أوصى عبد الله بن شداد ابنه محمداً :


((أرى داعي الموت لايقلع وأرى من مضى لايرجع


عليك بتقوى الله وليكن أولى الأمور بك شكر الله وحسن النية في السر والعلانية فإن الشكور يزداد

والتقوى خير زاد

ولاتزهدن في معروف فإن الدهر ذو صروف


والأيام ذات نوائب على الشاهد والغائب


فكم من راغب قد كان مرغوباً إليه وطالب أصبح مطلوباً مالديه


واعلم ان الزمان ذو ألوان ومن يصحب الزمان يرى الهوان

وكن جواداً بالمال في موضع الحق بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق

فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر وإنه أحمد بخل الحر الضن بمكتوم السر.

وإن غلبت يوماً على المال فلاتدع الحيلة على حال فإن الكريم يحتال والدنيء عيال

وكن أحسن ماتكون في الظاهر حالاً أقل ماتكون في الباطن مالاً فإن الكريم من من كرمت طبيعته وظهرت عند الإنفاذ نعمته .

وإن سمعت كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد


فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها


وكان يقال الأريب العاقل هو الفطن المتغافل

ولاتواخ إمرأً حتى تعاشره وتتفد موارده ومصادره

فإذا استطبت العشرة ورضيت الخبرة


فواخه على إقالة العثرة والمواساة على العسرة

وإذا أحببت فلاتفرط وإذا أبغضت فلاتشطط فإنه قد كان يقال :

أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما

وأبغض بغيظك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما

وعليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث

وإياك وصحبة الأشرار فإنه عــــار ))