منقول


أ. د. حبيب مونسي.

يمثل النص القرآني حيزا ذا طبوغرافية متميزة، تتباين فيها التضاريس، وتتقاطع فيها الوهاد والنجاد في تجانس سحري، يشكل الكون القرآني في معماريته الجديدة التي فاجأ بها القوم، وهم سادرون في كون خامل الذكر. فلما :« ورد عليهم أسلوب القرآن، رأوا فيه ألفاظهم بأعينها متساوقة فيما ألفوه من طرق الخطاب، وألوان المنطق. ليس في ذلك إعنات ولا معاناة. غير أنهم، ورد عليهم من طرق نظمه، ووجوه تركيبه، ونسق حروفه في كلماتها وكلماته، ونسق هذه الجمل في جملته، ما أذهلهم عن أنفسهم من هيبة رائعة، وروعة مخوفة، وخوف تقشعر منه الجلود. حتى أحسوا بضعف الفطرة القوية، وتخلف الملكة المستحكمة. ورأى بلغاؤهم أنه جنس من الكلام غير ما هم فيه، وأن هذا التركيب هو روح الفطرة اللغوية فيهم. وأنه لا سبيل إلى صرفه عن نفس أحد من العرب.» (1).فكان النص القرآني تحول من "الشفوية" العربية، من إيقاعها المتسارع المنتظم، إلى "الكتابية" التي أسست الحضارة الإسلامية.
كان وقع النص القرآني قويا أول الأمر، يأتي بما ألفه القوم في طوره "المكي" حاملا لآيات قصار، موقعة، توحي ب "مشابهة" لما كان عليه الناس قبله. إلا أن تلك "الآية" جاءت محمّلة بمادة معرفية ثرة، تصدم الواقع القائم، وتسفه قناعاته، وتنكر معروفه،وتضع بين يديه لغة جديدة في نسق أجد. يفتح آفاقا واسعة على الكون المادي والروحي. فتتخذ فيه القيم أبعادا أخرى كانت "المادية" الوثنية قد حصرتها في أطر ضيقة، ورمت بها في فضاءات تتناهى يحدها الموت.إن ظاهرة لغويـة كهـذه :« فريدة في تاريخ اللغات. إذ لم يحدث للغة العربية تطور تدريجي، بل ما يشبه الانفجار الثوري المباغت، كما كانت الظاهرة القرآنية مباغتة. وبهذا تكون اللغة العربية قد مرت طفرة من المرحلة اللهجية الجاهلية إلى لغة منظمة فنيا، لكي تنقل فكرة الثقافة الجديدة، والحضارة الوليدة.» (2).
لم تؤسس "الشفوية العربية" سوى "ركاما" هائلا من "المسموعات" يتناقلها الأعراب في حلهم وترحالهم، دون أن يكون لها سلك تنتظم فيه، فتتهذب شوائبها، وترق أطرافها، وتغدو سلسة منقادة، يمكن الإلمام بها. فكان النص القرآني خيط العقد المتين، حتى وإن أجد العرب اللغة :« مفردات، أوجدها القرآن تراكيب خالدة. وإن لهذه اللغة معاجم كثيرة، تجمع أبنيتها ومفرداتها، ولكن ليس لها معجم تركيبي غير القرآن.» (3) فكان القرآن الكريم بعالمه الرحب فتحا يفتِّق أغلاقها، وينف خاملها، ويبعث فيها رجفة حياة أخرى. فالدعوة القرآنية على الرغم من :« تدرجها ومراعاتها مقتضيات المرحلة المكية، لم تتردد لحظة في الكشف عن بغيتها،وعن إرادتها تغيير المجتمع الواقع، ومجابهته، والتصريح بكونها تسعى إلى استبدال الذي هو خير بالذي هو أدنى، .» (4)
إن النص القرآني تحول جذري، يمثل قطيعة مع الجاهلية على مستوى المعرفة، والنسق التعبيري. فهو أسلوب :« عجيب، ومنهج من الحديث مبتكر. كأن ما سواه من أوضاع الكلام منقول،وكأنه بينها -على حد قول بعض الأدباء- وضع مرتجل، لا ترى له سابقا جاء بمثله، ولا لاحقا طبع على غراره. فلو أن آية منه جاءتك في جمهرة من أقوال البلغاء لدلت عن مكانتها، واستمازت من بينها، كما يستميز اللحن الحساس من بين ضروب الألحان، أو الفاكهة الجديدة من بين ألوان الطعام.» (5) فإن كان النص القرآني قد طوى المعرفة الجاهلية، فإنه انزاح عن لغتها، وضادها بنيويا، لقول "الرماني" في وجوه الإعجاز السبعة، حتى ذكر "نقض العادة" . وما نقض العادة ؟ :« فإن العادة كانت جارية بضروب من أنواع الكلام المعروفة، منها الشعري، ومنها السجع، ومنها الخطاب، ومنها الرسائل، ومنها المنثور الذي يدور بين الناس من الحديث، تفوق به كل طريقة.» (6) علما بأن مصطلح نقض العادة في عرف النقد الحديث، يمثل نقطة الابتعاد عن الدرجة الصفر التي تكون فيها اللغة واحدة لدى الجميع، تشير إلى ما هو كائن إشارة واحدة. وكل خرق لهذه القاعة، وهذا المستوى يعد تضادا بنيويا، أو انزياحا، غرضه الأساس "نقض العادة" التي كانت سائدة، وصدم الواقع الراهن. ذلك الذي أفضى بالبعض إلى اعتبار النسق القرآني لغة جديدة كل الجدة. لقد أخبر الحسن بن عبد الرحيم، عن أبي خليفة عن محمد بن سلام الجمحي، قال: قال عمرو بن العلاء: اللسان الذي نزل به القرآن، وتكلمت به العرب على عهد النبي عربية أخرى عن كلامنا هذا.» (7). فهي إذن مادة صوتية تبتعد :« عن طراوة لغة أهل الحضر، وخشونة أهل البادية. وتجمع في تناسق حكيم بين رقة الأولى و جزالة الثانية، وتحقق السحر المنشود. بفضل من التوفيق الموسيقي البديع بينها..إنها ترتيب في مقاطع الكلمات في نظام أكثر تماسكا من النثر،وأقل نظما من الشعر. تنوع من خلاله الآية الواحدة لتجذب نشاط السامع، ويتجانس في آخر الآيات سجعا لكي لا يختل الجرس العام للموافقات في كل سورة.» (8)
1-القرآن بين التفسير والتأويل:
تأخذ مسألة التفسير والتأويل في الفكر العربي القديم أبعادا شتى عند علماء العربية، وأهل التفسير، ورجالات الفرق. عندما يتحدّ المصطلحان لدى البعض، حتى لا تكاد الحدود تبين وتتميز، كونهما يؤولان نهاية الأمر إلى المرجعية الفكرية التي يغترف منها "الفرقاء" أوليات علمهم. فذا ابن حبيب النيسابوري يضج من تداخل الدلالة فيقول:« نبغ في زماننا مفسرون، لو سئلوا عن الفرق بين التفسير والتأويل ما اهتدوا إليه.» (9) فإذا كانت منهجية كانت منهجية البحث تفرض علينا أن نبحث في "الفروق" اللغوية قبل الفروق الاصطلاحية، ورجعنا إلى "لسان العرب" ألفينا بقية من ذلك التداخل يتسرب إلى فكر المصنف، فيذكر لنا بعد أن شرح التفسير، والفسر، قول ابن الأعرابي: التفسير والتأويل معنى واحد. (10) فيتحقق عندنا تذمر "ابن حبيب". غير أننا سرعان ما نجد "ابن منظور" يعود بنا إلى فرق جوهري بين التفسير والتأويل في مادة "أول" فيسجل لنا أن التأويل ردّ أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. بيد أن الخلط المتأخر في دلالة المصطلح، لم يكن كذلك عند الأوائل، وأن تسمية الكتب والمصنفات ب "التفسير" و"التأويل" لم يكن مصادفة أو أخذا بالترادف. لأن الأوائل أدركوا حقيقة بالغة الأهمية في اللغة ورائعا ودقتها. لأن الاسم :« كلمة تدل على معنى دلالة الإشارة، فإذا أشير إلى شيء مرة واحدة فعرف، فالإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة. وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها يما لا يفيد. فإن أشير منه في الثاني والثالث إلى خلاف ما أشير إليه في الأول كان ذلك صوابا.فهذا يدل على أن كل اسمين يجريان على معنى واحد من المعاني،وعين من الأعيان في لغة واحدة، فإن كل واحد منها يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر، وإلا لكان الثاني فضلا لا يحتاج إليه، وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء.» (11)
إن كتاب "أبي هلال العسكري" "الفروق في اللغة" محاولة كبرى للبرهنة على صحة مذهبه، ودحضا لمقولة الترادف في اللغة التي أجمع أهل الإعجاز على بطلانها. لأن في الحديث :« ألفاظا متقاربة في المعاني يحسب أكثر الناس أنها متساوية في إفادة بيان مراد الخطاب، كالعلم والمعرفة، والحمد والشكر، والبخل والشح، وكالنعت والصفة…والأمر فيها وفي ترتيبها عند علماء أهل اللغة بخلاف ذلك. لأن لكل منها خاصية تتميز بها عن صاحبتها في بعض معانيها،وإن كان يشتركان في بعضها.» (12). ول "أبي هلال العسكري" فروق طريفة بين التفسير والتأويل، صاغها مجملة، نعرضها مفصلة على النحوالتالي:
التفسير
- هو الإخبار عن أفراد آحاد الجملة (الألفاظ)
- أفراد ما انتظمه ظاهر التنزيل. ( لغة النص)
التأويل
- الإجبار بمعنى الكلام.
- الإخبار بغرض المتكلم بكلام.
- استخراج معنى الكلام، لا على ظاهره، بل على وجه يحتمل مجازا أو حقيقة.
