وقع قرابة 400 رئيس قبيلة وشيخ عشيرة ورجل دين اتفاقية الامن والسلام لمنطقة شمال بابل بحضور ممثل رئيس الوزراء نوري المالكي وعدد من المسؤولين المحليين في المحافظة وقادة عسكريين عراقيين.
وتضمنت الاتفاقية التي وقعت خلال المؤتمر التاسيسي للمجلس السياسي لعشائر شمال بابل الذي عقد اليوم في الحلة تحت شعار (من ارض بابل تنطلق نواة المصالحة الوطنية لتعزيز امن الجميع) تضمنت الاتفاق على تحريم سفك الدم العراقي وانتهاك الاعراض واتلاف الاموال وتكفير أي انسان مهما كانت طائفته ويرفض التخوين والمزايدة على الوطنية والايمان ويمنع ايواء او تقديم الدعم للارهابيين والتكفيريين او المليشيات او المجاميع الاجرامية او أي شخص خارج على القانون ولا يسمح بالاستعانة بهذه المجاميع في حل أي مشكلة قد تحصل بين العشائر وتحريم تهجير العوائل والمشاركة الفعالة في عودة العوائل المهجرة قسرا من اراضيها وبث روح التسامح والنظر الى غد افضل ويتحمل شيخ العشيرة وعشيرته المسؤولية عن امن منطقته واعلام السلطات المحلية بالاعمال التي تسيء الى امن المنطقة والامتناع عن استخدام العنف والتحريض عليه في حل المشاكل بين ابناء العشيرة الواحدة والتعاون مع السلطات المحلية لحل المشاكل والمساعدة في دعم الامن والاستقرار واشاعة روح الاخوة الاسلامية بين ابناء العشائر ومحاربة السلوك الطائفي.
كما تضمنت الاتفاقية التي وقعها شيوخ عشائر الجنابيين والمسعوديين والقره غول والدليم والخنافسة والمعامرة على احترام المساجد والحسينيات على اساس انها اماكن للعبادة وحمايتها من أي عدوان وابعادها عن أي صراع سياسي او حزبي والمشاركة الفعالة في المصالحة الوطنية ومعالجة ودعم الدولة والمشاركة في العملية السياسية على ان لا يكون هذا المجلس بديلا عن السلطة المحلية في المحافظة بل مستشارا وساندا لها ومساعد في طرح المشاكل وايجاد الحلول لها وفي المقابل تلتزم السلطة المحلية او قوات التحالف احضار احد اعضاء المجلس او أي شخص مخول منه في حالة دهم المناطق او اعتقال الاشخاص المشتبه بهم في دعم الارهاب فضلا عن ذلك اتفق الموقعون على ان تقوم العشيرة بنبذ أي شخص يخالف او يخل باحد بنود هذه الاتفاقية.
والقى ممثل رئيس الوزراء الدكتور فعال نعمة مستشار رئيس الوزراء لشؤون العشائر كلمة نقل في مستهلها تحيات دولة رئيس الوزراء نوري المالكي للمؤتمرين ومباركة الحكومة لاي جهد يخدم الامن وبناء العراق مبينا ان تشكيل المجلس ياتي استنادا الى توجيهات رئيس الوزراء في دعم اللحمة والتاخي في شمال بابل.
واوضح ان المجلس سيكون مسؤولا عن المنطقة الممتدة بين جرف الصخر غربا الى غرب جبلة شرقا ومن الاسكندرية شمالا الى المحاويل جنوبا باعتبارها المنطقة الساخنة في شمال بابل.
واستعرض ممثل رئيس الوزراء الدور التاريخي للعشائر في بناء الدولة العراقية الحديثة منذ ثورة العشرين مستشهدا بتوجيهات اية الله العظمى السيد علي السيستاني في هذا السياق اذ نقل عن المرجع الاعلى تاكيده على ضرورة ايلاء العشائر العراقية دورا هاما في ما يتعلق بمحاربة الارهاب والحفاظ على وحدة العراق والمشاركة في المصالحة الوطنية من خلال تجاوز الماضي.
واضاف ان القيادة السياسية وقوات التحاف هي الاخرى تمتلك رؤيا تنصب في سياق دعم شيوخ العشائر في هذه المرحلة لما تمثله من ثقل في المجتمع العراقي مشيرا الى ان الحرب التي تقودها العشائر في الانبار ضد الارهاب اكدت بما لايقبل الشك ان القتال في العراق ليس قتالا طائفيا بل هو قتال ضد اجندة خارجية وهذا ما يجب ان يتنبه اليه الجميع.
ودعا السنة والشيعة الى ضرورة اعادة النظر بجميع السلوكيات والافعال التي جرت على الساحة العراقية منذ سقوط النظام السابق وضرورة اللجوء الى طاولة النقاش والتحاور بما يخدم القضية الوطنية التي يجب ان يدافع عنها جميع العراقيين مؤكدا ان طبيعة النظام السياسي الجديد في العراق سوف لن تسمح لاية فئة بالاستئثار بالحكم بعيدا عن الفئات الاخرى.
من جانبه اكد سالم صالح المسلماوي محافظ بابل في كلمة له على ان ما تشهده بعض المناطق في شمال المحافظة من صراعات لا تعود الى اختلاف بين العراقيين انفسهم بل تعود الى التدخلات الخارجية التي تشمل اغلب المناطق والمحافظات العراقية داعيا الجميع الى تامل ما يطرح من اجندات خارجية وما اذا كانت هذه الاجندات تصب في مصلحة العراق ام انها تريد النيل منه والاساءة الى ابناءه مناشدا المؤتمرين الى ان يتخذوا من هذا المؤتمر فرصة لوضع النقاط على الحروف ووضع اللبنة الاولى للمصالحة والتاخي لتكون بذلك محافظة بابل انموذجا لجميع المحافظات مشيرا الى ان وقوق العراقيين صامتين ازاء ما يحدث من قتل وتهجير انما يمثل نقطة ضعف في تاريخ العراق.
.[/B]
واشد الدكتور نعمة جاسم نائب رئيس مجلس المحافظة بالجهود الحثيثة والمباركة التي اثمرت عن تشكيل هذا المجلس.
وحضر المؤتمر المنسق الاقليمي للسفارة الاميركية لمنطقة جنوب الوسط واللواء عثمان علي فرهود قائد الفرقة الثامنة للجيش العراقي ومحمد المسعودي رئيس مجلس المحافظة واللواء قيس المعموري مدير شرطة بابل فضلا عن مسؤولين اداريين وممثلي عدد من الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني.