تصاميم -زهاء حديد




خالد السلطاني

لا يكفي القول ان منجز "زهاء حديد" يمثل حدثاً هاماً في المشهد المعماري العالمي. لا يكفي لان منجزها ابعد من ان يتمثل في حدث، حتى وإن كان هاماً. ذلك لان "اللا يكفي" تلك، تظل ناقصة عن توصيف الحالة "الزهائية"، الحالة التى عبر عنها يوماً استاذها وزميلها وصديقها..ومنافسها "ريم كولهاس" من انها . ايكون، اذن، منجزها التصميمي عابراً لمعنى التأطير المفاهيمي؟، هل يؤسس ذلك المنجز المتمّيز ، هو الذي اعلن قطيعته تماما مع كل ما هو مألوف ومعروف في المشهد المعماري وخطابه، نهجاً خاصا به بعيداً عن نطاق التصنيفات وأنساق الطروحات؟. بالنسبة اليها، بالنسبة الى زهاء، هي معنية اساسا، كما تقول ذلك وتصرح به دائما، في توسيع مفهوم العمارة المهني والمعرفي في آن؛ في مدّ تخوم مجال عمل العمارة، واحيانا "تحطيم" حدودها والتطلع نحو آفاق مهنية جديدة، لم تكن سابقا ضمن اهتمامات العمارة وحتى مجالها الحيوي المؤثر عادة، في قرارتها التكوينية. انها تأخذ بعين الاعتبار كل تلك المتغيرات الكبرى التى طرأت على المعرفة، وتوظفها في ابداع عمارة تتجاوز بها المفهوم التقليدي، لتضحى منتجاً متأثرا بكشوفات تلك المتغيرات المشغولة بها البشرية الآن.
معروف نقدياً، ان عمارة زهاء حديد ما انفكت تعتبر احدى تجليات مفاهيم ما بعد الحداثة، المفاهيم القادرة، تبعا لخصوصيتها المعوّمة، على إستيلاد مقاربات جديدة ومتجددة. فعمارتها تنزع للتعبير عن مرجعية تصميمية هي خليط بين توق توظيف الاشارات المجازية والسعي وراء الافصاح عن هوى التجريد. انها في هذه الحالة تتخطى حتى اطر مفاهيم المقاربة "التفكيكية"، المتخمة عادة بغرائبية الاشكال التصميمية والمتجاوزة "للتابوات" البصرية. لكن عمارتها مع هذا، (وربما بالاضافة الى هذا)، تظل امينة لتحقيق مفهوم "الازاحة" Displacement في دلالاته التفكيكية، فهي تنزع الى "فك ارتباط" العمارة من خاصية الاستقرار والتموضع. وهذا النزوع يظل بالطبع مشوب بالمفارقة. ذلك لان الامر كما يقول "بيتر ايزينمان" (وهو احد مناصري المنهج التفكيكي المعماري)، يتطلع الى "نزع شيئا من موضعه هو بالاساس متموضع!" (خالد السلطاني، مئة عام من عمارة الحداثة، دمشق 2009، ص. 311). انها بالتالي، تدعونا الى نسيان وحتى هجر ما وسم العمارة السابقة من قيم ومبادئ، واحلال بدلا عنها قيم جديدة تكون متساوقة مع متطابات العصر، عصر المعرفة المتجددة، والبيئة المعلوماتية المتحمكة بها الالكترونيات, انها باختصار تدفع في اتجاه الغاء قوانين الهندسة الاقليدية المألوفة، والتوجه نحو صياغات تكوينية تتحدى قوانين الجاذبية، وتكون متخمة بالالتواءات والانحرافات والهشاشة والتنافر والتشظي وعدم التناغم بين عناصرها التصميمة.
يتعين الاقرار بصعوبة ايصال المفاهيم "الزهائية" لغوياً الى المتلقي. فمفردات اللغة المألوفة تظل قاصرة عن استيعاب الحدث المعماري. يتعين رؤية عمارتها منفذة واقعياً، حتى يمكن ادراك مغزى تلك المفاهيـم وهي تعمل في تشكيل تنويعات الفضاءات المصممة. كما يمكن ايضاً تيسير الاحاطة بموضوعة مخططاتها، المخططات المرسومة باسلوب خاص واستثنائي، والتى تعدّت بواعثها ضرورات العملية التنفيذية ومتطلباتها، لتشكل جنسا ابداعيا قائما بذاتها، يستحق فنياً، العرض والمشاهدة. (لنتذكر معرضها الاستعادي الضخم المنظم في متحف "غوغنهايم" النيويوركي، والذي يعد العرض فيه حظوة اعتبارية وامتيازا كبيرين للفنانيين العارضين).
تصمم زهاء كثيرا. تصمم مشاريع ذات وظائف متنوعة، تشمل مجالات الاسكان، والترفيه، والابنية الثقافية والتجارية والادارية والدينية والنقل وغيره، ومواقع مشاريعها تغطي مناطق جغرافية شاسعة بخلفيات ثقافية واثنية متباينة. تدهشني - كما تدهش كثر- لغتها المعمارية المتجددة، التى تبدو فنتازية ذخيرة مفرداتها عصية على النضوب. فاشكال تصاميمها جميعاً تقريباً، تبدو مختلفة، رغم التشابه التايبلوجي، واحيانا تماثل المكان. بيد إنها تشترك كلها في تكريس الانسيابية الفضائية والتشظي وتفكيك القيم المعمارية المألوفة، والاهم حضور الديناميكية وتعقيد جلي في الفورم المقترح. لقد "فككت عمارتها معايير التصمم، - كما يصفها المثقف العراقي والشاعر فاروق سلوم -، واقامت افقا معمارياً يتواصل من خلال الايحاء.. التأمل .. والتأويل" (موقع الحوار المتمدن، العدد 2164، في 18 كانون الثاني/ يناير 2008).
يتراءى لكثر - يتراءى لي ايضاَ – بان زهاء معنية اساساً في تشكيل وترتيب الشكل الخارجي لمبناها، اكثر بكثير من الاهتمام في الداخل. لكنها تجيب عن هكذا تساؤل طرحه عليها الناقد الياباني " يوشيو فوتاغاوا" Y. Futagawa بان هذا ليس اسلوبها في التصميم؛ <... اننا هنا في المكتب لا نقوم على استيلاد تصاميم، انطلاقا من اقتصارها على الشكل الخارجي فقط. نحن نهتم دوما في ايجاد عمارة تراعي جميع متطلبات العملية التصميمة في آن واحد..> (GA Document, 99, Tokyo, Sept. 2007, p. 9). . وتضيف المعمارة في مكان آخر من المقابلة اياها < ..بالتأكيد، ثمة مصممون يستخدمون الكمبيوتر لتوليد الاشكال، لكن بالنسبة لي فهو لا يساعدني في خلق الافكار، انه محض اداة، اداة تسهم في تكوين فهم عميق للاشكال>. وهذا الفهم العميق للاشكال، يظل عرضة هو الآخر للتغيير والتطوير وصولا الى الاحساس بالقناعة في تحقيق "الاميج" المتخيل. ومرة آخرى، تشرح زهاء كيفية تعاطيها مع العملية التصميمية؛ < .. لاازال اعمل رسومات اولية Sketches ، لدى منها الجديد والجميل الكثير. انها بالقرب من مكتبي. معظمها تتضمن افكارأ تجريدية، والتى بها اسعى، عموماً، وراء امكانية تطبيقها في مشروع محدد. عندما يتم تطوير مشروع من قبل فريق عمل مكتبي على الكمبيوتر، استلم النسخة المطبوعة وابدأ في الرسم عليها مرة اخرى...> (المصدر السابق، ص.9).
وعبر العمل المضني، ومن خلال تحليل الرسوم الاولية والحوار مع فريق العمل، وعبر عمل نماذج تصميمية "موديل" ، تتم دراسة معمقة للمشروع من جميع النواحي، ويتم بعد ذلك اتخاذ القرارات التصميمية المتسمة دوما بحضور مفردات تكوينية مميزة، صاغها فريق عمل مكتب زهاءـ تدعوها المعمارة "الريبرتوار" Repertoire. لكنها تعترف بانها احياناً تتحدى حتى هذة الذخيرة المفرداتية، التى لطالما طبعت تصاميمها بطابع خاص، والتي كانت وراء فرادة عمارتها. < ... بعد فترة طويلة من الزمن - تشرح المعمارة – انك تتعلم من عملك وتطور " الريبرتوار" الخاص بك. في بعض الاحيان تكسر من حدة هذا الريبرتوار، وفي اوقات تضيف اليه؛ انك بين الفينة وآخرى تتحداه. ولهذا فان العمل مع الكمبيوتر لا يغير كثيراً من طريقة مقاربتنا للمشاريع.>.
