حربية رشيد او ماعرفت بحربية الغبيشي التي اندلعت بين قبيلة البو سلطان وقبائل زبيد مجتمعه هذه المعركة اقف امام احداثها ساردا لها رغم ان كثير من شيبتنا الذين اردت ان يقصوها لنا امتنعوا الا القليل منهم وتحت الالحاح الكبير لا يدفعني لذلك الا الفضول المعرفي ورغبة جياشة لي ولاخرين بالمنتدى طلبوا مني روايتها ..
فمن امتنع علل ذلك بان هناك (نوامية) على من يقص هذه القصة كون احداثها وقعت على اقل تقدير بين مسلمين ناهيك عن انهم ابناء رجل واحد وتربطهم روابط كثيرة.
والنوامية وللتوضيح انها عبارة عن عهد اخلاقي تفرض الاخلاق قوة الزام لمن تلقى عليه النواميه.فلا يحق بعد ذلك التنصل منها.
وانا اذ اقص هذه القصة لا اخفي انبهاري واعجابي بها وببسالة ابطالها بالرغم من كل الماخذ عليها.
الحربية وقعت حسب الراي الراجح عام 1907 وهناك راي انها عام 1903 او 1900
وبشكل عام انها بالعقد الاول من القرن العشرين ..

الجذر التاريخي للمعركة..

احب ان ابين ان هناك معركة سابقة على حربية زبيد وقعت ايضا بين البو سلطان وزبيد الا انها على نطاق اقل حجما ويعتقد انها حدثت عام 1800
وكانت لهذه المعركة اثارا على الطرفين واوجدت نوعا من التنافس بينهما واحتكاكا مستمرا يوشك ان ينفجر بين الفينة والاخرى.خاصة اذا عرفنا ان الغلبة كانت لقبيلة البو سلطان.
وبسبب وجود تماس مباشر بين الطرفين كون ان قبيلة البو سلطان فرعا من امارة زبيد فان لها حقوق وعليها التزامات وهذه الالتزامات تتجلى واضحة في نظام الكوده الذي كان عبارة عن رسم او نسبة على المحاصيل تستوفيها الامارة باعتبار انها مالكة الارض عرفا.
وكان ان اتى الامير هندي الى مضارب قبيلة البو سلطان بنية جمع الكودة منهاوكانت تحتسب على اساس عدد منازل كل قبيلة.فلما نزل الامير عند شيوخ القبيلة وبصحبته ثلاثة من عبيده ومثلهم خيالة فرسان
واحب ان اشير الى ان الامير هندي كان فارسا شرسا ومختالا بنفسه ويكثر من الزينة له ولفرسه
ولما استفسر عن عدد البيوت في القبيلة واتاه الجواب من شيخها ووجهاءها استهجن كلامهم واستغرب قلة البيوت في القبيلة ملمحا الى انهم يكذبون عليه ويخفون العدد الحقيقي .
وكانت عدم قناعته قد قادته الى ان يحسب البيوت بنفسه واثناء تجواله في فريج القبيلة وجد موقدا دون ان يكون بجواره بيت شعر فاستشاط غضبا واراد التوضيح فجاءه الجواب ان هذا الموقد لبدو نزلوا هنا لايام ثم رحلوا فلم يقتنع بالجواب واتهم شيوخ القبيلة بالكذب فكان ان خرج احدهم قائلا للامير ليزيد في غضبه (ياعونة الله امير زبيد يعد مواكد العرب ما كان ابوك ولا جدك ليفعل ذلك) فما كان من الامير الا ان صفعه على وجهه مصيبا احد عيناه بخاتمه الذي يزين يده.
فانقض الرجل السلطاني على الامير بعد ان عرف ان الامير ينوي سحب خنجره فامسك به من خصره وفي الوقت نفسه محرضا الاخرين على قتل الامير واذا باحدهم ينبري بخنجره ليسكنه في جنبات الامير ويرديه قتيلا بعدة طعنات.فخر صريعا وهرب من معه ليعودوا الى الامارة ويذيعوا خبر مقتل الاميرهندي على يد البو سلطان.
فعم الحزن على بيت الامارة وعلى رجاها ونساءها.
وهذه الاحداث عبر عنها الامير سمرمد بقصيدة له تبين مدى الصدمة التي المت به بمقتل هندي..
ويقول فيها...
قصيده ارسلها الامير سمرمد الى قبيلة البو سلطان.......
ياراكب ٍمن الركايب فوك حيل مشهن عند المساري روج فد
والركبهن من سراعتهن يميل مرسلات ٍفي كتاب ٍذا مرد
ناجل كتاب ٍ من اللي ما يعيل ولو يعيل ادعوك يا مهجج سرد
كيف تخدعني ياللي عضامك بالصليل وينشبك سم ٍووجع ٍ بالجبد
هو دغ ٍهو غل ٍ للعليل ولا يشافي علته كون الصمد
كيف هندي يطيح بايديكم دخيل وريت عيني ان كان شافتكم رمد
والنساها ذاك حطوله بليل وذاك يكرب زرعكم ثم الجرد
والعفايف صبغن كلهن بنيل على افراك الحر يوم انه انجرد
والجدايل جدعهن كالشليل ذيال شكر ٍ جايات اول مهد
والمضايف شيلت من غير شيل ذا من الباري على عبده وعد
يافصيخ العكل ياغاده الدليل شفت شاةٍبالفلا صادت فهد
ضاع حضك ثم ضيعت الدليل هكوتك راس العوادل لا ترد
يا مهجج من ديارك كوم شيل وانحر البيده وتنحى بالبعد
ولا تشوف الشوملي وكدسٍ ونيل كون يحيون الاموات ومن بعد
وكون شاة الريم يدنى للرحيل ويسبح القاقوم في وصط السمد
والسما تطمان وارضينك تشيل شفت سمح الكاع للكوكب صعد
والكلب وش ما فعلتوله له عويل يكطع افجوج الفلا ثم يرد
يساءلني وساءله بليل طويل ما يطيع احجايتي وينطي مرد
ولا بضنك الها غنيم ولا بليل ولا بقايا اللي تنطيني سند



وصلت القصيدة الى البو سلطان وقراها الرسول الذي بعثه الامير على مسامع الجميع لينبري لها احد عمالقة الشعر البدوي وهو الشيخ مهجج الحيدر مستشفا منها عزم الامير على قتال البو سلطان؟؟


وللحديث بقية نكمله لاحقا انشاء الله...