- أصل التأويل من: إلت إلى الشيء أؤول إليه.إذا صرت إليه. (13)
إن القراءة الأولى للجدول، تضع بين أيدينا جدلية الظاهر والباطن التي حركت الفكر الإسلامي باتجاهاته وفرقه وأهوائه. ذلك أن أبا هلال العسكري، يفتح أمامنا مسار "التفسير" بشقيه: النقل/العقل. فمناط التفسير اللفظ ودلالته التي احتفظت بها الشفوية العربية في أشعارها وحكمها وأمثالها..وجسد النص اللغوي الذي يفضي إلى حقيقة الدليل. إنه يتوخى الوضوح، ووحدة المعنى، فهو واحد لدي جميع القراء. أما التأويل، فخلاف ذلك. لأنه مرتبط ب "الظلال" التي يشيعها الكلام، وتحملها الألفاظ وراء أصواتها وحروفها. فهو ذلك "الهمس" الخافت وراء صخب اللغة..إنه يحاول دوما تفهم، وتدبر مقاصد المتكلم، فيرجح قولا على قول، ويغلب معنى على معنى، حتى يتحقق نهاية الأمر مما يريده هو من النص، لا ما يريده النص منه. لذلك سارع العلماء إلى إلجامه بالشروط.
بيد أن استعمال لفظة بدل أخرى، راجع أساسا إلى منهج القارئ وأداته. ومهما يكن من أمر، فإن التفرقة :« بين التفسير والتأويل، كانت في الحقيقة، تفرقة بين منهجين مختلفين في إدراك النص. إذ يبدو أن التفسير ضرب من الأخذ بالظاهر. أما التأويل، فإنه تجاوز هذا السطح الظاهري إلى أعماق أخرى. وهي التفرقة التي تميز بين مرحلتين مختلفتين من مراحل التفسير.» (14).
وإن الملفت حقا، ورود كلمة تفسير مرة واحدة في القـرآن الكريم، في قوله تعالـى  ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا   الفرقان 33. يقول "ابن القيم" :« فالتفسير الأحسن، هو الألفاظ الدالة على الحق. والحق هو المعنى والمدلول الذي تضمنه الكتاب. والتفسير أصله البيان والظهور، ويلاقيه في الاشتقاق الأكبر الإسفار، ومنه أسفر الفجر إذا أضاء ووضح، ومنه السفر، بروز المسافر من البيوت.» (15). أما التأويل فقد ورد في سبعة عشر موضعا، متراوحة بين ثلاث معان رئيسة:
-احتمال معان أخرى:  فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعلم تأويله إلا الله..  آل عمران 7 .
-تعبير الرؤيا:  ورفع أبويه على العرش، وخروا له سجدا،وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا.  يوسف 100 .
-العدل ، الصدق، الابتعاد عن الغش:  وأوفوا الكيل إذا كلتم، وزنوا بالقسطاس المستقيم، ذلك خير وأحسن تأويلا.  الإسراء 35 . (16).
ويستعرض "عز الدين إسماعيل" (17) آراء المشتغلين بعلوم القرآن بصفة عامة في الفرق بين التفسير والتأويل، من كتاب "السيوطي" " الإتقان في علوم القرآن" نلخصها في الجدول التالي:
1-1-على مستوى اللفظ:
التفسير
- خاص بالألفاظ ومفرداتها.
- يشرح القرآن وغيره من الكتب السماوية، والنصوص والكلام.
- بيان معنى لفظ لا يحتمل إلا معنى واحدا مع قيام الدليل القاطع.
- يكون لغريب الألفاظ.
- يكون لكلام يتضمن قصة، أو سبب نزول.
التأويل
- مرتبط بالمعاني والجمل.
- مقصور على القرآن، فلا نقول تأويل قصيدة أو خطبة.
- هو اختيار معنى من المعاني المحتملة مع تقديم الدليل على صحة المعنى، إنه ترجيح أحد المعاني المحتملة المناسبة.
- يكون للألفاظ كما يكون للجمل.
1-2-على مستوى النص:
التفسير
- يتعلق بالرواية.
- مقصور على الإتباع والسماع.
- لا يحتمل الاجتهاد، أو الاستنباط.
التأويل
- يتعلق بالدراية.
- متعلق بالاستنباط.
- يقوم على المعرفة، الحذق، التماس الترابط. الاهتمام بالسياق العام.
إن أول خلاصة نسجلها أن كل:« فرقة من الفرق لها معنى اصطلاحي لكل من التفسير والتأويل، يتفق مع مفهومها الفكري من ناحية، ومع قصدها من تأويل كتاب الله من ناحية أخرى.» (18) وسواء سجلنا حدوده عند أهـل السنة والجماعة ( النقل)، أو عند المعـتزلـة ( العقل)، أو عند الفرق (الرأي والباطن)، فإننا نميز بين تأويلين:
أ-التأويل المذموم: وهو تأويل الذين في قلوبهم زيغ يؤولون ابتغاء "الفتنة" وابتغاء "تأويله" وذلك بإخراج المدلول عن مقاصد النص المحتملة إلى أمر مبيت سلفا، خدمة لطائفة، أو هوى. وهو أربعة أصناف:
-من كان تأويله لهوى أو شبهة: وهو أخطر أنواع المتأولين. وهو الذي ساء قصده، وساء فهمه للنص.
