«فينيكس»... تعالي إلينا!
«فينيكس» هو اسم الكبسولة التي استخدمت لإنقاذ 33 عاملاً من أحد المناجم في تشيلي بتاريخ 13 أكتوبر/ تشرين الأول ، وهي « تستعد لجولة عالمية»، بعد أن سلبت عقول العالم، واحتلت مكان «الأخطبوط بول» الذي كان قد سلب العقول أثناء مونديال جنوب إفريقيا.
ولقد وصفت وسائل الإعلام «فينيكس» بالبطل الصامت لعملية الإنقاذ «المعجزة»... فكبسولة النجاة المعدنية التي رفعت العمال من الأعماق بعد 69 يوماً من الحصار تحت الأرض، أنجزت مهمتها بأعجوبة، وبعض المعلقين قال إن الإنقاذ اعتمد على 70 في المئة من العلوم الهندسية المتطورة، و10 في المئة من الشجاعة التي امتلكها العمال تحت الأرض، و20 في المئة يعتبر من «معجزة» تحققت أمام مرأى ومسمع مئات الملايين من المشاهدين في مختلف أنحاء العالم.
كبسولة «فينيكس» بصدد القيام بجولة عالمية بعد أن أصبحت مشهورة جداً وأصبحت (بحسب تعبير الصحافة) مثل «الطائر الأسطوري (العنقاء) الذي يخرج من الرماد، حاملة أعضاء (مجموعة الـ 33) إلى بر الأمان واحداً تلو الآخر بعد 69 يوماً حوصروا فيها تحت الأرض». وزارة الداخلية التشيلية مسئولة عن ترتيب رحلة «فينيكس»، وأقترح أن تتوجّه له ألحكومة ألعراقية الجديده ألتي سوف تتشكل بطلب ليكون ألعراق إحدى محطات زيارة «فينيكس»، ليس فقط لتخبرنا عن كيف عملت في صحراء أتاكاما في أقصى شمال تشيلي على إنقاذ عمال المنجم من عمق 625 متراً وسط الصخور... وإنما أيضاً لتعطينا دروساً في الصبر والتعاضد والإيمان والأمل الذي يقول لنا إن الظروف مهما كانت مظلمة، والخيارات معتمة، فإن التفكير الإيجابي المرتبط بالعمل الجماعي والإبداعي، والإيمان والأمل، كل ذلك يحقق المعاجز ويخرج الإنسان من طامورة معتمة كانت تنتظر احتضان الأموات، قبل أن تخترق «فينيكس» الصخور، وتنقل الوضع من الظلام إلى النور.
«فينيكس» ربما تعلمنا كيف نتغلب على أصعب الظروف، ونتخلى عن السلبية التي تهلك الناس الأصحاء، فكيف بمن يصيبهم مكروه. «فينيكس» ستعلمنا كيف نعمل جماعياً، وكيف نستخدم أفضل ما توصلت إليه الإنسانية من العلوم الهندسية، ومن علوم الاتصالات، وأن نحتضن كل ذلك بدلاً من معاداتها، وأن نؤمن بقدرة الإنسان على أن يكتشف الحلول لمساعدة بعضه البعض، بدلاً من اكتشاف المؤامرات ضد بعضه البعض.
«فينيكس» ستعلمنا كيف نكون جزءاً من الحل، وليس جزءاً من المشكلة. «فينيكس» ستوضح لنا أن بإمكان بلادنا أن تحظى باهتمام العالم ولايستلموننا بتعليقاتهم الحادة، وإنما ليشاهدوا معجزة تتحقق بواسطة «كبسولة حديدية» ألهمت المشاعر الإنسانية والوطنية.