أبو مخلد جهود جباره لا أرى بوسع قلمي البسيط أمامك ان يكتب حرف شكر واحد على ماذكرت ليرد الجميل
,اسمحلي أن أضيف ما سطرنه نساء الفرات الى جانب أخوتهن من الرجال
شاعرات فراتيات
لعبت المرأة دورا اساسيا في التحريض وبقيت ترافق اخيها المقاتل في سوح القتال وهي تشد من عزيمته وهمته وينقل لنا التاريخ اشعارا كثيرة من سفر البطولة والفداء وما جرى للشاعرة (ارياسة) من عشيرة ال عمر والدة الشيخ امهيدي ال صالح من رؤساء عشيرة آل عمر في الدغارة وهي تخاطب الشيخ عطية ال دخيل شيخ عشائر الاكرع في الديوانية وقد امسكت بلجام فرسه عندما عاد من (وقعة) له مع العثمانيين وكانت اكبر منه سنا وانشدت فقالت:
عفرين يبن اخوي عفرين
يشيال راسي للميازين
يروض الكفيعة للممحلين
يدعدوش يمرمل النساوين
يرمضان يمبلم الشياطين
يالذابح الباشات صوبين..
كما لعبت المرأة دورا اساسيا في التحريض والتسجيل في الدفاع الروحية نفسها مع اخيها المقاتل وبقيت ترافقه في سوح القتال وهي تشد من عزيمته وهمته ورفع معنوياته وتحقيق الانتصار على العدو من خلال شعرهن او اهازيجهن في ثورة العشرين الوطنية وهن يعبرن عن موقف مميز وبلسان صادق لامرأة استشهد ولدها الوحيد او زوجها او احد اخوانها او احد الثوار فأنشدت بصدق ومن هؤلاء الشاعرات(صافية) زوجة عطية ال دخيل والدة جبل الرهينة لدى الانكليز مع ابن اخيه موجد الشعلان عندما رأت تلاحم الجيوش الانكليزية مسنودة بالمدفعية والطائرات وقد انسحبت عشائر الجبور والبوسلطان في الجانب الشرقي في قضاء الهاشمية لواء الحلة امام ضغط المدفعية كشفت عن رأسها واخذت تشجع الثوار وتطلب منهم الثبات امام العدو قائلة:
لا يالجبور ويلبو سلطان
نايف وفارس وال جريان
وشخير الهيمص وغضبان
وابن براك راعي الفخر سلمان
عارعلى العرب واولاد قحطان
تبكه زلمة ابين نسوان
وبهذه اللهجة النارية من هذه المرأة العربية الاصيلة ثارت عزائمهم وحميتهم وكروا على الجيش حتى جعلوه فلولا.
وهذه الشاعرة (سكونة) بنت فليح من عشيرة ال شبانة من الاكرع وقفت على محمد ال عطية وقد جرح في معركة صدر الدغارة المسماة بـ(الشريفية) فخاطبته بقولها:
من هلهلن حلوات الاركاب
اهن هلهلن ومحمد انصاب
اشترف حزمته من احتزم بالباب
لكف تفكته ياصفر الاخشاب
اتصرفن وشجل للثياب
ماهاب دان الثار وطواب
خز المياجر خز الاذياب
اورصاص التفك مثل السحاب
طره وتعدى او ابدماهاب
اوسلب لويس ماله احساب
وفي معركة (ونه وصدوم) حيث اراضي البونايل في ناحية السنية حاليا هناك الشاعرة (عفتة) من عشيرة ال شيبة في عفك تخاطب اختها وقد فقدت احد اولادها في تلك المعركة قائلة:
اندبي البواهل يالتندبين
كلهم تهاوو بالميادين
غرب فزعهم فات صوبين
ومن غربوو جنهم معرسين
يخوفون لوفاتو مجيلين
اومن يومهم شاب الجنين
من مخيف وتأسس العشرين
فات اعله (ديلي) واغضب العين
يكله يديلي وجوهكم وين
لابد نسوي عجة البين
عليكم ولوياكم امجيلين
وثمة صورة تاريخية رائعة عن معارك القطار في منطقة الهاشمية تنقلها لنا الشاعرة (كعيدة بنت سلطان) من عشيرة الخزاعل ترافق المعركة في منطقة الجبور بين قوجان والهاشمية وقد ضغط الانكليز على الثوار بالمدافع.
مما دعا ابناء عشيرة الجبور ان تستنجد بالخزاعل فاقتحم المعركة الشيخ سلمان ال عبطان وابن عمته شاطئ ال مشكور وجماهير من عشيرتهم فقالت تلك الشاعرة البطلة:
انه شاهدة الشاطئ وسلمان
يوم النخاهم صدك دوهان
فاتو مثل فوتت العكبان
ولا هابو من الجيش جيمان
وتصرفنو للموت صرفان
الصوجر ولوه وصار حيران
ابفاطمة اتنخو وعبطان
وخلو ماهم سال جروان
وسلمان شدوله اعله وذنان
وشاطي ركه لحيلة الميدان
وراوو فعلهم لا الجريان..
وهذه الشاعرة (شزنة بنت حالوب) من عشيرة البو سلطان تصف ولدها وبطولته وما انزل بالعدو من خسائر بالارواح في معركة (بنشه) بالقرب من الحلة فقالت مخاطبة اياه..
الله يادكته بنشه
يوم اولدي للجيش طشه
حالوب اهوو للزرع حشه
مجرشه وللصوجر تجرشه
خلاها لشه فوك لشه
حوم او عالدانة تعشه
والشاعرة (صافية البو عبد) من عشيرة الاعاجيب في الرميثة ترثي ولدها في معركة جسر السوير فتقول:
ابني المضغته البارود
ابني البيه كل الزود
ابني اللي يجيد الجود
وهولزام تاليه
ابني اللي يوج النار
ابني المايحمل العار
ابني يموت دون الدار
والعتبة يصل ليها..
ومن المواقف المشرفة الاخرى امرأة تخاطب ولدها الذي اسره الانكليز وربطوه امام فوهة المدفع فخافت ان يتخاذل ويجلب لها العار قائلة (بس لا يتعذر موش انه) وعند سماعه لصوت والدته يجيبها على الفور قائلا (حطوني بحلكه وكلت انه) وهناك امرأة اخرى ينقل اليها احد الثوار خبر استشهاد ابنها الوحيد قائلا (جن ما هزيتي ولوليتي) وعندما تعرف الخبر تقف بثبات مرددة هذه الاهزوجة الخالدة (هزيت ولوليت لهذا)..
هكذا هي المرأة الفراتية بخاصة والعراقية عامة في ثورة العشرين وقفت الى جانب الثوار تحمل السلاح وتضمد الجراح وتهزج وتقاتل نعم انهن قاتلن بالشعر والكلام والاهزوجه