- من كان تأويله لهوى من غير شبهة: وهو الذي ساء فهمه للنص.
- من كان تأويله لشبهة من غير هوى: وهو الذي قصر فهمه، وسلمت نيته.
- من كان تأويله على هدى من غير هوى ولا شبهة: وهو الذي سلم قصده، وسلم فهمه.
ب- التأويل المحمود: وهو الذي حدده "ابن كثير" بأمرين:
-التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول إليه أمره. ومنه قوله تعالى: هل ينظرون إلا تأويله. أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد.
-هو التفسير والتعبير والبيان عن الشيء، كقوله تعالى: نبئنا بتأويله، إنا نراك من المحسنين. أي بتفسيره. (19)
وأجمل الإمام "البغوي" أمر التأويل والتفسير في قوله: « التأويل هو صرف الآية إلى معنى محتمل يوافق ما قبلها، وما بعدها، غير مخالف للكتاب والسنة من طريق الاستنباط. والتفسير هو الكلام في أسباب نزول الآية، وشأنها وقصتها.» (20).
إننا نلمح من خلال التعاريف السالفة –من خلال التأويل- حركتين علميتين: حركة تميل إلى التوسع في الاعتماد على الاستنباط والقياس وفتح باب النص على مصراعيه، والبحث عن المقاصد وعللها، استنادا إلى الفهم الثاقب، والحاسة الأدبية الرفيعة. وحركة محافظة تؤثر الوقوف عند دلالة النص والآثار. غير أننا نلاحظ كذلك، أن النظر في القرآن الكريم من زاويتي النقل والعقل قد أنشأ المعارف الإسلامية، التي آلت إلى القرآن الكريم –مرة أخرى- لتدارس إعجازه. فمن النظر:« في قوانين القرآن العلمية نشأ الفقه، ومن النظر فيه ككتاب ميتافيزيقا نشأ علم الكلام، ومن النظر فيه ككتاب أخروي نشأ الزهد والتصوف والأخلاق، ومن النظر فيه ككتاب للحكم نشأ علم السياسة، ومن النظر في كلغة إلهية نشأت علوم اللغة..» (21)
2-شروط التأويل:
إن العملية التأويلية تقتضي شروطا، لا تكفي فيها المعرفة اللغوية وحدها، بل لابد من معرفة خاصة. يقسمها "أبو حامد الغزالي " إلى قسمين: منها ما يتعلق بالألفاظ الشرعية. ومنها ما يتعلق بالخبر وصحته..فالألفاظ عنده على ثلاثة أقسام:
- ألفاظ صريحة لا تحتاج إلى تأويل.
- ألفاظ مجملة يتولى الله بيانها.
- ألفاظ ليست مجملة، ولا صريحة، مثل تلك الدالة على صفات الله.
أما ما يتعلق بالنص، فثلاث:
- التواتر: وشرط التواتر صحة الخبر.
- ما يسند إلى الإجماع: أي ما اتفق عليه أهل الحل والعقد.
- ما يسند إلى الباعث على تجاوز الظاهر: ويتطلب النظر في الدليل الباعث على التجاوز، وبرهان التجاوز.(22)
3- شروط المؤول:
يسميها "ابن القيم الجوزية" العدة الكسبية، والعدة الوهبية.أما الكسبية فهي ذاتية، نابعة من الفرد، يتوصل إليها عن طريق الدرس والتحصيل والتعلم، ترتكز على ثلاثة محاور:
-النظر في المفردات: (علم اللغة، علم الصرف، علم الاشتقاق).
-النظر في التراكيب: (علم النحو، علم المعاني، علم البيان).
-النظر في القضايا القرآنية: (أسباب النزول، المكي والمدني، الناسخ والمنسوخ). (23)
وهي علوم متداخلة متكاملة، تفضي إلى بعضها بعض بأسباب. أما العدة الوهبية: فهي الإلهام الصادق، والفهم الثاقب، والإخلاص للأعمال الصالحة. وهي "وهبية" يقذفها الله في قلوب الخاصة.(24)
إننا نلاحظ – نهاية الأمر- أن التفسير والتأويل، قراءتان للنص القرآني، تلتزم الأولى بالمأثور من القول، وتذهب الثانية إلى ترجيح الاحتمالات وفق فهم خاص، صنعته أفكار سابقة، واتجاهات فكرية وسياسية معينة، تجعل الفكرة أولا والنص تاليا. تتحايل عليه من خلال طرق الاستنباط والاستدلال، لتنتهي به إلى نتيجة معدة سلفا/ ما كان للنص أن يحملها لولا تلك "النية" وذلك "التوجه" والقناعة.
