أبو العَتاهِيَة شاعر عباسي ولد عام 130 - 211 هـ / 747 - 826 م

وهو إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.
شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.
كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.
وله الكثير الكثير من الأبيات الجميلة اتسم أكثرها جانب الوعظ منها :

إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى
ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى
ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى
وقال :
نَصَبتِ لَنا دونَ التَفَكُّرِ يا دُنيا أَمانِيَّ يَفنى العُمرُ مِن قَبلِ أَن تَفنى
مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ واصِلاً إِلى حاجَةٍ حَتّى تَكونَ لَهُ أُخرى
لِكُلِّ امرِئٍ فيما قَضى اللَهُ خُطَّةٌ مِنَ الأَمرِ فيها يَستَوي العَبدُ وَالمَولى
وَإِنَّ امرَأً يَسعى لِغَيرِ نِهايَةٍ لَمُنغَمِسٌ في لُجَّةِ الفاقَةِ الكُبرى
وله :
وَكَلَّفتَني ما حُلتَ بَيني وَبَينَهُ وَقُلتُ سَأَبغي ما تُريدُ وَما تَهوى
فَلَو كانَ لي قَلبانِ كَلَّفتُ واحِداً هَواكَ وَكَلَّفتُ الخَلِيَّ لِما يَهوى
سَتَمضي مَعَ الأَيَّامِ كُلُّ مُصيبَةٍ وَتُحدِثُ أَحداثاً تُنَسّي المَصائِبا
وَلا خَيرَ فيمَن لا يُوَطِّنُ نَفسَهُ عَلى نائِباتِ الدَهرِ حينَ تَنوبُ