نعرف ان ثمة "مكتبة زهائية" غنية، تشكلت وتجمعت من إصدارات متنوعة حول نشاط زهاء ما بعد الحداثي المتعدد الجوانب. ويضاف الى هذه المكتبة كل عام إصدارات جديدة وعديدة. وآخر هذه الاصدارات، ويبدو ليس آخرا، الكتاب الضخم بقطع كبير جدا (XL) الذي اصدرته في هذا العام (2009) دار نشر "تاشين" Taschen الالمانية المعروفة والمتخصصة بنشر الكتب الفنية، والذي اعتبر نشره حدثا مميزا في اوساط صناعة الكتاب، هو الذي قالت مجلةWallpaper اللندنية، عنه بانه "من اروع الكتب على وجه البسيطة!". ويمكن للقارئ ان يتصور نوعية وقيمة وامتيازية هذا الاصدار!. ان منجزها المعماري والفني يغوي دور النشر في اماكن عديدة لاصدار كتب مختلفة عنها. فهي المعمارة "الانثى" المشهورة عالمياً، وهي الوحيدة من الجنس اللطيف الحائزة على جائزة "بريتزكر" المرموقة (2004)‘ وهذا فضلا بالطبع عن فرادة منجزها المعماري واستثنائيته في الخطاب. ويضفي اصلها غير الاوربي قدرا كبيرا من حب استطلاع عارم نحوها، هي المولودة في بغداد (1950)، وفيها اكملت دراستها الاولية، قبل ان تدرس الرياضيات لاحقا في الجامعة الامريكية في بيروت، ثم لتلتحق بعد ذلك عام 1972، في مدرسة "الجمعية المعمارية" {AA} بلندن. ومنذ تخرجها عام 1977، اختطت زهاء لنفسها مقاربة معمارية خاصة بها، لتضحى اليوم احدى اعمدة عمارة ما بعد الحداثة المهميين، إن كان في المجال المهني ام على الصعيد الاكاديمي.
في غالبية محتويات هذه الكتب، ثمة اشارات نقدية عديدة عن اسلوب مقاربة زهاء حديد التصميمية. بعضها يسعى وراء تقصي منظومة مفاهيمية تستمد المعمارة منها مبادئ نهجها الفريد. والحال ان عمارة زهاء لا يمكن ادراك ماهيتها التكوينية عبر الاسلوب التوصيفي Descriptive . اذ يظل هذا الاسلوب معنيا ومحددا بالنتائج المرئية للمعطى التصميمي، في حين ان المطلوب هو الغوص في كنه تلك المقاربة واستجلاء جوهرها. وهذا يتأتى من فهم عوامل عديدة اثرت في صياغة وظهور تلك المقاربة، وهي عوامل عديدة ومتشعبة، قد لا تكون خاصة فقط في الشأن المعماري. اي بتعبير آخر، ان المطلوب هو معرفة خواص "الماكنة" المفاهيمية، المؤهلة على استيلاد مثل تلك التصاميم، عند ذاك يتم ادراك واستيعاب مسوغات الناتج الاخير بكل غرائبية "فورمه" الاستثنائي. وهذا بالطبع يقتضي مساحة اضافية من التحليل والمتابعة لا يتوافران هنا، لخصوصية هذة الدراسة ومحدودية غاياتها. آملين ان نعود مرة آخرى لفحص هذه الاشكالية المعرفية ومساءلتها مستقبلاً.
تثير المشاريع المصممة من قبل زهاء (بعضها الان في مراحل التنفيذ) والمخصصة الى الارض العربية اهتماما مشروعا من قبل متابعي منجزها المعماري من العرب، والمهتمين منهم ايضا بقضايا العمارة المعاصرة في هذه البلدان. ومرد مشروعية هذا الاهتمام لا يقتصر فقط على نوعية المنتج التصميمي الفريد والمتميز عالمياً وبالطبع اقليمياً. مرده ايضا، وفي الاساس، كون المعمارة المصممة هي "بنت" المنطقة، التى ساهمت ثقافتها في تشكيل جزء من مرجعية المعمارة المعرفية.. والمهنية. وهي وان لم تتعمد إظهار تأثيرات "ترسبات" ذائقتها، فان توقها الطبيعي (إن لم نقل ميلها الغريزي) نحو تأليف تشكيلات بعينها، يمكن ان يكون احد تجليات تلك التاثيرات. وهي توضح اهمية كل هذا في حديث منشور مؤخرا ".. ان اول من اكتشف الآصرة هو كولهاس، حين لاحظ ان طلبة المعمار العرب والايرانيين (وانا واحدة منهم) قادرون على عمل تعبيرات منحنية اكثر من غيرهم، مما جعله يفكر ان ذلك ناجم عن خط الكتابة العربية نفسه. وخط الكتابة الذي نراه اليوم في المخططات المعمارية له صلة بتصور التجزؤ في الفضاء." (صحيفة الشرق الاوسط، العدد: 10740، في 24 ابريل 2008). لكنها تعترف ايضا، وهي على حق، بانها " ليست النمط العربي المتعارف عليه.. ‘ فانا لم اقطن في بلد عربي منذ ثلاثين عاما..