4-القرآن والترجمة:
هناك حقيقة أخرى تتصل بالقرآن الكريم في معماريتيه الكلية. ذلك أن النص القرآني يقوم على ثلاثة طبقات متراقيات: طبقة أولى تتصل بذات الله عز وجل، يتحدث فيها عن ملكوته وعلمه، وإرادته،وقدرته، مستعملا عين اللغة التي يتحدث بها البشر. بيد أن مراده من دلالاتها يخرج عن نطاق الاقتدار البشري فيما يدركون ويتصورون. وهي الطبقة التي إن دخلها العقل محاولا تصور الحدود والكيفيات ضل ضلالا بعيدا، وعادت عليه محاولاته بالباطل. وليس أمامه إلا التسليم والتصديق، والإيمان بما أخبر. وقد تولى الله عز وجل الإخبار عنها بما يكفي الذات المؤمنة من خبر. وقد سجل الفكر الإسلامي زوغان المحاولات التي رامت إدخال العقل في مجال هذه الطبقة، وكيف انقلب الفهم إلى نفي الصفات، أو إلى التجسيم الباهت الساذج.
إن لغة النص القرآن في هذه الطبقة، لا تتعامل مع المفاهيم بنفس الطريقة التي تتعامل معها في الحديث البشري العادي. ذلك أنها لاتعترف بالزمان والمكان على النحو الذي يدركه الناس في تعاملهم مع الزمان الخاضع للتوالي والتعاقب، ولا مع المكان الخاضع للامتداد الحدود. فالزمان بالنسبة لله عز وجل حدث وانتهى، أي أنه يعلم مبتداه ومنتهاه، وقد جرى القلم بتسجيل أحداثه دقيقها وجليلها، ماضيها ومستقبلها وحاضرها. فالأزمنة اللغوية تفقد دلالتها النحوية إذا ما دخلت مجال هذه الطبقة فقدانا كليا. وكل ترجمة لا تلتفت إلى هذه الحقيقة، ستفوت على نفسها إدراك حقيقة اللغة أولا، وحقيقة المراد الإلهي ثانيا. بل قصارها أن تلتزم ما قاله المفسرون في هذا المقام، تستعين به على الترجمة الصحيحة للنص.
أما الطبقة الثانية: فإن مجالها بشري، ولكنها على الرغم من البشرية تظل بعيدة عن العقل وأحكامه وموازينه المشروطة بالزمان والمكان والفهم المتاح. وهي الطبقة التي تولت بيان الأحكام المتعلقة بالعبادات وكيفياتها. فاللغة فيها عين اللغة التي تجري على ألسنة المتحدثين، ولكنها تلتمس من الطبقة الأولى خصوصية انتمائها إلى إرادة الله في الصيغ التعبدية التي يتقرب بها عباده منه. قد يحاول العقل –إن اجتهد- أن يجد لها معان تسمح له بفهم أعمق لحقيقة العبادات ومغازيها. ولكنها تظل مجرد اجتهادات قد تجد من يأخذ بها ويستحسنها وقد تجد من يستهجنها. وليس من سبيل أمام الترجمة إلا الأخذ بما جاء فيها على وجه الظاهر، دون أن تتأول شيئا منها. بل لا يحق لها أن تخط خطا من دون العودة إلى أهل التفسير للتأكد من المراد بها لغة واصطلاحا. فالمترجم مرهون بالتفسير يتأكد من خلاله من المراد الصحيح للآيات، قبل المبادرة إلى النقل في اللغة الثانية. فالترجمة إذن ترجمة لتفسير، وليست ترجمة للنص المقدس. وإذا كان الأمر كذلك توجب على المترجم أن يحدد نوع التفسير الذي يستقي منه مادته. لأن التفاسير مثلما شهدنا تخضع هي الأخرى لاتجاهات الفكر الذي يؤطر إدراكها وتصورها للمعاني.
أما الطبقة الثالثة، فهي الطبقة التي تتصل بحاضر الناس ومعاشهم، وهو المجال الذي تتحرك فيه اللغة على أعراف العادة والاستعمال البشري. وهي بذلك تفتح أمام العقل رحابة التفسير والتأويل وفق الشروط التي ذكرناها من قبل. فإذا قارنا بين الطبقات من حيث السعة والشمول ألفيا أن المجال الذي يتحرك فيه العقل أدنى المجالات. بيد أن إعجاز هذه الطبقة –على الرغم من انحصارها- تظل مفتوحة على البحث والاستكشاف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وهي خير دليل على ضآلة هذه الأداة التي يعتد بها الإنسان، والتي هي دوما عرضة للانزلاق وراء ركوب غرور الإحاطة في الفهم.
إن الترجمة التي تتجاهل هذه المعمارية في القرآن الكريم، تشوه النص، وتكون مثارا لشكوك كثيرة تنتاب المتلقي، عندما تتعارض مفاهيمها مع منطق الأشياء والفطرة فيه. أو تحمل إليه اللغة التي لم تتعرف على حدودها الدلالية عكس ما حملت اللغة المصدر من بيان عن الله عز وجل. وإن المتتبع لملاحظات "حدروق ميموني" على الترجمات يكتشف مقدار الجناية التي ارتكبتها الترجمات في ادعائها القدرة على نقل النص القرآني في جملته. بل إن هيمنة المعتقدات المسيحية على المترجم، وتجاهله لمراجعة التفاسير، جعله يقع فريسة المقابلة بين العقيدة المسيحية والعقيدة الإسلامية، يجري فهمه للأولى على الثانية، فيشوه روح الدين، قبل تشويه روح النص.
