في ذكرى أربعينية الحسين، وفي مشهد أعاد إلى الأذهان حادثة إنقاذ الشاب "السني" عثمان العبيدي لزوار "شيعة" من الغرق ثم موته غريقا عام 2005، اختار "سنيّ" آخر وهو الملازم نزهان الجبوري ابن الحويجة في كركوك أن يبعد شبح الموت عن زوار "شيعة" متوجهين من الناصرية إلى كربلاء بوضع جسده كعازل بينهم وبين انتحاري أراد تفجيرهم فانفجر حزام الموت فيه.
قررت "أم نزهان" أن لا تبكي كحال أي أم فقدت فلذة كبدها في أحد التفجيرات في العراق، واستقبلت مبتسمة نبأ مقتل ابنها الملازم نزهان الجبوري الذي وافته المنية بعد تصديه لانتحاري حاول تفجير نفسه وسط زحام الزائرين الشيعة في الناصرية جنوب العراق.
وكان قدر نزهان السني ابن الحويجة في كركوك أن يرسم بموته صورة ناصعة لوشائج الترابط بين أبناء العراق بكلِ طوائفه وقومياته حين اختار أن يضع جسده حاجزاً بين حزام الموت وقاصدي كربلاء من أجل إحياء أربعينية الحسين.
أم نزهان والدة الشهيد ملازم نزهان الجبوري قالت "الحمد لله رفع روسنا، رفع روس العرب ماشاء الله ربي الحمد لله ياهالشهادة، عفيه ابني عفيه ابني ما خيب ضني عفية ابني الي دافع عني".
نزهان الجبوري كان في الثلاثينات من عمره، وهو أب لطفل وشقيق لسبعة إخوان، تخرج من الكلية العسكرية العراقية ليتطوع فيما بعد في صفوف الجيش العراقي.
وعلى الرغمِ من أن نزهان لم يتسلم مرتبه منذ شهور عدة، إلا أنه لم يتخلف عن أداء واجبه الذي أنهى فيه حياته.
أم مروان عمة الشهيد ملازم نزهان الجبوري قالت إن أمه تلقت خبر مقتله بالفرح، وقالت هذا عرس ابني وليس عزاؤه.
من جهته علق عبد اللطيف كلي موفد مسعود بارزاني إلى مجلس العزاء فقلا إن "الشهيد صار مفخرة لكل العراقيين وجمع كل العراقيين من عرب وأكراد وتركمان وكلدار وآشوريين".
وبمقتل الملازم نزهان الجبوري الذي حاول جاهداً حماية الزوار المتوجهين الى العتبات المقدسة، تحول الجبوري الى رمز وطني في يومٍ حزين، ليعيد إلى الأذهان حادثة الشاب عثمان العبيدي وجسرِ الأئمة في بغداد قبل بضعة أعوام.