انا عراقية.. اعيش في لندن.. وليس لدى مكان واحد، لهذا اعتقد ان اي واحد في موقفي او مكاني عليه ان يعيد صياغة نفسه او صياغة عالم خاص به.." (المصدر السابق). ومع هذا، مع مثل هذا الاقرار، فان من غير المنطقي تجاهل تأثيرات الفترة الاولى للتشكل المعرفي والذوقي، وهي فترة ماانفك كثر يعتبرونها هامة (واحياناً حاسمة) في تكّون شخصية المرء. انه لامر مصيب القول بان اكتساب الثقافات المعرفية الخاصة بالعمارة والفن، قد استمدتها زهاء من خصوصية المجتمع وقيمه الذي اقامت بين ظهرانيه لفترة طويلة، وشكلت بالتالي منظومة ذائقتها الجمالية. لكن قولاً آخر ليس من دون مصداقية، يشير بان تأثيرات الوعي، وربما اللاوعي ايضاً، العائدة الى فترة النضوج، قد تلعب دورا موازيا لا يستهان به في مهام تحديد نوعية الذائقة الجمالية اياها وتسهم في تكوين خصوصيتها.
في هذا الصدد، تعترف زهاء في اجابة عن سؤال للناقد الياباني "يوشيو فوتاغاوا" .. سيكون بالطبع امرا مثيرا للعاطفة، لو اني صممت مشروعا للعراق، لاني ولدت هناك.. واود ان اذكر لك امرا محددا، ففي السنة الماضية قدت سيارة بين بيروت ودمشق، ووددت ان اري بصورة خاصة المسجد بتمعن مرة آخرى. وقد كان ذلك مدهشاً ورائعا. عندما كنت طفلة بالعراق درست في مدرسة الراهبات، وكنت امر على مثل هذه المباني في طريقي الى المدرسة، وهذه المباني، الى جانب اهميتها الدينية، فهي فاتنة وجميلة بدواخلها الرائعة المدروسة. ان المسجد مبنى بترو وبجمالية. انه يستدعي بمظهره الفردوس، وهو لهذا رائع!. وكان امرا طريفا لي ان اجد علاقة بين هذه العوالم الجميلة والهندسة مع الجذور الرياضية للانشاء..." (14(GA, 99, P..
واضح من حديث المعمارة، انها تعيد اكتشاف عوالمها القديمة، تعيدها بالطبع في ضوء ثقافتها المعمارية الخاصة المشوبة بذائقتها الجمالية المتميزة. من هنا يمكن للمرء ان يتوقع بان ثمة اضافات "مستترة" تضفيها المصممة على مشاريعها العربية ذات اللغة المعمارية الفريدة التى عُرفت بها. وبواعث هذة الاضافات يظل بالطبع استحقاقات طبيعة المكان، الذي نشأت فيه المصممة. المكان الذي تتكلم عنه زهاء بعاطفة، وهو نفس المكان الذي نسعى وراء فحص إشكالياته مثلما نتطلع الى إظهار تأثيراته في التصاميم المخصصة الى البلدان العربية. ومرة آخرى، يتعين التذكير، بان مثل تلك التأثيرات سوف لن تنعكس بصورة مكشوفة او ملموسة في التصاميم المعدة من قبل مكتب المعمارة. ذلك لان عملها (اي عمل التأثيرات) سيخضع لعمليات التأويل وستكون متداخلة مع جوهر مقاربتها المعمارية، تداخلا عضويا، ما يجعل من الوهم توقع حضور مادي لها، او ايجاد انعكاس جلي لها في تكوينات المشاريع المقترحة. كما يجب ان لا يغرب عن البال طبيعة عملية Process انتاج العمل المعماري المعاصر، المنطوي دوما على اسلوب القرارات الجماعية المشتركة. نحن نتكلم، اذن، عن مناخ، مناخ تصميمي يتشكل من خصوصية المكان، الخصوصية القريبة من ذهنية المعمارة والتى لا تزال تشغل حيزا ما في ذاكرتها البصرية.

