بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الشيخ والعارفة محسن خلف المرير

1910 - 1993






كان رجلا متميزا ذكيا ألمعيا حافظا للتاريخ العربي - الأسلامي ، ومتبحرا في تاريخ البادية لدرجة الأستاذية حافظا لأشعارها وتراثها وأبطالها ونثرها . وكان عارفة عشائري من الصنف المتميز ، وفق الشرع الاسلامي والأعراف العشائرية ، نافذ الحكم محترم الطروحات ، انتدبته الدولة العراقية عام 1970 محكما رسميا في القضايا العشائرية ، قابل الرئيس عبدالرحمن عارف عام 1967 ضمن وفد شيوخ محافظة نينوى ، ومعه الشيخ احمد عجيل الياور شيخ مشايخ شمر ، على أثر مقتل الشيخ حنش الهوار أمير قبيلة طي من قبل الأكراد في منطقة الكوير ، وقابل الرئيس ياسر عرفات عام 1988 ، والرئيس احمد حسن البكر والرئيس صدام حسين ، والملك عبدالله ملك السعودية ( سابقا امير ملكي ) عام 1983 في مدينة القيارة ، في دار الشيخ مشعان الفيصل وقد حصلت مشادة كلامية بين الشيخ محسن وأمير عتيبة المرافق لملك السعودية وبحضور الملك في ذلك اللقاء عندما ...اعترض الأمير على كلمة في القصيدة العربية القديمة التي قالها الشيخ محسن ، حيث كانت القصيدة للامير تركي بن سعود على ابن عمه في بداية القرن العشرين ، وهي قصيدة عتب لا مجال لذكرها ، ذكرها الشيخ محسن عندما كان العراق مشتركا في حرب مع ايران ، ومنذ ثلاث سنوات في حينها ، وقد طلب الشيح محسن مساعدة العرب لاخوانهم العراقيين في تلك المرحلة ..حيث تدخل الملك قائلا : والنعم خالي والنعم من عروبة العراق وأهله ، ومنع امير عتيبة من الكلام .. في كل فصل عشائري هناك ملحمة فكرية ومنها استنباطه لمخرج قانوني عندما ارادت الدولة سحب اسلحة عشيرة اللهيب في الستينات بعد خلافهم مع عشيرة طي وقد اجمع الحاضرون على صوابية طرحه القانوني ..ومن مناقبه احتساب دية الجنين وهو في بطن أمه في حال حصول حادث يؤدي لوفاته ، حيث أقر مبدأ أن تحتسب حصة لكل شهر من عمره من مجموع ( تسع حصص ) تمثل عمر الجنين وهو في بطن أمه ، وقد أقره على هذا المبدأ عوارف وشيوخ العشائر ، ويمكن الاطلاع على حياته من خلال الكتاب الذي ألفه عنه ابن اخيه الشيخ اللواء الركن ابراهيم حسين المرير باكثر من مئة صفحة من الحجم الكبير وبعد وفاته تولى المشيخة ابنه ..




وأهدي هذه المرثية لاخي الحبيب سيف اللهيب الصقيل في الشيخ محسن المرير للأديب عبدالمجيد حسين المرير بتاريخ 13/9/1993

أمسى الضحى ركيت عالي ارجومي
رجم طويل للجرانيس موكـــار

ركيت في راسه حزين مهمومي
والكلب من كثر الهواجيس محتار

بقيت من يزيح عني اهمومي
لاكن زاد الكلب نار على نار

ونيت بيه ونه خلوج ابن رومي
من نيار بكلبي لـــها كـــــار

وبجيت لفراك رجال الكرومي
وعيني عليهم تهدف الدمع هدار

ويا دار وين بذرهم لزومي
وين الرجال الي على الكود صبار

كالت تنخوا وسكنوا بالرجومي
ومسوا بدارن ما بها ليل ونهار

ويا عين ابجي على الاجواد دومي
اهل الحمية عز الضيف والجار

أهل الفعايل الطيبين العلومي
الدايم فزعاتهم مابها انكار

وعليج يا دنيا جثيرا نلومي
وندري جثير اللوم مايرجع الصار

شال الشفية عز كل مهضومي
ليث على جمع المعادين هدار

ومرحوم يا حر بعالي الرجومي
مفترس ما علموا كود وصكار

مرحوم ياليث عنيد اعزومي
ياحيد يالي للطوابير كسار

يابو عبد ياعز كل مهضومي
ياشيخ يالي للمحاسيب حضار

ويبجن عليك دكات الوشومي
يا ذروة الخوان لو صار ما صار

تبجي عليك دلال بالبن تعومي
فاحت الهيل وزادوا هيلها بهار

ونجر على الطيبات حسن معلومي
والعصر يمه دوم روش وخطار

هذاك محتاج وهذا مهمومي
وها يبي هرج من الكول مختار

ومرحوم يالي دايم بيك زومي
ياسورنا ياخيمة الضيف والجار

أخاذتن للطيبين العلومي
المسبحين العدى كاسات الامرار

اللي لهم فوك المشاريف تومي
رسوم دلايل للاجاويد تذكار

ويارب يلي لعبيدك تدومي
يامخرج ذنون من جوف الابحار

ويااللة يلي في رحومي
يا واحد يلي لذنوب غفار

ارحم بحالي هناك يوم الرحومي
من لظة نار وكودها ناس وحجار

وصلاة ربي عداد هب السمومي
على رسول الله ملاذي من النار