إن البشرية اليوم تسير نحو تنافس الأمم في صنع الحضارة الإنسانية , وإن الواقع يفرض بدوره على هذه الأمة أن تبرز شخصيتها الحضارية المتميزة وأن تلعب دورها المطلوب .
وهنا نقول : إن الأمة تواجه تحديات كبرى يمكن أن نجملها بالتحديات السياسية و الإقتصادية , والثقافية و العقائدية والإجتماعية والمعلوماتية .
ومن أهم التحديات السياسية اتجاه العالم الى عصر القطب الواحد المسيطر على مجمل السياسة العالمية , ومن أهم التحديات العلمية , هذا التقدم العلمي الكبير للغرب والذي يستغله الغرب لفرض هيمنته في مختلف الصعد على العالم . ومن أهم التحديات الإقتصادية : فكرة العولمة الإقتصادية التي لا تبقي للأمة قدرة على السيطرة على إقتصادها و إنما ترتبط بمجمل الوضع الإقتصادي العالمي , ولا ريب في أن القدرات الهائلة للغرب لا تفسح المجال للقدرات الصغيرة الأخرى . و من أهم التحديات الثقافية و العقائدية هذا الهجوم الثقافي و الأخلاقي و العقائدي الكبير على كل ابعاد شخصية هذه الأمة وربما شكلت العلمانية أهم ظاهرة وأشدها اتساعاً , كما أن أهم التحديات الإجتماعية هذا التخطيط الرهيب لتغيير تعريف العائلة و حذف دورها الإجتماعي الركين .وأخيراً التحدي المعلوماتي فهو اليوم يدع العالم العربي منحصر في زاوية ضيقة من سيطرة معلوماتية واسعة .
وكل هذا يتطلب تخطيطاً واقعياً مخلصاً واعياً للمواجهة الإيجابية الفاعلة عند الجميع . ولاننسى هنا دور وسائل الإعلام وثورة الإتصالات , فقد أصبحت القيم والأفكار الثقافية الجديدة تدخل الى كل بيت عربي عبر القنوات الفضائية بدون إذن أو رقيب , وأصبح الجيل العربي الناشئ عرضة لغزو ثقافي في عقيدته و أخلاقه وطريقة حياته العائلية وطريقة التفكير . ويضاف الى ذلك الإنترنت وما يعرف بالتحادث والحوار عبر الحاسوب, الأمر الذي جعل العملية التربوية عند الأبوين في غاية الصعوبة و التعقيد بسبب كثرة المؤثرات التي يخضع لها الجيل العربي الناشئ وتحتاج الى تربية من نوعية جديدة .
كل ذلك وضعنا أمام تحدي كبير , وحتى نواجه هذا التحدي علينا أن نأخذ بأسباب العلم ونهيئ أطفالنا أخلاقياً وعلميا وعقائدياً لمواجهة هذا التحدي .....