د. خالد السلطاني
مدرسة العمارة/ الاكاديمية الملكية الدانمركية للفنون





Photography © Luke Hayes

MAXXI: MUSEUM OF XXI CENTURY ARTS

Rome, Italy
1998–2009

Photography © Iwan Baan

Chanel Mobile Art Pavilion

Hong Kong, Tokyo, New York, Paris
2008–2010

New York, Photography © John Linden

JS Bach Chamber Music Hall

Manchester, UK
2009

Photography © Joel Chester Fildes


Burnham Pavilion

2009

Photography © Roland Halbe

Zaragoza Bridge Pavilion

2005–2008

Photography © Fernando Guerra

Neil Barrett Flagship Store

Tokyo, Japan
2008

Photography © Virgile Simon Bertrand

Home House Club

London, UK
2008

Photography © Luke Hayes

Nordpark Railway Stations

Innsbruck, Austria
2004–2007

Hungerburg Station, Photography © Werner Huthmacher


R. Lopez de Heredia Wine Pavilion

Haro, Spain
2001–2006

Photography © Hélène Binet

Maggie’s Centre Fife

Kirkaldy, Scotland
2001–2006

Photography © Chris Gascoigne

BMW Central Building

2001–2005

Photography © Hélène Binet

Hotel Puerta America

Madrid, Spain
2003–2005

Photography © Courtesy of Silken Hotels

Spittelau Viaducts Housing Project

1994–2005

Photography © Bruno Klomfar

Phaeno Science Center

2000–2005

Photography © Werner Huthmacher

Bergisel Ski Jump

1999–2002

Photography © Hélène Binet

Car Park & Terminus Hoenheim-Nord

Strasbourg, France
1998–2001

Photography © Hélène Binet

Ordrupgaard Museum Extension

Copenhagen, Denmark
2001–2005

Photography © Roland Halbe

Mind Zone

London, UK
1998–2000

Photography © Hélène Binet

Lois & Richard Rosenthal Center
for Contemporary Art


1997–2003

Photography © Roland Halbe

LAND FORMATION-ONE

1996–1999

Photography © Hélène Binet

Blueprint Pavilion, Interbuild 95

Birmingham, UK
1995

Photography © Hélène Binet

Vitra Fire Station

1990–1994

Photography © Hélène Binet

IBA Housing

Berlin, Germany
1986–1993

Photography © Christian Richters

Moonsoon Restaurant

Sapporo, Japan
1989–1990

Photography © Paul Warchol

24 Cathcart Rd

London, UK
1985–1986

Photography © Richard Bryant