا لشبابه*** فقلت : أجل وارحمتا لشبابيا
ألا يا حمامات العراق أعنيي على*** شجني , وابكين مثل بكائيا
يقولون ليلى بالعراق مريضة*** فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
تمر الليالي والشهور ولا أرى*** غرامي لها يزداد إلا تماديا
فيارب إذ صيرت ليلى هي المنى*** فزني بعينيها كما زنتها ليا
وإلا فبغضها إلي وأهلها فإني*** بليلى قد لقيت الدواهيا
على مثل ليلى يقتل المرء نفسه*** وإن كنت من ليلى على اليأس طاويا
خليلي إن ضنوا بليلى فقربا*** لي النعش والأكفان واستغفرا ليا