5-النص والترجمة:
يعلن "حدروق ميموني" ابتداء أن ترجمة القرآن الكريم مستحيلة، بل متعذرة. وأن الترجمات التي قدمت للقرآن الكريم لم تقدم للآخر حقيقة النص القرآني، بل على العكس من ذلك، عملت على تشويه حقيقته المشرقة، ومسختها في خليط من التصورات المسيحية والوثنية. بل لم يجد في مقدمات الترجمات ذكرا للداعي الذي أقحم هؤلاء معترك الترجمة، إلا عند "كازيميرسكي" "kazimirsky" الذي يصرح بأنه قد كلف بمراجعة ترجمة "سفاري" "savary" التي كانت مشايعة للقرآن.(25) ولم يبن الباقون المآخذ التي دعتهم لمعاودة الترجمة. وكأن فعل الترجمة في كل مرة ، وعند كل واحد منهم يحمل هما جديدا غير معلن عنه، وإلا فما الداعي إلى ترجمة كتاب قد ترجم مرات عديدة إن لم يكن هناك من داع قوي يعطي للترجمة الجديدة مكانتها في درجات التحقيق العلمي ؟.
لم يكن هم المؤلف تتبع الترجمات كلها، تتبعا منهجيا آية آية، فذلك جهد معتبر، قد يستغرق مؤلفات عديدة، ولكن اقتصر مراده على عينات يقدمها للتدليل على سوء الفهم لحقيقة القرآن الكريم أولا، وعلى سوء القصد وراء الترجمة ثانيا، وعلى الجهل الصراح باللغة العربية وطرق تأديتها المعنى. لذلك أخذ المؤلف يقتطف من الترجمات موقفها من الآية الواحدة، ليكشف عن المزالق التي يركبها المترجم جهلا، وسوء فهم، وجنفا عن القصد. نحاول أن نختار منها ما يناسب التقسيم الثلاثي لطبقات النص القرآني الذي عرضناه من قبل، على سبيل التمثيل أولا، وعلى بيان أهمية الكتاب ثانيا، وعلى وجوب قيام مشروع ضخم لمراجعة الترجمات جميعها قصد المبادرة في ترجمة حقيقية للقرآن الكريم، يضطلع بها أهل العربية قبل غيرهم من الأقوام والأجناس. ما دامت مهمة التبليغ تقع على عاتقهم، وفيهم من يحسن من اللغات ما يجعل الترجمة خير رسول يبلغ عن القرآن الكريم مقاصده إلى البشرية.
5-1- إني جاعل في الأرض خليفة
-kazimirsky. Je Vais Etablir Sur Terre Un Vicaire.
-pesle. Qu’il Voulait Avoir Sur Terre Un Representant.
-hamidoullah .je Vais Designer Un Lieutenant.
-blacher .je Vais Placer Sur Terre Un Vicaire.
-masson. Je Vais Etablir Un Lieutenat Sir Terre.
-mazigh. J’ai Resolu D’etablir Un Lieutenant A Moi.
-kechrid .je Vais Placer Sur Terre Un Successeur.
إن لنا في مقابل "خليفة" ألفاظا تبتعد عن المراد الإلهي من اللفظ العربي. فلفظ "vicaire" يحيل على فهم مسيحي لاهوتي صرف، يجعل الخليفة في درجة "البابا" الذي ينوب عن "الرب" في الاعتقاد المسيحي. أما لفظ "lieutenant" فهو الذي يخلف رئيسه المباشر في المهمات. فأين هو مراد الله عز وجل من لفظ "خليفة" ؟.(26)
5-2- هن لباس لكم، وأنتم لباس لهن 
-kazimirsky.elles Sont Votre Vetement Et Vous Etes Le Leur.
-blacher.elles Sont Un Vetement Pour Vous Et Vous Etes Un Vetement Pour Elles.
يعلق "ميموني" على هذا اللون من الترجمة قائلا :« منا هنا أرى ابتسامة ترتسم على شفتي كزيميرسكي وبلاشير، لأنهما فرضا على المترجمين ترجمة تجعل القرآن الكريم مثار سخرية.» (27) فالترجمة الحرفية لن تبلغ أبدا المقصد الكامن وراء دلالة "اللباس" التي تنصرف بطرق التأويل إلى المحافظة، والأمن، والسكينة، والستر، والاستقرار، وكل ما تحمله العشرة الزوجية من استمرار للنوع. فالاقتصار على المستوى الحرفي في هذا الموقف من شأنه أن يثير الاستغراب في ذهن المتلقي، ويدفعه إلى التساؤل عن جدية النص في مراده .
5-3- يسألونك عن الخمر والميسر
-kazimirsky.ils T Interrogent Sur Le Vin Et Le Jeu.
-blacher. Les Croyants T’interrogent Sur Les Boissons Fermentees.
