العـيـون iiالـسـود

لـيـت الــذي خـلـق العـيـون الـسـودا
خـلــق الـقـلـوب الخـافـقـات حــديــدا
لـــولا نواعـسـهـا ولـــولا سـحـرهــا
مـــا ود مـالــك قـلـبـه لــــو صــيــدا
عَــوذْ فــؤادك مــن نـبــال لحـاضـهـا
أو مــتْ كـمـا شــاء الـغـرام شـهـيـدا
إن أنـت أبصـرت الجمـال ولــم تـهـم
كنـت امـرءاً خـشـن الطـبـاع ، بلـيـدا
وإذا طـلـبـت مــــع الـصـبـابـة لــــذةً
فـلـقـد طـلـبـت الـضـائـع الـمـوجــودا
يــا ويــح قلـبـي إنـــه فـــي جـانـبـي
وأضــنــه نــائــي الــمـــزار بـعــيــدا
مـسـتـوفـزٌ شــوقــاً إلــــى أحـبــابــه
الـمــرء يـكــره أن يـعـيـش وحــيــدا
بـــرأ الإلـــه لـــه الـضـلـوع وقــايــةً
وأرتـــه شـقـوتـه الـضـلـوع قــيــودا
فــإذا هـفـا بــرق المـنـى وهـفـا لـــه
هــاجــت دفـائـنــه عـلـيــه رعـــــودا
جشَّـمـتُـهُ صـبــراً فـلـمـا لـــم يـطــقْ
جـشـمـتـه الـتـصـويـب والتـصـعـيـدا
لـو أستطـيـع وقيـتـه بـطـش الـهـوى
ولـو استطـاع سـلا الهـوى محـمـودا
هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا
نــاراً وصـــار لـهــا الـفــؤاد وقـــودا
والـحـبٌ صــوتٌ ، فـهـو أنــةُ نـائــحٍ
طــــوراً وآونــــة يــكـــون نـشــيــدا
يـهــب الـبـواغــم ألـسـنــاً صــداحــة
فــــإذا تـجــنــى أســكـــت الـغــريــدا
مـا لـي أكلـف مهجـتـي كـتـم الأســى
إن طـال عهـد الجـرح صــار صـديـدا
ويـلــذُّ نـفـســي أن تــكــون شـقـيــةً
ويــلــذ قـلـبــي أن يــكــون عـمــيــدا
إن كنـت تـدري مــا الـغـرام فـداونـي
أو ، لا فــخـــل الــعـــذل والـتـفـنـيـدا

للشاعر : إيليا أبو ماضي