-hamidoullah.masson.mazigh.kechrid. Vin.
إن المعرفة البسيطة لدلالة الألفاظ العربية، تمكن قارئ القرآن الكريم من إدراك المراد الكامن وراء كلمة "الخمر" التي تنصرف إلى التغطية والحجب، قبل الانصراف إلى معنى السكر الذي يغطي العقل والتمييز السليم. فالخمر مطلق ما ستر العقل وعطل فاعليته الإدراكية. والترجمة التي قدمها المترجمون توقف المعنى عند "النبيذ" وحسب، وكأن المواد الأخرى التي تحجب العقل كالمخدرات ليست معنية بالتحريم في هذه الآية الكريمة، بل وحتى المسكرات الكحولية غير معنية بذلك. فكيف يحرم النبيذ ولا تحرم المخدرات والكحول ؟.(28)
5-4- فتيمموا صعيدا طيبا، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم.
-kazimirsky. Frottez-vous Le Visage Et Les Mains Avec La Menue Poussiere.
-pesle. Avisez De La Terre Propre Et Frottez-vous En Le Visage Et Les Mains.
-blacher .recourez A Du Bon Sable Et Passez-vous En Sur Le Visage Et Sur Les Mains.
إن الذي يقرأ مثل هذه الترجمة، تتملكه الدهشة من الذين الذي يدعوا أتباعه إلى تلطيخ الوجه بالتراب، وفركه به، حتى وإن أدى ذلك بهم إلى مختلف الأمراض الجلدية، وأمراض العيون، وهو الدين الذي شاع عنه جعل النظافة ركنا ركينا في تعاليمه. ولكن المترجم لا يجد سوى كلمة "frotter" مقابل "امسحوا" وشتان بين الفرك والمسح. وليس الصعيد الطيب غبارا، ولا ترابا، وإنما هو" صعيد طيب" ينوب عن الماء "رمزيا" عند تعذر وجود الماء، أو لعذر يبيح التيمم رحمة بالمريض الذي قد يتسبب استعمال الماء في استفحال علته. ولكن جهل المترجم باللغة ومرادها، وسوء قصده، ونيته المبيتة في تقديم النص القرآني تقديما يثير الاستغراب ثم النكران، هي التي تملي عليه تجاوز الاستقصاء السليم لمراد القرآن الحق، إلى تخمين سخيف يفصح عن جهل المترجم أولا وأخيرا. (29)
5-6- وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
-kazimirsky. Les Serviteurs Du Misericordieux Sont Ceux Qui Marchent Avec Modestie Et Qui Repondent Paix Aux Ignorants Qui Leur Adressent La Parole.
-pesle. Les Serviteurs Du Misericordieux Sont Ceux Qui Se Comportent Avc Modestie En Ce Bas Monde Et Repondent Toujours Par Des Paroles Conciliantes Aux Ignorants Qui Leur Adressent La Parole.
-blacher. Les Serviteurs Du Bienfaiteur Sont Ceux Qui Marchent Modestement Et Qui Interpelles Par Les Sans Loi Repondent Salut.
-hamidoullah. Et Voici Quels Sont Les Esclaves Du Tres Misericordieux. Ils Marchent Humblement Sur Terre …
إن لفظة "humble" تدل على الشخص الذي ينحني طواعية في خنوع، مسلوب الشرف والأنفة. ومثل هذه الترجمة تكشف عن العقلية التي تتصور المسلم دائما في خنوع وانكسار، منعدم الشخصية التي تواجه المواقف. إن همه الوحيد في التنحي بعيدا عن تيار الحياة، وأن يبحث لنفسه على السلامة.إن "masson" تقول:« Voici Quels Sont Les Serviteur Du Misericordieux » وكأنها نعين لونا من الناس لغيرها تأكيدا، وهذا اللون هم المسلمون تخصيصا. وهو الفهم الذي يتماشى مع العقلية التي أنشأت الترجمة لتستخلص من القرآن الكريم زعما ما تعضد به رؤيتها للإسلام والمسلمين. (30)
5-7- يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون.
-kazimirsky. Il Gouverne Tout Depuis Le Ciel Jusqu’a La Terre.puis Tout Lui Retournera Au Jour Don’t La Duree Sera De Mille Annees De Votre Comput.
-pesle. Il Arrete Les Decisions Pour Le Ciel Et La Terre Puis Le Resultat Lui Revient Dans Un Jour Qui A La Meme Duree Que Mille Ans Sur Terre.
-blacher Allah Elabore L’ordre Envoye Du Ciel Sur Terre …
-hamidoullah. Du Ciel A La Terre..
-masson .du Ciel Il Dirige Tout.
هناك إصرار صريح على تأكيد المكان الذي يقيم فيه الله عز وجل، وإحلاله حيزا يحتويه. وهي الصورة التي تعتمدها العقيدة المسيحية في موقعتها للرب في السماء. بيد أن السماء في النص القرآني لا تعني أبدا ما يفهمه العامة من السماء، فالله أوسع من المكان، وهو ذات الوقت أقرب للعبد من الحبل الوريد. إن تعمد موقعة الله في السماء توحي بهيمنة لرؤية المسيحية أولا، وبمحاولة تشويه الاعتقاد السليم للوجود الإلهي المحيط في الإسلام.فكل من قرأ مثل هذه الترجمات سيعتقد جازما أن المسامين يعتقدون في إله تقيم في السماوات، يسير أمر الأرض من هناك، ويدبر شؤونها عن بعد.(31)
إنها عينة بسيطة عن الترجمات المغرضة التي تصدت للقرآن الكريم، دون أن يكون لها سند معرفي يخول لها إدراك حقيقة اللغة التي حملت كلام الله عز وجل، ودون الاستفادة من التفاسير التي ذللت عقبات الفهم، وبين مراد الله في كل آية من آياته الكريمات. لقد كان أحرى بهؤلاء إن صدقت النية أن يترجموا تفسيرا من التفاسير، مختصرا كان، أو مسهبا، ليقدموا إلى ذويهم نص القرآن الكريم وقد قدمه لهم أهله تقديما خال من الغموض، بعيدا عن هيمنة التصورات الدينية الأخرى التي قد تشوش تقبله الصافي والسليم. ولكن سوء النية وسوء القصد، مضافا إلى الجهل بطبيعة اللغة العربية جعل هذه النصوص أن تكون كل شيء إلا أن تكون ترجمة للقرآن الكريم.
إن كتاب "حدروق ميموني" جرس إنذار، يشعرنا بوجوب قيام بحث دقيق يراجع الترجمات للتنبيه على مزالقها وأخطائها، ونشر ذلك في الأوساط الغربية التي تتعاطى مثل هذه الترجمات، ثم العمل على إنشاء ترجمة للتفاسير المختصرة الواضحة، واقتراح ترجمة للنص القرآني أخيرا يكون المعتمد الوحيد في الدراسات الإسلامية الغربية والعربية المكتوبة بغير العربية.
هوامش:
1-القرآن الكريم.
2- مصطفى صادق الرافعي.تاريخ آداب العرب.ج2.ص:182.دار الكتاب العربي ط2.1974.بيروت.
3-مالك بن نبي. الظاهرة القرآنية.ص:184.(ت) عبد الصبور شاهين.دار الفكر.1981.طرابلس.لبنان.
4-مصطفى صادق الرافعي.م.م.س.ص:268.
5-محمد التومي. المجتمع الإنساني في القرآن الكريم.ص:81.الدار التونسية للنشر/المؤسسة الوطنية للكتاب.الجزائر.1986.
6-محمد عبد الله دراز.النبأ العظيم.ص:94.93.دار القلم.1977. الكويت.
7-الرماني. النكث في إعجاز القرآن. ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن الكريم.ص:68.(ت) خلف الله ومحمد زغلول سلام.دار المعارف.ط2.1965.
8-م.س.ص:43.42.
9-محمد عبد الله دراز.مدخل إلى القرآن الكريم.ص:116.115.دار القلم 1984. الكويت.
10-جولد زيهر.مذاهب التفسير.نقلا عن رفعت محمد الشرقاوي.الفكر الديني في مواجهة العصر.ص:35.دار العودة.ط2.1979.بيروت.
11-ابن منظور. لسان العرب.ص:1095.
12-أبو هلال العسكري. الفروق في اللغة.ص:13.دار الآفاق الجديدة.ط5.1981.بيروت.
13-الخطابي.بيان إعجاز القرآن.ص:29. ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن الكريم.(ت) خلف الله ومحمد زغلول سلام.دار المعارف.ط2.1965.
14-أبو هلال العسكري.م.س.ص:49.48.
15-رفعت محمد الشرقاوي.الفكر الديني في مواجهة العصر.ص:37.دار العودة.ط2.1979.بيروت.
16-ابن القيم الجوزية.مختصر الصواعق المرسلة..نقلا عن صبري متولي.منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم.ص:50.دار الثقافة للنشر.1986.مصر.
17-م.س.ص:50.
18-عز الدين إسماعيل.نصوص قرآنية في النفس الإنسانية.ص:17.16.دار النهضة العربية.1975.بيروت.
19-صبري متولي.منهج أهل السنة في تفسير القرآن الكريم.ص:48.دار الثقافة للنشر.1986.مصر.
20-أنظر م.س.ص:56.
21-أنظر عبد الحميد خطاب.الغزالي بين الدين والفلسفة.ص:157.المؤسسة الوطنية للكتاب.1986.الجزائر.
22-عبد الحميد خطاب.الغزالي بين الدين والفلسفة.ص:337.المؤسسة الوطنية للكتاب.1986.الجزائر.
23-م.س.ص:337.
24-أنظر ابن القيم. التفسير القيم.(ت) محمد حامد الفقي. دار الباز1978. مكة المكرمة.
25-hadroug Mimouni. L’islam Agresse.p.73. Entreprise Nationale Du Livre.1990.algerie.
26-ibid.p.74.
27-ibid.p.80.
28- Ibid.p.82.
29- Ibid.p.86.
30- Ibid.p.92.
31- Ibid.p.93.94.